استقبل الرئيس الأميركي جو بايدن، الجمعة، رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا في البيت الأبيض، وأكد له دعم الولايات المتحدة الكامل لليابان في المسائل الدفاعية والأمنية.
وفي اجتماع بالمكتب البيضاوي، وصف بايدن اللقاء بأنه "لحظة تاريخية" في تحالف الولايات المتحدة واليابان، وقال إن العلاقة بين البلدين "أوثق من أي وقت مضى". وأضاف: "سأكون في غاية الوضوح.. الولايات المتحدة ملتزمة بشكل تام وشامل وكامل بالتحالف".
وتوجه بايدن بالشكر إلى كيشيدا بسبب "عمله الريادي بشأن القضايا التقنية والاقتصادية"، فيما نوّه الأخير بـ"عمل الولايات المتحدة في المنطقة".
وقال كيشيدا إن "الولايات المتحدة واليابان تواجهان تحديات وتعقيدات أمنية مشتركة"، مشدداً على أن الاستراتيجية الدفاعية الجديدة للدفاع في بلاده "ستكون مفيدة للتحالف" الياباني الأميركي.
وتأتي الزيارة، عقب أسابيع قليلة من إعلان اليابان اعتمادها ميزانية عسكرية قياسية بلغت 51.4 مليار دولار، وذلك بعد أسبوع على إقرارها سياسة دفاعية جديدة تستهدف التصدي للنفوذ العسكري الصيني، علماً أنها وصفت بكين بأنها "تحدٍّ استراتيجي غير مسبوق" لأمنها. كما أعلنت اليابان نيتها تطوير صواريخ بعيدة المدى قادرة على بلوغ الصين وكوريا الشمالية.
علاقات "صلبة"
وقال كيشيدا خلال اجتماع مع كاملا هاريس، نائبة الرئيس الأميركي، إن المواضيع التي يبحثها في واشنطن، تشمل التحالف الأميركي الياباني، إضافة إلى "إقامة منطقة حرة ومفتوحة للمحيطين الهندي والهادي"، وهي إشارة يستخدمها الجانبان في وصف الجهود المبذولة لمواجهة الصين.
وأشارت هاريس إلى أن العلاقات الأميركية اليابانية "صلبة"، وأن الجانبين سيوقعان اتفاقية تعاون في مجال الفضاء في وقت لاحق من الجمعة.
وكشفت اليابان الشهر الماضي عن أكبر تعزيزات عسكرية لها منذ الحرب العالمية الثانية، في تحول تاريخي عن النهج السلمي الذي اتبعته لسبعة عقود، وهي خطوة أذكتها مخاوف من التحركات الصينية في المنطقة.
"رؤية لتحالف حديث"
والتقى وزراء خارجية ودفاع اليابان والولايات المتحدة، الأربعاء، وأعلنوا تكثيف التعاون الأمني. وقال بيان مشترك إن الوزراء وضعوا "رؤية لتحالف حديث يهدف للانتصار في حقبة جديدة من المنافسة الاستراتيجية".
ووصف المنسق الأميركي لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، كورت كامبل تلك الرؤية بأنها "واحدة من أهم الارتباطات بين البلدين منذ عقود".
وأضاف البيان أنه بالنظر إلى "أجواء الصراع المحتدمة"، فإنه يجب تحسين الوضع المتقدم للقوات الأميركية في اليابان "من خلال نشر قوات تتمتع بتنوع أكبر ومرونة أكثر مع زيادة قدرات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع وتزويدها بقدرات مضادة للسفن وأخرى للنقل".
إلى ذلك، أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن عن خطط لنشر فوج بحري ساحلي في اليابان، يتمتع بقدرات كبيرة منها الصواريخ المضادة للسفن، فيما اتفق الجانبان أيضاً على تمديد معاهدة الدفاع المشتركة بينهما لتشمل الفضاء.
وهيمنت مسألة الدفاع على جدول أعمال كيشيدا هذا الأسبوع، وتحديداً خلال لقاءات عقدها في أوروبا وأميركا الشمالية، مع قادة مجموعة السبع (حلفاء بلاده)، وسط مساعيه لتعزيز العلاقات في مواجهة تنامي ضغوط الصين.