حذرت رئيس وكالة الأمن السيبراني في بريطانيا، من أن روسيا ودولاً مجاورة تشكل مصدر معظم التهديدات ببرامج "الفدية" الإلكترونية، لافتة إلى أن الابتزاز هو "أخطر تهديد" عبر الإنترنت للمملكة المتحدة.
وقالت ليندي كاميرون، الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأمن الإلكتروني، وهو مؤسسة تابعة لحكومة المملكة المتحدة، إن مجرمي الإنترنت من روسيا ودول مجاورة يقفون وراء أغلبية عمليات الابتزاز عبر الإنترنت ضد الشركات والمؤسسات الأخرى في بريطانيا، حسبما نقلت صحيفة "جارديان" البريطانية.
وأضافت كاميرون أن برامج الفدية "تمثل أكثر الأخطار المباشرة" من بين جميع التهديدات الإلكترونية التي تواجهها المملكة المتحدة.
وتابعت: "نحن إلى جنب الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة، نقدر أن مجرمي الإنترنت الموجودين في روسيا ودول مجاورة، هم المسؤولون عن معظم هجمات الفدية المدمرة ضد أهداف المملكة المتحدة".
أكبر خطر" إلكتروني
وأوضحت كاميرون أن برامج الفدية تشكل أكبر خطر إلكتروني مباشر على مؤسسات المملكة المتحدة، وهذا يشمل "شركة مؤشر فوتسي 100 (فايننشال تايمز للأوراق المالية)، والمدارس والبنية التحتية الوطنية الحيوية والمجالس المحلية"، وحذرت من أن الكثير من المؤسسات ما زالت "ليس لديها خطط للتصدي للحوادث أو لم تختبر دفاعاتها الإلكترونية ضد التهديد".
وفي أكتوبر 2020، تعرّض مجلس حي "هاكني" في لندن لهجوم خطير ببرامج الفدية، ما أثر في استحقاقات الإسكان وأنظمة المجلس الأخرى لعدة أشهر. ويُعتقد أن المجلس رفض الدفع للقرصان الذي طلب فدية، لكن إصلاح الأنظمة قد يكلف ما يصل إلى 10 ملايين جنيه إسترليني.
وأكدت كاميرون أن دفع الفدية "يشجع هذه الجماعات الإجرامية"، لكن القيام بذلك لا يعتبر غير قانوني، لأن العديد من العصابات الإجرامية لم تُدرج على أنها جماعات محظورة.
وفقاً لصحيفة "جارديان"، تحظر قوانين الابتزاز البريطانية دفع الفدية للإرهابيين فقط، وقد صيغت إلى حد كبير للتصدي لتهديد الاختطاف.
وأشارت كاميرون إلى أن روسيا لا تزال تمثل أخطر تهديد للأمن السيبراني، لكن الصين تمثل أيضاً مشكلة كبيرة.
وقالت إن بكين تعد جهة فاعلة بالغة التطور، وقد أظهرت "اهتماماً مؤكداً بأسرارنا التجارية"، وذلك على خلفية اتهامات سابقة لبكين بمحاولة سرقة أسرار أبحاث لقاحات، لكنها نفت الأمر.
ضغط على الكرملين
وتمثل تصريحات كاميرون، واحدة من أقوى المحاولات حتى الآن من قبل رئيس هيئة استخبارات بريطانية لإلقاء اللائمة في وباء ابتزاز الإنترنت على روسيا، التي تواجه اتهامات بـ"إيواء قراصنة مجرمين"، يسعون إلى انتزاع الملايين من خلال الاستيلاء على بيانات الشركات.
في مايو من هذا العام، استخدم وزير الخارجية آنذاك، دومينيك راب، لغة تلميحية حذرة عندما قال إن دولاً مثل روسيا لا يمكنها "التلويح بأيديها"، وأن تقول إن عصابات برامج الفدية التي تعمل من أراضيها لا علاقة لها بها.
ومنذ ذلك الحين، سعى الغرب إلى تصعيد الضغط على الكرملين. وأثار الرئيس الأميركي، جو بايدن، القضية مرتين مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال الصيف، وألمح إلى أن الولايات المتحدة ستكون مستعدة لمهاجمة خوادم الكمبيوتر المملوكة للعصابات إذا لم تتخذ أي تدابير.
ويقول خبراء إن روسيا إلى جانب دول سوفييتية سابقة أخرى خارج منطقة البلطيق، اختارت غض الطرف عن أنشطة العصابات طالما أن جهودها تستهدف الخارج على الرغم من أن عصابة قراصنة تعرف باسم "آر إيفيل"، أوقفت نشاطها بشكل مفاجئ في يوليو بعد شكاوى بايدن.