بحث رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان خلال زيارته إلى تشاد، مع رئيس الفترة الانتقالية محمد إدريس ديبي، القلق الأميركي والفرنسي بشأن وجود قوات "فاجنر" الروسية، التي صنفتها واشنطن كـ"منظمة إجرامية عابرة للدول"، على حدود البلدين مع إفريقيا الوسطي.
وقالت مصادر عسكرية سودانية لـ"الشرق"، الاثنين، إن البرهان وديبي ناقشا "تكثيف الجهود للحد من القوات على حدود البلدين مع إفريقيا الوسطي"، لافتةً إلى تمسك البرهان بـ"تكثيف وجود القوات العسكرية المشتركة مع تشاد على الحدود مع إفريقيا الوسطي وتشاد".
وأوضحت المصادر أن البرهان وديبي ناقشا أيضاً "الأوضاع في ليبيا، وتأثير تسريب السلاح إلى داخل السودان وتشاد".
وتتجه الخرطوم وإنجامينا وبانجاي إلى تفعيل القوة الثلاثية المشتركة التي تم تكوينها عام 2005 لمكافحة انعدام الأمن على الحدود المشتركة للدول الثلاث، بحسب صحيفة "سودان تريبيون".
وقالت وكالة الأنباء السودانية "سونا" إن الاجتماعات بين البرهان وديبي "تناولت ضرورة دفع علاقات التعاون المشترك، بما يعود بالنفع لصالح الشعبين، بجانب العمل على تفعيل اللجنة الوزارية المشتركة بين البلدين، بهدف إعادة تنشيط الاتفاقيات والآليات على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية".
ويتهم الغرب روسيا منذ أعوام باللجوء إلى قوات "فاجنر" في مناطق مختلفة من العالم مثل سوريا وليبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى والسودان وموزمبيق ومالي، إلى جانب أوكرانيا.
"منظمة إجرامية"
ودفعت هذه التحركات شركة "فاجنر"، الولايات المتحدة إلى تصنيفها كـ"منظمة إجرامية عابرة للدول"، كما فرضت الخزانة الأميركية عقوبات على أشخاص مرتبطين بالمجموعة، التي تقول واشنطن إنها "تلعب أدواراً متزايدة" في الصراع الجاري في أوكرانيا.
وبحسب "نيويورك تايمز" الأميركية، بدأت "فاجنر" الانتشار في إفريقيا عام 2017، ولعب مسلحوها دوراً مهماً ومحورياً في بعض البلدان المتضررة من الصراع، في حين تواجه المجموعة اتهامات بارتكاب "أعمال وحشية".
وسبق أن نفت السودان، في مارس الماضي، وجود أفراد من الشركة على أراضيها، و"اضطلاعها بمهام مناهضة لسيادة القانون"، واصفة ذلك بأنه "تدخل سافر في شؤون البلاد الداخلية".
وأشار تقرير "نيويورك تايمز" إلى أن حليفا مقرباً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يدير شركة للتنقيب عن الذهب في منجم شمال السودان ذي الموقع الاستراتيجي، يُشكل منصة لتوسيع عمليات مجموعة "فاجنر" التي "تقدم خدمات" للحكومات عبر إفريقيا.
وقالت الصحيفة إن "فاجنر" حصلت على امتيازات تعدين سودانية مربحة تنتج سيلاً من الذهب، كما تظهر السجلات الأميركية، يمكن أن يعزز مخزون الكرملين من المعدن الأصفر الذي تبلغ قيمته 130 مليار دولار، والذي يخشى مسؤولون أميركيون أنه يستخدم لتخفيف تأثير العقوبات الاقتصادية رداً على حرب أوكرانيا، من خلال دعم الروبل.
وأشارت إلى أن "فاجنر" تدعم مساعي الكرملين لبناء قاعدة بحرية على البحر الأحمر في شرق السودان لاستضافة سفنها الحربية التي تعمل بالطاقة النووية. وفي غرب السودان، وجدت منصة انطلاق لعمليات مسلحيها في البلدان المجاورة، ومصدراً محتملاً لليورانيوم، بحسب الصحيفة الأميركية.