
تشارك الكاتبة والممثلة اللبنانية كارين رزق الله في موسم دراما رمضان في عملين هما "350 غرام" و"راحوا" الذي يحظى بأعلى نسبة مشاهدة في لبنان، وفقاً لشركة الإحصاء "إيسبوس ــ نيسلون".
وتؤدي كارين في مسلسل "350 غرام" دور "ياسمين" زوجة المحامي نوح الريس، فيما تقوم بدور الفنانة التشكيليلة "لونا" في مسلسل "راحوا".
وقالت الممثلة اللبنانية لـ"الشرق" إن "الشخصيتين تختلفان كلياً، خاصة في طريقة الأداء والأدوات، لكن الجهد والتحضير لأي دور مهما كان بسيطاً أو معقداً لا يختلف"، موضحة: "أحياناً تحتاج الشخصية العادية تحضيراً أكبر من الشخصية المعقدة، وتتطلب البحث عن تفاصيل مميزة لإبرازها حتى تترك بصمة".
"ظلمت نفسي"
وأكدت كارين أنها نادمة وليست راضية عن دورها في مسلسل "350 غرام"، واصفة إياه بالـ"شوكة في درب مسيرتي الفنية ولا أفتخر به".
وأضافت: "ظلمت نفسي عندما لعبته، ولم يكن هذا مكاني لا في الحجم ولا في الدور كشخصية أستمتع بها وأكون سعيدة وأنا أؤديها"، موضحة: "لا أتكلم عن حجم الدور بقدر ما أتكلم عن طبيعته، فدور ياسمين متلقٍ سلبي فقط، يستلم ولا يسلّم الأدوار مع الشخصيات الأخرى، يقوم بردات الفعل ولا يفعل".
وأوضحت أنها لم تكن ترضى بخوض التجربة، إلا حال استلامها سيناريو العمل كاملاً، قبل توقيع العقد، متابعة: "وقّعت العقد بعدما قرأت أول 15 حلقة، ووضعنا مساراً للشخصية وكم سيكون لها وقع في المسلسل؟ وكم سيتم تطويرها؟ وصححت مع الكاتبة ما يمكن تصحيحه وكبُر الدور إكراماً لي".
وأضافت: "صُدمت عندما استلمت النصف الثاني من الحلقات لأن دوري بات رتيباً من الحلقة الأولى حتى الأخيرة، شخصية ضائعة لا هوية لها"، بحسب تعبيرها.
وقالت إنها حاولت تصحيح الأمر مع شركة الإنتاج، مؤكدة "لم أر رد فعل، في الوقت الذي أتحمل مسؤولية توقيعي على العقد ومضطرة أن أكمل التصوير، كما أنني حاولت إنقاذ الشخصية بالمساحة المعطاة لها وإضفاء لمسات صغيرة ابتكرت تفاصيلها".
"شخصية قوية"
في المقابل، أعربت كارين رزق الله عن سعادتها البالغة بردود فعل الجمهور بشأن دورها في مسلسل "راحوا"، قائلة: "استمتعت بلعب دور الرسامة والنحاتة لونا التي تتمتع بشخصية قوية داخل مرسمها، فيما تعاني من الضعف حيت تواجه المجتمع".
وأرجعت خوضها تجسيد شخصية "لونا" إلى ارتباطها الشديد بالرسم والفن، قائلة: "تدربت على الشخصية وحضرت دروساً في الرسم والنحت لأتعلم كيفية التعامل مع المواد والأدوات ولعب الدور كما يجب".
فخ التكرار
وعلقت على انتقادات البعض بوقوعها في فخ التكرار، بعد ثنائيتها مع الممثل بديع أبو شقرا المستمرة بينهما منذ سنوات في "مش أنا"، قائلة: "أنا أحب ألا يُعيد الممثل الثنائية مع زميل له أكثر من مرتين أو ثلاث والبحث عن التغيير، فالمشاهد سيشعر بالتكرار مهما حاولنا صقل الأداء والعمل على التجديد".
وأوضحت أن تجديد التعاون مع بديع أبو شقرا يعود إلى "انشغال ممثلين آخرين وتحكم الوقت بنا وسرعة التنفيذ، كلها ظروف تكون خارجة عن إرادتنا، فضلاً عن أن شركة الإنتاج هي من تختار الممثلين".
"خبرة وثقافة"
وأبدت الممثلة اللبنانية رفضها التام لاتهامات بعض النقاد لها بالحماسة الزائدة أو الانفعال الفائض في تأدية بعض الأدوار، لافتة إلى حرصها الدائم على الوفاء للنص وإبراز طباعها خلال تجسيد الشخصية.
وترى أن "النقد يجب ألا يطال خصال الشخصية وطبيعتها ودواخلها، بل كيفية أداء الممثل للدور ولغة جسده ومنطقه"، مشيرة إلى أن "النقد البناء أنظر إليه بعين الاعتبار، ولكن أحياناً لا أقتنع فأبقى على رأيي، لأني في النهاية أملك خبرة وثقافة".
"الفن رسالة"
وقالت إنها تحرص دوماً على تقديم رسالة ما في الأعمال التي تكتبها، قائلة: "لا أحمل قلماً وورقة إلا إذا كان في داخلي ما يقلقني ويستفزني وأريد التعبير عنه، فأنا لا أكتب للتسلية".
وترى أن "الفن أقوى سلاح نستطيع من خلاله تغيير مجتمعاتنا"، مشيرة إلى أن الفنان دائماً في موقع القوة وعندما يشعر أن بلده بحاجة إليه فمن الجميل أن يستعمل هذه القوة للمساندة".
"قضايا نسوية"
وعن المسلسلات التي تُشارك فيها بالتمثيل دون الكتابة، تقول "أُفضّل السيناريوهات التي تطرح القضايا النسوية لأنني أعتبرها قضيتي وأدافع عنها، في المقابل لا أرفض النصوص الجيدة البعيدة عن هذه التيمة".
وأضافت "أتعامل مع أي شخصية أقوم بها بمسؤولية، وأعطي لكل دور وقته وحقه، فعندما أستلم نصاً أتعامل بمرونة مع الورق وأناقش الكاتب بما يتوافق معي، وأحياناً أطلب حذف جملة أو تغيير مشهد أو تغيير عبارات لا يرتاح لها الممثل".
الممثل اللبناني في الصدارة
وقالت كارين إنها لا تنوي خوض تجربة الإخراج بعد الكتابة والتمثيل: "هذا ليس ملعبي، ولا تستهويني فكرة الإخراج.. أنا درست المسرح والتمثيل والكتابة بشكل أكاديمي، ولكنني لم أتعلم الإخراج السينمائي".
وأعربت عن تفاؤلها بالدراما اللبنانية، إذ تعتبر أنها انتقلت إلى مرحلة جديدة بعدما تخطت السوق اللبنانية الصغيرة إلى الفضائيات العربية ومنصات البث الرقمية التي غيّرت المعادلة وفتحت المجال للمنافسة.
وأكدت أنه رغم عدم وجود استراتيجية رسمية للارتقاء بالدراما وإنتاج أعمال ضخمة، إلّا أن "الممثل اللبناني حافظ على مكانته في الصدارة وهو موجود على الساحة العربية بقوة".