
حظيت الممثلة السعودية الشابة ريم العلي، بإشادات واسعة بعد مُشاركتها في موسم دراما رمضان بـ3 أعمال، هي "60 يوم"، و"حين رأت"، فضلاً عن المسلسل الكوميدي "ممنوع التجول" مع الفنان ناصر القصبي.
واعتبرت الممثلة السعودية، في مقابلة مع "الشرق"، أنّ 2021، "أهم عام" في مسيرتها المهنية، موضحة: "شهد انتقالي من أدوار ثانوية إلى البطولة، ومن ممثلة بقدرات محدودة إلى محترفة عملت على تطوير أدائها وبذلت جهوداً جبارة لتتحدى نفسها وتؤكد موهبتها".
وتؤدي ريم، في مسلسل "60 يوم"، دور "حصّة" الصبية الوحيدة على ولدين، وكانت تشعر بالفخر تجاه أسرتها، حتى تكتشف أن غموضاً يلف ماضي العائلة، وكل تعاملهم كان مصطنعاً.
أما في مسلسل "حين رأت"، فتُجسد دور "حنان" الفتاة الجامعية المنفتحة والأكثر جرأة بين زميلاتها في الجامعة. وتدور أحداث مسلسل حول موضوعي العرب والإرهاب في أوروبا من خلال مجموعة من الطلاب العرب الذين يدرسون في إحدى الدول الأوروبية، ويتطرق الى التعايش بين الأديان والخلافات العربية.
الجرأة والحرية
وأكدت ريم العلي، لـ"الشرق"، أن دوريها في مسلسلي "60 يوم" و"حين رأت"، لا يتشابهان إطلاقاً، بينما يتقاطعان في فكرة الغرور والتمرّد والتكبّر على الرجال والحب.
وأضافت أنّ شخصية "حنان" تتمتع بالحرّية والجرأة، ولا تتشابه مع حياتها الخاصة، قائلة: "عِشت في بيئة محافظة وكنت خجولة، فشعرت وأنا أؤديها أنني خرجت من ذاتي وأديت دوراً غريباً وساحراً".
وحول الانتقام والعنف والإرهاب، وهي محاور المسلسلين، قالت إنّ "لا شيء أجمل من التسامح وتقبل الآخر، وهذه من شيم العرب الأصيلة"، معتبرة أنّ "هدر دم أي إنسان هو جريمة يحاسب عليها القانون، وليس لنا الحق كأشخاص في محاسبة الآخرين على أفعالهم وإن كانت شريرة، بل هناك دولة وقانون وعدالة سماوية، وفي النهاية أنا أؤمن بأن كل من يفعل خيراً سيعود له وكل من يفعل شراً سيعود له".
"صفعة البداية"
وقالت ريم، إنّ حسين دشتي، مخرج مسلسل "حين رأت"، له "فضل كبير عليّ، لأنه عرف كيف يُخرج من داخلي طاقة ومساحات بيّنت موهبتي، وحرّر بذلك نقاط القوة في أدائي".
وأشارت إلى أن المخرج السوري الليث حاجو، من أكثر الذين أثروا فيها ونجحوا في استفزاز موهبتها، لا سيما أنّ بدايتها في عالم الدراما الاجتماعية، كانت من خلال مسلسل "سوق الدماء"، قائلة: "لم أكن أمتلك خبرة واسعة وقتها".
وكشفت ريم، عن نصيحة حاجو، والتي تتبعها حتى الآن، إذ قال لها ذات مرة: "إذا كنتِ تحبين الاهتمام بشكلك فيمكنك أن تصبحي نجمة، هناك كثير من النجمات على الساحة الفنية لكن ليس كلهن ممثلات، أما إذا كنتِ تبحثين عن فن وتمثيل حقيقي فهذا موضوع يحتاج إلى جهد ولا دخل له بالشكل، فهناك أناس كثر ليس لديهم شكل، ولكن لديهم موهبة أوصلتهم للعالمية، ويمكنك الجمع بين الاثنين".
ووصفت الممثلة السعودية تلك النصيحة بقولها: "شعرت أن أحداً صفعني على وجهي وأعطاني دفعة إيجابية، إذ جعلني أعرف ماذا أريد وأعمل على تطوير نفسي وشخصيتي وأدواتي كي أكون ممثلة جيدة".
تلقائية وعفوية
وروت ريم تجربتها مع الفنان ناصر القصبي للمرة الأولى هذا العام، بقولها: "هو من أعمدة الكوميديا في الخليج، وكنت أحلم بالعمل معه ومع أساتذة كبار مثل حبيب الحبيب وراشد الشمراني، وفرحت جداً عندما اختارني للمشاركة في (ممنوع التجول) لأن العمل مع أشخاص مهنيين ومبدعين يعلّمني الكثير ويمنحني ثقة أحتاج إليها".
وأضافت: "القصبي شخص مهني جداً وهادئ ومريح خلال التصوير، يمدّ مَن معه بالطاقة، وملاحظاته تأتي دائماً في مكانها ومفيدة، وتعلمت منه أن سرّ النجاح في الكوميديا هي التلقائية والعفوية، وأن ردّة الفعل المضحكة والذكية تأتي مرّة واحدة، وبالتالي إعادتها بشكل مصطنع تقتل المشهد".
"تيك توك"
وكشفت ريم، علاقتها بالتمثيل، لا سيما أنها دخلته بالصدفة، بعدما حققت شهرة واسعة عبر تطبيق "تيك توك" الذي كانت تؤدي من خلاله اسكتشات كوميدية أو تقليد شخصيات فنية.
وقالت: "التمثيل يستهويني منذ صغري، لكن حينها لم تكن هناك جامعات أو أكاديميات لتعليم التمثيل في السعودية لتنمية موهبتي".
وأكدت أنّ شهرتها على "تيك توك"، ساعدتها في تحقيق حلم دخول عالم التمثيل، في فترة قصيرة، موضحة: "أصبحت أتلقى عروضاً كثيرة ولديّ جدول تصوير على مدار العام".
وتستعد ريم خلال الفترة المقبلة لتصوير مسلسل جديد مع المنتج إياد الخزوز، رافضة الإفصاح عن تفاصيله.
وبعثت رسالة إلى جمهورها، قائلة: "أي إنسان يريد شيئاً ويسعى إليه، حتماً سيصل، وهكذا أوصلتني فيديوهات بسيطة كنت أقوم بها لمجرّد التسلية لأشارك في أهم المسلسلات الكوميدية".
وأشارت إلى أنها لم تكن تتوقع هذا النجاح أبداً، وأن أدوار البطولة بعيدة المنال، إذ تعتبر نفسها في تحدّ دائم وفي رحلة استكشافية ممتعة وغامضة، لتبحث فيها عن ذاتها وطموحاتها ومتعتها التي تكمن في التمثيل.
ألوان درامية متنوعة
عملت ريم منذ 2018، في ألوان درامية متنوعة كوميدية واجتماعية وتراجيدية، كما تُجيد لهجات خليجية عدّة.
وقالت، إنها تميل إلى الكوميديا عادة، مُبررة ذلك بقولها: "أحب أن أضحك الناس وأبعدهم عن أجواء الحزن والاكتئاب التي تلفّ المجتمعات العربية عامة لما تمر به بعض البلدان من مآسٍ وأزمات".
وأضافت: "لا أحب تجسيد دور الفتاة الطيّبة المغلوب على أمرها وأفضل الأدوار الشريرة، لكن في كل الأحوال العمل هو الذي يفرض نفسه، وقد يجذبني سيناريو فيلم أو مسلسل، لأداء دور سوداوي أو شرير أو حتى كئيب"، مشيرة إلى أنّ "الفن مزاج، ومزاجي أحياناً يتحكّم بانتقاء الدور والنوع".
اقرأ أيضاً: