أول سفير أميركي منذ 25 عاماً يصل إلى السودان

time reading iconدقائق القراءة - 5
رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان يتسلم أوراق اعتماد السفير الأميركي في الخرطوم جون جودفري- 1 سبتمبر 2022 - TWITTER/@TSC_SUDAN
رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان يتسلم أوراق اعتماد السفير الأميركي في الخرطوم جون جودفري- 1 سبتمبر 2022 - TWITTER/@TSC_SUDAN
الخرطوم-الشرق

وصل أول سفير أميركي منذ 25 سنة إلى السودان، حيث قدم أوراق اعتماده إلى رئيس مجلس السيادة السوداني، في حين أفادت مصادر لـ"الشرق"، بأن السفير السوداني غادر هو الآخر إلى واشنطن. 

ونشر مجلس السيادة السوداني عبر حسابه الرسمي في موقع "تويتر" مراسم استقبال رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان للسفير الأميركي الجديد في الخرطوم جون جودفري، إلى جانب تقديم الأخير لأوراق اعتماده.

"دفع عجلة التحول الديمقراطي"

مصادر سودانية كانت قد أشارت لـ"الشرق" إلى اجتماع مغلق جمع البرهان وجودفري، وذلك لمناقشة القضايا الثنائية بين البلدين، إضافة إلى الأزمة السياسية بين الفرقاء السودانيين.

وبحسب بيان لمجلس السيادة، أكد البرهان خلال لقائه السفير الأميركي الجديد على أهمية تطوير العلاقات بين الخرطوم واشنطن، متمنياً أن يُمثل تعيين جودفري قوة دفع جديدة لمسيرة العلاقة بين البلدين، وفي المقابل أكد الأخير التزام الولايات المتحدة بتعزيز وتعميق علاقاتها مع الشعب السوداني.

ونقل البيان عن السفير الأميركي الجديد في الخرطوم، قوله إنه يتوقع خلال المدى القريب، تشكيل حكومة جديدة في السودان بقيادة مدنية، ضمن سياق حوار وطني شامل يضم جميع الأطراف السودانية.

وفي وقت سابق الخميس، قال جودفري في رسالة عبر الفيديو نشرتها السفارة الأميركية في الخرطوم عبر صفحتها في موقع "فيسبوك" إنه يتطلع إلى تعزيز علاقة الولايات المتحدة مع الشعب السوداني"، مؤكداً "دعم رغبتهم في دفع عجلة التحول الديمقراطي تحت قيادة مدنية".

وكانت سفارة واشنطن في الخرطوم طالبت الرعايا الأميركيين بتجنب الحشود والتظاهرات يومي الأربعاء والخميس، وذلك في ضوء دعوات التظاهر والعصيان المدني في العاصمة السودانية.

سفير سوداني في واشنطن

وفي الإطار، كشفت مصادر دبلوماسية سودانية لـ"الشرق" أن محمد عبد الله إدريس غادر إلى واشنطن، الخميس، من أجل تقديم  أوراق اعتماده ومباشرة مهامه كسفير لبلاده في الولايات المتحدة.

وظل التمثيل الدبلوماسي بين الولايات المتحدة والسودان لسنوات على مستوى "قائم بالأعمال"، وذلك على خلفية القطيعة بين البلدين، الناجمة عن ممارسات نظام الرئيس المعزول عمر البشير.

وأشارت المصادر  لـ"الشرق" إلى أن السفير السوداني الجديد لدى واشنطن سيُقدم أوراق اعتماده خلال أيام إلى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.

وكانت واشنطن وافقت رسمياً على ترشيح محمد عبد الله إدريس، سفيراً فوق العادة، ومُفوّضاً لجمهورية السودان لدى واشنطن.

وشغل إدريس منصب وزير دولة في وزارة الخارجية السودانية، فضلاً عن منصب سفير السودان في عدد من البلدان، منها المملكة المتحدة، والإمارات، والأردن، والصومال.

ويحمل إدريس شهادة الدكتوراه، إلى جانب ماجستير الآداب وبكالوريوس اللغة إنجليزية من جامعة الخرطوم.

العلاقات الدبلوماسية

وقلصت واشنطن تمثيلها الدبلوماسي في الخرطوم عام 1997 إلى القائم بالأعمال، وفرضت عقوبات اقتصادية أحادية على السودان لاتهامها "بدعم الإرهاب"، ما ساهم في تعميق الأزمة الاقتصادية للبلاد.

واتهمت واشنطن نظام عمر البشير، الذي أطاح به الجيش في عام 2019 بعد أن حكم البلاد لثلاثة عقود، بعلاقته بتنظيم "القاعدة"، الذي أقام مؤسسه أسامة بن لادن في السودان في الفترة من 1992 إلى 1996.

ووضعت الولايات المتحدة السودان على قائمة "الدول الراعية للإرهاب" منذ عام 1993 إلى أن أزالته منها في ديسمبر 2020.

وفي ديسمبر 2019، أعلن وزير الخارجية الأميركي آنذاك مايك بومبيو خلال زيارة رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك إلى الولايات المتحدة، أن بلاده سترفع التمثيل الدبلوماسي مع الخرطوم إلى مستوى السفير.

وكان حمدوك أول مسؤول سوداني يرحب به في واشنطن منذ سنوات عدة.

ويعتبر ادريس ثاني سفير سوداني إلى واشنطن، ففي مايو 2020، عينت الخرطوم نور الدين ساتي أول سفير لها في واشنطن منذ 23 عاماً، لكن ساتي استقال من منصبه عقب الإجراءات التي اتخذها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في أكتوبر 2021 ضد حكومة عبد الله حمدوك الانتقالية، التي تولت السلطة عقب الإطاحة بالبشير.

وفي يوليو الماضي، قبلت واشنطن اعتماد محمد عبد الله سفيراً للخرطوم لديها.

تصنيفات