شهدت أغنية "فينك يا حبيبي" للفنان محمد منير انفراجة كبيرة خلال الساعات الماضية، بعدما حذفها موقع الفيديوهات الشهير "يوتيوب" بشكل مفاجئ، بعد أيام معدودة من طرحها وتجاوزها أكثر من نصف مليون مشاهدة.
"فينك يا حبيبي" هي الأغنية الثانية من ألبوم "باب الجمال"، وهي من كلمات وألحان الشاعر عبدالعزيز زين العابدين وتوزيع أمير محروس، وسبق أن قدّمها المطرب النوبي الشهير بحر أبو جريشة الذي تخصص في غناء موسيقى البلوز المصري في فترة الثمانينات.
وكانت شركة "صوت الدلتا"، صاحبة الأغنية الأصلية، تسببت في حذف أغنية محمد منير من "يوتيوب"، كونه لم يحصل على تصريح بإعادة استغلالها واعتبرته تعدياً على حقوق الملكية.
والفنان بحر أبوجريشة من مواليد 21 يونيو 1935، وكانت بدايته في عالم الغناء مع علي كوبان الذي يعتبر أصل الغناء النوبي، وذلك قبل أن يتعرف على منتج الكاسيت الشهير نصيف قزمان، صاحب شركة "صوت الدلتا"، وطرح أول ألبوم غنائي له عام 1980 باسم "كفاية بعاد".
وأغنية "فينك يا حبيبي" ليست الأولى التي يعيد محمد منير إحياءها من جديد، إذ سبق له أن قدم العديد من الأغاني، منها "يا حبيبي عود لي تاني" لشادية، و"شيء من بعيد" للفنانة ليلى جمال، و"أنا بعشق البحر" لنجاة الصغيرة، و"حكايتي مع الزمان" لوردة، إلى جانب العديد من أغاني مكتشفه الفنان الراحل أحمد منيب.
تقاسم الأرباح
ومنحت "صوت الدلتا"، مساء السبت، تصريحاً للفنان محمد منير بحق استغلال أغنية "فينك يا حبيبي"، وذلك بعد حصولها على الحقوق المالية والاتفاق على اقتسام عائد بثها وعرضها على "يوتيوب" مناصفة، ومن المُقرر إتاحة الأغنية للجمهور مجدداً خلال ساعات.
وأكد عثمان هلال، المشرف على الإنتاج في شركة "صوت الدلتا"، لـ"الشرق"، أن شركته تمتلك حق التصريح بأغنية "فينك يا حبيبي" وليست جمعية "المؤلفين والملحنين".
وأفادت "صوت الدلتا" في بيان صحافي أنها لم تتلقَ إخطاراً من جمعية المؤلفين والملحنين المصريين طوال الفترة الماضية بشأن استغلال محمد منير لتلك الأغنية.
لا مجال للجدل
الشاعر فوزي إبراهيم، أمين صندوق جمعية المؤلفين والملحنين والناشرين المصريين، قال لـ"الشرق" إن "صوت الدلتا لها الحق في الاعتراض إذا نُسخت الأغنية بصوت المطرب الأصلي فقط، أما إذا غنّاها مطرب آخر، فيجب الحصول على موافقة من الجمعية كونها الجهة التي تملك تفويضاً من الملحن والمؤلف، طبقاً للقانون رقم 82 لسنة 2002".
وأوضح أن شركة "قنوات" للإنتاج الموسيقي، التي تعاقد معها محمد منير في نوفمبر 2018، حصلت على تصريح منذ فترة باستغلال الأغنية، متابعاً: "لا مجال للضجة المثارة حالياً لأن صوت الدلتا لا تملك إيقاف الأغنية"، وفق تعبيره.
وأشار إلى أن منير يعد واحداً من أكثر المطربين الذين عملوا على إحياء أغاني مطربين آخرين، ولم تحدث أزمة بسبب ذلك، كونه يحصل على تصريح من الجمعية.
وحصلت "الشرق" على صورة ضوئية لنص الخطاب الذي حصل عليه محمد منير من الجمعية في فبراير 2020، بحق استغلال الأغنية، شرط عدم الإخلال بها أو إدخال أي تعديل عليها.
سوء تفاهم
وقال ياسر حسين، المنتج المنفذ لألبوم "باب الجمال"، لـ"الشرق"، إن موقف شركة "قنوات" صحيح طبقاً للقانون، باعتبارها خاطبت الجمعية وحصلت على تصريح باستغلالها.
ووصف ما حدث بأنه سوء تفاهم من إدارة "يوتيوب"، قائلاً: "تواصلنا مع الإدارة، والأغنية سوف تعود مرة أخرى خلال ساعات".
صداقة قوية
ويطرح منير أغنية جديدة بعنوان "مسألة السن" خلال الفترة المقبلة، ضمن ألبوم "باب الجمال"، وهي الأغنية التي قدمتها فرقة "المصريين" لأول مرة عام 1979، من كلمات صلاح فايز وألحان وتوزيع هاني شنودة، قائد الفرقة.
وعن إمكانية أن يتقدم شنودة بشكوى ضد منير بسبب الأغنية، قال الملحن المصري إنه لم ولن يفكر في الأمر مطلقاً.
وأضاف: "محمد منير أو عمرو دياب، أسعد إذا قدما أغنية لي، لأنهما نجمان وتربطني بهما صداقة قوية"، لافتاً إلى تجهيزه حالياً مشروعاً غنائياً كبيراً بشأن إعادة تقديم بعض أغاني نجوم الزمن الجميل بألحان عصرية وتوزيع جديد، لرغبته في تحسين الذوق لدى الشباب، من خلال إعادة طرح أغانٍ قديمة لم تحصل على حقها، بحسب قوله.