رئيس هيئة المسرح بالسعودية لـ"الشرق": نخطط لإنشاء مسرح في كل محافظة

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية سلطان البازعي - الشرق
الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية سلطان البازعي - الشرق
الرياض-حسن رحماني

قال سلطان البازعي، الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية، التابعة لوزارة الثقافة السعودية، أن: "المملكة ستشهد حراكاً مسرحياً خلال الفترة القليلة المقبلة، بعد سنوات طويلة من الغياب، وذلك في ضوء رؤية المملكة 2030.

وأكد البازعي، خلال حواره مع "الشرق"، أن "الهيئة لديها العديد من المهام الاستراتيجية التي تعمل عليها حالياً، لعل أبرزها إعادة علاقة الجمهور بالمسرح، وجعله حاضراً في الحياة الثقافية للمواطنين السعوديين والمقيمين في المملكة".

ولفت إلى أن "ذلك يتطلب عملية إنتاج كبيرة موجهة للجمهور بشكلٍ عام، وبالفعل بدأنا مشاهدة بعض الأعمال، كما نشجع بالقيام بما يسمى بالمسرح الاجتماعي الموجه للفئات كلها دون استثناء".

غياب العنصر النسائي

وأرجع أسباب غياب المسرح الاجتماعي، مقابل حضور المسرح النخبوي المقتصر على فئة المثقفين والمختصين، إلى "ضعف إمكانيات المسرحيين، حيث لا يستطيعون تقديم أعمال جاذبة للجمهور، لذلك بدأوا ممارسة شغفهم عن طريق تقديم أعمال ترضي ذواتهم الفنية، ومع ذلك هناك أنواع من المسرح مستمرة ولها جمهورها، مثل المسرح التجريبي، والمسرح المعاصر".

وتابع أن "ما يعنينا في الهيئة، هو تقديم أعمال مسرحية لعامة الجمهور، وأن تكون هناك حالة من الرضا والإشباع الفني والثقافي".

ورأى أن غياب العنصر النسائي، ساهم بعض الشيء في خفت ضوء المسرح في مرحلة ما، لافتاً إلى أن "الإشكالية الحقيقية تكمن في عدم كتابة أدوراً مسرحية لهن، في النصوص التي تُقدم، وبالتالي كان هناك شعور بأن شيئاً ما ناقص، لكن أعتقد أن تمكين المرأة في المملكة ومع الرؤية أخذ مداه الكامل".

واستعاد تجربة شكسبير المسرحية، قائلاً: "لم يكن لديه ممثلات، فكان يضطر لأن يعطي أدوار النساء للرجال، وهذا كلها بسبب القيود الاجتماعية التي تسببت بغياب المرأة في بعض الأمور".

بنية تحتية وكوادر فنية

وكشف سلطان البازعي، أسباب ظهور نشاط الهيئة مؤخراً، رغم انطلاقها عام 2020، موضحاً أن "ذلك يعود إلى طول فترة التجهيز لوضع البنية الأساسية، من تنمية قدرات، وإيجاد كفاءات، من خلال إقامة دورات احترافية وتدريب مكثف، وتهيئة الأنظمة، وتطوير أوضاع الفرق المسرحية وغيرها". 

وقال: "من السهل جداً علينا استقدام عروض جاهزة من خارج المملكة، وهذا أمر متاح طبعاً، لكن الجمهور دائماً يحتاج إلى مسرح يُعبر عنه، يتناول قضاياه، وهذا الأمر يتطلب أولاً تنمية قدرات وصقل مهارات، وتطوير ورش كتابة النصوص، وتهيئة مواقع العرض".

وأشار إلى أن مئات المسارح، لدى الجهات المستقلة بالمملكة، لم تكن تُستخدم للعروض المسرحية، لذا هناك مساعٍ حالياً للاستثمار في تلك المنشآت من خلال عقد اتفاقيات لتطويرها، لتكون ملائمة لاستقبال العروض، مقابل أن تكون متاحة للفرق التجارية".

وأضاف أن ذلك يأتي بجانب إنشاء مشاريع ضخمة، تقدمها جهات كبيرة لإنشاء مسارح متكاملة في المدن الكبرى، مثل الرياض، وجدة، والدمام وغيرها، فضلاً عن مشروع وزارة الثقافة الجديد للوصول إلى المحافظات المختلفة، يحمل اسم "بيوت الثقافة".

واستكمل: "سيكون مركزها المكتبة العامة والمسرح وقاعات متعددة الأغراض لجميع الأنشطة الثقافية، فبالتالي سيكون هناك مسرح على الأقل في كل محافظة".

"المسرح المدرسي"

وأكد أن هيئة المسرح والفنون الأدائية، تستعد لإطلاق مشروع ضخم بالتعاون مع وزارة التعليم، لتدريب وتأهيل 25 ألف معلم ومعلمة، لجعلهم مشرفين على النشاط المسرحي داخل مدارس التعليم العام في جميع أنحاء المملكة، بهدف تأسيس مواهب مسرحية جديدة.

كما أن الهيئة حالياً وبالتعاون مع وزارة الثقافة، بصدد إطلاق "الأكاديمية السعودية للمسرح والفنون الأدائية" وهي في مراحلها الأخيرة، حيث يتوقع افتتاحها في النصف الأخير من العام الجاري.

وأردف أن "الجامعات بدأت أيضاً بتطوير اهتمامها بهذا الجانب، فجامعة الملك سعود أنشأت كلية للفنون، وجامعة الإمام محمد بن سعود لديها أقسام لدراسات المسرح والسينما، وجامعة الملك عبد العزيز أطلقت برنامج الماجستير في الأدب المسرحي، وجامعة الملك خالد في أبها تعتزم إنشاء كلية للفنون".

واعتبر أن "رؤية المملكة 2030 منذ أن وضعت الثقافة في صلب عملية التنمية، وهذه المؤسسات جزء أساسي من برامج جودة الحياة".

المسرح الوطني 

ويعتقد سلطان البازعي، أن "المسرح السعودي قادر على التأثير في المسرح العربي مستقبلاً، وسط مطالبات بانتشار هذا الحراك المسرحي في العالم العربي كله، موضحاً أن "لدينا موروثاً كبيراً من القصص في تاريخنا وتراثنا من قبل الإسلام إلى العصر الحديث، لم تروَ حتى الآن".

وقال إنّ: "الهيئة تعمل على تحويل هذه القصص لأعمال كبرى، بالنيابة عن المسرح الوطني، الذي سُيعلن عنه هذا العام، وهو من سيتولى لاحقاً إنتاج الأعمال المسرحية الكبرى ذات القيمة الثقافية العالية التي تمثلنا في التبادل الثقافي مع الدول الأخرى".

وحول الاستثمار والانعكاسات الاقتصادية في المسرح، أوضح أن "القطاع الثقافي إجمالاً حسب رؤية المملكة 2030، يجب أن يساهم بنسبة في الناتج المحلي الإجمالي، وتحقيق الإيرادات، ولذلك نأمل من المؤسسات التي أُنْشِئَت حديثاً مثل الفرق المسرحية وغيرها، أن تمنح المواهب التي دُرِّبَت فرصاً وظيفية، وبالتالي تكون استوعبت هذه الطاقات، واستفادت منها وهو ما سيحدث أثراً اقتصادياً".

وأشار إلى أن "مهرجان الرياض للمسرح أقرب مثال، حيث تجاوزت نسبة السعوديين والسعوديات العاملين في الأعمال المسرحية 95% سواء على خشبة المسرح أو خلف الكواليس".

تصنيفات

قصص قد تهمك