السينما التونسية.. نجاحات دولية وسابقة تاريخية

time reading iconدقائق القراءة - 5
الممثل التونسي سامي بوعجيل يحمل جائزة سيزار 2021 - AFP
الممثل التونسي سامي بوعجيل يحمل جائزة سيزار 2021 - AFP
تونس-نجلاء محمد

نجاحاتٌ عدّة حققتها السينما التونسية خلال الأعوام الخمسة الأخيرة على الصعيد الدولي، فقد شهدت تلك الفترة تدفق موجة جديدة من السينمائيين الشباب، وحصد بعضهم جوائز تاريخية، أبرزها جائزة "أسد المستقبل" للمُخرج علاء الدين سليم، عن فيلمه "آخر واحد فينا" من قبل مهرجان البندقية.

ويرى خبراء في الشأن الثقافي، أنّ الثورة التونسية كان لها بالغ الأثر الإيجابي على السينما هناك، فبعد سنوات من التجارب المنفردة، وجد القطاع السمعي البصري منافذ إبداعية أكبر، بداية بالأعمال الوثائقية ثم الروائية.

وشهد العِقد الأخير، قائمة من الأفلام التونسية المهمة، منهم أعمال للمُخرجة كوثر بن هنية، والمنتجين حبيب عطية ونديم الشيخ روحو، إذ تمكن هذا الثلاثي من تحقيق خطوات لافتة للسينما التونسية دولياً، انطلاقاً من أفلام "على كف عفريت"، و"زينب تكره الثلج"، و"بطيخ الشيخ" وأخيراً "الرجل الذي باع ظهره". 

سابقة تاريخية

ويُعد "الرجل الذي باع ظهره" للمُخرجة كوثر بن هنية، أو عمل سينمائي تونسي يصل إلى قائمة الترشيحات النهائية لجائزة أوسكار كأفضل فيلم طويل.

ويعتبر سينمائيون تونسيون، وصول الفيلم إلى تصقيات الأوسكار، بمنزلة استحقاق للسينما التونسية، ولا سيما بعد تألقها المتواصل في السنوات الأخيرة.

ووصف المنتج حبيب عطية لـ"الشرق"، وصول فيلم تونسي للقائمة القصيرة للأوسكار، بـ"اللحظة التاريخية"، لافتاً إلى هامش الحرية الذي بدا واضحاً بعد عام 2011، ودوره في منح مساحة للمخرجين في تجسيد أفكارهم فنياً.

وأٌكد منتج "الرجل الذي باع ظهره"، أنّ الفيلم تطلب جهوداً ضخمة من فريق العمل، حتى يتقدم في سباق الأوسكار على مستوى الدعاية والتسويق، مشيراً إلى أنه سبق وعاش هذه اللحظات سنة 2019 مع الفيلم القصير "إخوان" لمريم جوبير، حين ترشح للقائمة القصيرة النهائية للأوسكار.

وقال إنّ: "النجاحات تتكرر مؤخراً، وهي ثمار مجهود كبير وعمل لتطوير السينما التونسية، وتحقيق إشعاع أكبر على صعيد دولي، وأعتقد أن تتويج سامي بوعجيلة بجائزة أفضل ممثل في جائزة "سيزار" الفرنسية، وترشح فيلم كوثر بن هنية للأوسكار، يدفعنا كشركة إنتاج وفاعلين في المشهد السينمائي التونسي للحلم نحو العالمية".

نجاحات دولية

ومن جهته، أشاد محمد قبلاوي، رئيس مهرجان مالمو للسينما العربية، بالقيمة الفنية لفيلم "الرجل الذي باع ظهره"، موضحاً لـ"الشرق"، أنّ السويد شريك في تمويل هذا العمل عبر الذراع الإنتاجية لمهرجان "مالمو" والمنتج السويدي أندرياس روكسين.

وأشار إلى انطلاق رحلة المهرجان مع السينما التونسية منذ سنة 2015، فضلاً عن أنّ أول فيلم روائي من إنتاج عربي سويدي كان "على كف عفريت".

وحقق فيلم "بيك نعيش" للمخرج الشاب مهدي البرصاوي، نجاحاً دولياً لافتاً، خاصة أن العمل هو التجربة الروائية الطويلة الأولى له، كما ترشح بطلي العمل سامي بوعجيلة ونجلاء بن عبد الله، بفضل هذا الفيلم لجوائز أكاديمية الأنوار وجوائز "سيزار" بفرنسا.

ومنحت "سيزار" جائزة أفضل ممثل لسامي بوعجيلة، والذي نال عن نفس الفيلم جائزة مهرجان البندقية قسم آفاق لأفضل ممثل.

الوصول إلى الجمهور

وترى الباحثة التونسية إنصاف وهيبة، المُتخصصة في دراسة الأفلام والأرشيف السينمائي، أنّ أهمية الفيلم التونسي وحضوره، يكمن في وصوله لجمهور أكبر ومنه الجمهور العربي.

وأوضحت وهيبة، لـ"الشرق"، أنّ العديد من الأفلام التونسية تنافسية في القيمة الفنية والتقنية ومع ذلك يمنعها حاجز اللهجة من الوصول لفئات معينة من الجمهور، مشددة على أن النجاح الفني والجماهيري معادلة يطمح لها كل صانع أفلام، والسينما التونسية قادرة أن تحقق أكثر فهي تملك الإمكانات البشرية.

وأرجع المنتج توفيق قيقة، انتعاشة السينما التونسية مؤخراً، إلى توجه عدد أكبر من السينمائيين للإنتاج وظهور التخصص في المهنة، مؤكداً لـ"الشرق"، أنّ هذه الخطوات أفادت السينما التونسية على صعيد دولي حسب رأيه.

وقال المنتج التونسي، إن أعمال الجيل الجديد من السينمائيين على غرار علاء الدين سليم، وكوثر بن هنية، وهند بوجمعة، ومحمد عطية ومهدي البرصاوي: "هذا الجيل متمكن من تقنياته، استفاد من تجارب السابقين، وهو أيضاً مُدرك لمتطلبات سينما اليوم فيبحث عن طرح إنساني عالمي، ولا يغرق في محليته رغم انطلاقه من مشاغل ذاتية واجتماعية تهم جمهوره التونسي".