قالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، الاثنين، إن الولايات المتحدة تخطط لوقف "اعتمادها غير المبرر" على الألواح الشمسية والمعادن النادرة من الصين، وذلك لمنع بكين من قطع الإمدادات كما فعلت مع الدول الأخرى.
وتتحكم الصين في إنتاج معظم العناصر النادرة، التي تشمل 17 عنصراً وتُستخدم في أغلب الصناعات التكنولوجية الدقيقة، من الهواتف الذكية إلى الطائرات المقاتلة. وخلافاً لما يوحي به اسمها، فإن المعادن النادرة وفيرة نسبياً، لكنّ خصائصها الكهرومغناطيسية وصعوبة استخراجها، تجعل منها معادن استراتيجية.
وأضافت يلين، التي وصلت إلى العاصمة الكورية الجنوبية سول في وقت متأخر الاثنين، إنها "تضغط من أجل زيادة العلاقات التجارية مع كوريا الجنوبية وحلفاء موثوقين آخرين، لتحسين مرونة سلاسل التوريد وتجنب أي تلاعب محتمل من قبل المنافسين الجيوسياسيين".
وتابعت: "يجب على الحلفاء الحفاظ على أفضل ميزات النظام العالمي متعدد الأطراف، والعمل على معالجة الممارسات التجارية الصينية غير العادلة التي تلحق الضرر بمصالح الأمن الوطني".
والمعادن النادرة هي مجموعة من 17 عنصرا هى لانثانوم، سيريوم، براسيوديميوم، نيوديميوم، بروميثيوم، سماريوم، يوروبيوم، جادولينيوم، تيربيوم، ديسبروسيوم، هولميوم، إربيوم، ثوليوم، إيتربيوم، لوتيتيوم، سكانديوم، وإيتريوم.
وتستخدم تلك المعادن في الهواتف الذكية وشاشات البلازما والمركبات الكهربائية وفي الأسلحة أيضا، والطائرات المقاتلة، والمكونات الداخلة في جميع الأجهزة الإلكترونية المتقدمة تقريباً. كما أن تلك المعادن ضرورية في العديد من تقنيات الطاقة النظيفة.
قلق أميركي
وكانت المعادن قاب قوسين أو أدنى من استخدامها كسلاح في الحرب التجارية التي دارت بين الولايات المتحدة والصين، عندما أعلنت بكين في العام 2019 خطتها لوقف شحنات المعادن للإضرار بالاقتصاد الأميركي.
ووفقاً لبيانات حكومية، تستورد الولايات المتحدة نحو 80% من العناصر الأرضية النادرة من الصين، وعلى الرغم من أن الصين لم تقم بتنفيذ تلك الخطة بعد، لكنها دفعت الولايات المتحدة وأوروبا للبحث عن طرق لخفض اعتمادهما على مُورّد واحد للمواد الخام من تلك العناصر النادرة.
وقد تكون المواد الخام للعناصر النادرة متوفرة نسبياً، ولكن تبقى المشكلة في التركيزات القابلة للتعدين، فهي أقل توفراً من الخامات الأخرى، في وقت تواجه فيه بعض الدول المنتجة لتلك المواد الخام لتحديات متعلقة بالتكاليف المرتفعة والمخاوف البيئية من إنشاء ذلك النوع من الصناعات المحلية.
وفي خطوة استباقية وقع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب العام الماضي قراراً تنفيذياً يهدف إلى زيادة الإنتاج المحلي من المعادن النادرة، بعد مرور عام واحد على قرار لوزارة الدفاع لتحفيز إنتاج العناصر الممغنطة والذي يسمح بمنح عقود وتوقيع اتفاقيات استثمار تهدف إلى زيادة قدرات المعالجة الخاصة بتلك العناصر.
عقوبات على بيونج يانج
وفيما يتعلق بكوريا الشمالية، قالت يلين إن الولايات المتحدة "لديها عقوبات أخرى قد تفرضها على كوريا الشمالية"، مضيفة أن أي تجربة نووية من جانب بيونج يانج ستُعتبر "استفزازية للغاية".
ورفضت يلين الإدلاء بتفاصيل بشأن العقوبات الإضافية التي يمكن أن تفرضها واشنطن أو حتى توقيتها، لكنها قالت إن "هناك خيارات لفعل ذلك".
وأشارت إلى أن وزارة الخزانة الأميركية "لن تناقش بشكل عام العقوبات التي قد تفرضها قبل أي إعلان"، لكنها لفتت إلى أن مزيداً من العقوبات المحتملة "متاحة، لزيادة الضغط على بيونج يانج للتخلي عن برنامجها النووي".
وأوضحت أنها "قد تناقش مثل هذه الإجراءات خلال اجتماعاتها المقررة الثلاثاء مع كبار المسؤولين الكوريين الجنوبيين".
ويتزايد القلق من استعداد كوريا الشمالية لاختبار سلاح نووي لأول مرة منذ عام 2017، بعد عدد قياسي من تجارب الصواريخ هذا العام، بما في ذلك إطلاق أكبر صاروخ باليستي عابر للقارات.
ومن المقرر أن تلتقي يلين برئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول، ونائب رئيس الوزراء تشو كيونج هو ومسؤولون كبار آخرون، في ختام زيارتها الأولى كسكرتيرة لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وكانت يلين زارت اليابان الأسبوع الماضي، قبل أن تسافر إلى جزيرة بالي الإندونيسية للاجتماع مع مسؤولين ماليين من مجموعة الـ 20 للاقتصادات الكبرى.