قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن دولاً كثيرة مستعدة لتلبية احتياجات بلاده، "إذا لم تلبِّ الولايات المتحدة حاجة أنقرة من مقاتلات F 16".
وأضاف، في رده على أسئلة الصحافيين عقب صلاة الجمعة في إسطنبول، أن بلاده يمكنها تلبية حاجتها في هذا الصدد على غرار صفقة S 400 الروسية عندما امتنعت واشنطن عن تزويد أنقرة بأنظمة "باتريوت" للدفاع الجوي الصاروخي.
وكانت تركيا قدمت طلباً للولايات المتحدة لشراء مقاتلات من طراز F 16، ومعدات لتحديث مقاتلات من الطراز نفسه ضمن سلاح الجو التركي.
وسبق أن كشف أردوغان، في تصريحات له، أن ملف مقاتلات F 16 له صلة بمشروع مقاتلات F 35، الذي استُبعدت منه تركيا في 2019، على خلفية شرائها منظومة الدفاع الجوي الروسية S 400، التي تعتبرها واشنطن خطراً على أنظمتها الدفاعية وأنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو).
الوساطة بين موسكو وكييف
وبشأن اتصال الرئيس التركي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، كشف أردوغان أنَّ الأخير شكر وهنأ تركيا بشكل خاص على الوساطة التي تقوم بها بين موسكو وكييف.
وأشار إلى لقاء محتمل مع بوتين خلال منصة آسيا، مبيناً أنه إذا شارك بوتين في "منصة آسيا" فستسنح لهما الفرصة لمناقشة العلاقات الثنائية والحرب الدائرة في أوكرانيا بطريقة مفصلة أكثر.
ولدى سؤاله عن إمكانية إجراء محادثات مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لفت أردوغان إلى أنه يجري محادثات مع كلا الزعيمين.
الخلافات مع اليونان
ورداً على سؤال حول ما ذكرته وسائل إعلام يونانية بشأن جدال بينه وبين رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس على مأدبة عشاء على هامش قمة المجتمع السياسي الأوروبي في العاصمة التشيكية براج، قال أردوغان: "هذا رجل لا يعرف قواعد البروتوكول، ورغم أنَّ كلمته لم تكن ضمن البرنامج، لا أعلم كيف وممن حصل على إذن لذلك ليحاول الرد عليّ".
وأردف: "لا يليق برئيس الجمهورية التركية أن ينزل إلى هذا المستوى عبر الرد على ميتسوتاكيس. اكتفيت بالاستماع إلى بضع كلمات منه فقط، ولم يحصل أصلاً على تصفيق جيد"، على حد تعبيره.
وتسود العلاقات التركية اليونانية العديد من القضايا العالقة، منها قضية جزيرة قبرص والنزاع على الحدود البحرية شرق المتوسط وأعمال التنقيب فيها، والمجال الجوي، ومسألة تدفق اللاجئين من الطرف التركي لليونان، وتسليح الجزر غير العسكرية في بحر إيجة، التابعة لليونان والقريبة من تركيا.
وأخيراً، تفاقم النزاع بين أنقرة وأثينا، إذ أعلن الرئيس التركي أردوغان إلغاء بلاده عقد اجتماع المجلس الاستراتيجي رفيع المستوى مع اليونان، على خلفية اتهامه رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس بعرقلة بيع طائرات F 16 المقاتلة إلى تركيا خلال كلمة ألقاها أمام الكونجرس الأميركي في منتصف مايو الماضي، معتبراً أن "اليونان تدخل طرفاً ثالثاً في العلاقات مع تركيا".
بالإضافة إلى أن أنقرة تحذر من طرح مسألة سيادة الجزر ببحر إيجة الواقعة قبالة الساحل التركي للنقاش إذ لم تتوقف أثينا عن تسليحها، معتبرة أن الأخيرة "تفقد حقوق السيادة على الجزر لنشرها وحدات عسكرية عليها في انتهاك لمعاهدتي لوزان عام 1923 وباريس عام 1947، التي أعطيت بموجبها الجزر لليونان بشرط عدم تسليحها".
كما تحدثت تركيا في الأيام الماضية عن اعتراض مقاتلاتها من قبل منظومة الدفاع الجوي S 300 تابعة لليونان، ومرتين من قبل طائرات يونانية من طراز F 16، أثناء قيامها بطلعات في المجال الجوي الدولي في بحر إيجة وشرق المتوسط، الأمر الذي تسبب بتصاعد حدة التوتر بين البلدين.
اقرأ أيضاً: