قال الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس، إن الركود "ليس حتمياً" وإنه واثق من أن الولايات المتحدة يمكن أن تتغلب على التضخم، لافتاً إلى أن ارتفاعه لمستويات قياسية ليس ذنبه.
وأضاف بايدن في حوار استمر 30 دقيقة بالمكتب البيضاوي مع وكالة "أسوشيتدبرس"، أن الشعب الأميركي محبط للغاية بعد عامين مضطربين شهدا جائحة فيروس كورونا وتقلب الأوضاع الاقتصادية وارتفاع أسعار البنزين حالياً والتي تلتهم ميزانية الأسر.
وشدد على أن الركود ليس حتمياً، رافضاً مزاعم المشرعين الجمهوريين بأن خطة إعانة فيروس كورونا تسببت في مستوى التضخم الذي وصل إلى أعلى مدى في 40 عاماً، واصفاً تلك المزاعم بأنها "غريبة".
ولفت إلى أن "الأميركيين محبطين، وأن الحاجة للعلاج النفسي ازدادت بشدة في الآونة الأخيرة، لأن الناس يرون كل شيء حولهم مُحبطاً. كل ما اعتمدوا عليه انهار. ولكن ما يحدث اليوم في أغلبه هو عواقب أزمة فيروس كورونا".
وناقش بايدن خلال المقابلة تحذيرات الاقتصاديين من أن الولايات المتحدة تتجه لركود، وقال: "أولاً، هذا ليس محتوماً. ثانياً، نحن في موقع أقوى من أي دولة أخرى في العالم للتغلب على هذا التضخم".
التضخم ليس خطئي
وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي) الأميركي الأربعاء، رفع سعر الفائدة بأكبر وتيرة منذ عام 1994، وذلك لكبح جماح التضخم المرتفع بشدة.
وعن أسباب التضخم، قدم بايدن بعض الحجج الدفاعية عن إدارته في هذا الشأن قائلاً:" إذا كان هو خطئي فلماذا تعاني كل الدول الصناعية الكبرى من ارتفاع مستوى التضخم؟
ورأى بايدن أن هناك أسباباً للتفاؤل مع انخفاض مستوى البطالة إلى 3.6% وموقف أميركا القوي في العالم.
وتابع: "كن على ثقة، لأنني واثق من أننا في وضع أفضل من أي دولة أخرى للتفوق في الربع الثاني من القرن الـ21. هذه ليست مبالغة ولكنها حقيقة".
غضب الناخبين
وأتى تقييم بايدن المتشائم للحالة النفسية للأميركيين على الصعيد الوطني، فيما يشعر الناخبون بالغضب على أدائه والاتجاه الذي يسير فيه البلد حسبما ذكرت "أسوشيتد برس".
ويشعر 39% من البالغين الأميركيين بالرضا عن أداء بايدن كرئيس وفقاً لعدة استطلاعات للرأي أجراها مركز "أسوشيتدبرس-نورك" للأبحاث العامة، في انخفاض جديد عن التقييمات السلبية التي حصل عليها الشهر الماضي.
وبشكل عام قال 2 من كل 10 بالغين أميركيين إن البلد يسير في الاتجاه الصحيح، أو إن وضع الاقتصاد جيد انخفاضاً من 3 من بين كل 10 بالغين في أبريل.
وتتركز هذه الانخفاضات بين الديمقراطيين، مع 33% فقط من حزب الرئيس يعتقدون أن البلد يسير في الاتجاه الصحيح انخفاضاً من 49% في أبريل.
عقوبات زعزعت أسواق الطاقة والغذاء
ولدى سؤاله عن سبب فرضه عقوبات مالية على موسكو أدت لزعزعة أسواق الغذاء والطاقة عالمياً، قال بايدن إنه اتخذ حساباته كـ"قائد أعلى بدلاً من كوني سياسي يفكر في الانتخابات".
وقال: "أنا رئيس الولايات المتحدة الأميركية، وهذا هو الخيار الأفضل للبلد. بدون مزاح، دون مزاح. إذن ما الذي يحدث؟ ماذا يحدث إذا أدارت القوة الأكبر في حلف الناتو، القوة الأكثر تنظيماً من الناحية البنيوية ظهرها للعدوان الروسي؟"
ولفت بايدن إلى احتمالية انتشار الفوضى في أوروبا "إذا تركت روسيا لتتحرك بحرية في عمق القارة الأوروبية، وتجرأت الصين على الاستيلاء على تايوان، وأصبحت كوريا الشمالية أكثر جرأة فيما يخص طموحها بشأن السلاح النووي".
وجدد الرئيس الأميركي قناعته بأن شركات النفط الكبرى استفادت من الأسعار المرتفعة للنفط دون زيادة الإنتاج كما كان يجب أن يفعلوا. وقال إن الشركات كان يجب أن تفكر في العالم على المدى القصير وليس فقط مستثمريهم. وأضاف: "لا تكافئوا أنفسكم فقط".
ووصلت أسعار الوقود إلى مستويات قياسية في الولايات المتحدة الأميركية، إذ بلغ سعر جالون البنزين إلى 5 دولارات للجالون الواحد.