دعت أستراليا وليتوانيا الأربعاء، إلى توحيد الجهود ضد "الإكراه" الاقتصادي الذي اتهمتا الصين بممارسته.
يأتي ذلك بعدما خسر مصدّرون أستراليون عشرات المليارات من الدولارات في السنوات الأخيرة، بسبب حواجز تجارية رسمية وغير رسمية فرضتها بكين، تشمل الفحم والنبيذ ولحم البقر وجراد البحر والشعير، تزامنت مع تدهور علاقاتها مع كانبيرا.
كذلك عانت ليتوانيا أخيراً من تدابير اقتصادية صينية، بعدما أقرّت أن يحمل المكتب التايواني في فيلنيوس، اسم تايوان بدلاً من "تايبه الصينية"، وهذا مصطلح تستخدمه دول أخرى لتجنّب الإساءة إلى بكين.
وشكا الاتحاد الأوروبي بكين إلى "منظمة التجارة العالمية"، متهماً إياها باحتجاز سلع، سواء من ليتوانيا، وهي عضو في التكتل، أو من شركات في الاتحاد تستخدم مكوّنات ليتوانية، على حدود الصين، كما أفادت وكالة "أسوشيتد برس".
"التجارة سلاحاً سياسياً"
والتقى وزير خارجية ليتوانيا، جبريليوس لاندسبيرجيس، نظيرته الأسترالية ماريس باين في مبنى البرلمان بكانبيرا، حيث اتفقا على تعزيز تعاون بلديهما بشأن التحديات الاستراتيجية و"رفض الممارسات الاقتصادية القسرية".
وقال لاندسبيرجيس: "لفترة طويلة، ربما كانت أستراليا أحد الأمثلة الرئيسة التي تستخدم فيها الصين الاقتصاد والتجارة كأداة سياسية، أو حتى كسلاح سياسي. انضمّت ليتوانيا الآن إلى هذا النادي الحصري. ولكن واضح أننا لسنا الأخيرين بالتأكيد".
ورحّب لاندسبيرجيس بانضمام أستراليا إلى المشاورات التي أجرتها "منظمة التجارة العالمية"، للدفاع عن ليتوانيا، وهي دولة في البلطيق يقطنها 2.8 مليون نسمة.
وأضاف: "علينا تذكير دول مثل الصين، أو أي دولة أخرى ترغب في استخدام التجارة سلاحاً، بأن لدى الدول ذات التفكير المماثل في كل أنحاء العالم. أدوات وأنظمة تسهم في تحمّل الإكراه وعدم الخضوع لضغوط سياسية واقتصادية".
"رفض الاستبداد"
أما باين، فشددت على أنها تتفق مع لاندسبيرجيس بشأن أهمية أن تعمل البلدان ذات التفكير المماثل معاً، وأن تكون ثابتة في نهجها للحفاظ على النظام القائم على القواعد الدولية، والتجارة الحرة والمفتوحة، والشفافية، والأمن والاستقرار.
وقالت: "ثمة زملاء كثيرون أعمل معهم، أنا ووزير الخارجية (لاندسبيرجيس) وننخرط في هذه المسائل، وكلما تمكّنا من مشاركة وجهات نظرنا والتعبير عنها معاً، كما نفعل اليوم، كلما اعتقدتُ بأننا نوجّه أقوى رسالة ممكنة بشأن رفضنا للإكراه والاستبداد".
في المقابل، أكد الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية، تشاو ليجيان، أن بلاده تلتزم بقواعد "منظمة التجارة العالمية" في تعاملاتها مع ليتوانيا، معتبراً أن "ما يُسمّى إكراهاً من الصين ضد ليتوانيا مصنوع من فراغ".
وأضاف: "الصين تحضّ ليتوانيا على مواجهة الحقائق الموضوعية، وإصلاح أساليبها والعودة إلى المسار الصحيح، المتمثل في الالتزام بمبدأ صين واحدة. يجب أن تتوقف عن الخلط بين الصواب والخطأ، وتضخيم الأمور بشكل خبيث، فضلاً عن محاولة دفع دول أخرى لتشكيل مجموعة تهاجم الصين".
"التصرّف بشكل مضاد"
وأشارت "أسوشيتد برس" إلى أن الأربعاء شهد افتتاح أول سفارة لأستراليا في ليتوانيا، منذ بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قبل 31 سنة. وأضافت أن ليتوانيا عرضت دعم أستراليا للتوصّل إلى اتفاق للتجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي، علماً أن كانبيرا تخطّط لفتح مكتب تجاري في ليتوانيا قريباً.
واعتبر لاندسبيرجيس أن الردّ الدولي على الإكراه الاقتصادي، يجب أن يكون أكثر من ردّ فعل إقليمي، مضيفاً: "تشكّل روسيا والصين الآن عامل عرقلة للنظام العالمي القائم على القواعد". وزاد: "علينا أن نتصرّف بشكل مضاد. وهذا يعني تعزيز علاقاتنا، والنظام القائم على القواعد الذي يوفر الأمن للبعض منا والازدهار أيضاً لآخرين".
اقرأ أيضاً: