اعتبر رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، الجمعة، أن لا خيار أمام باكستان سوى قبول الشروط التي وضعها "صندوق النقد الدولي" للإفراج عن المساعدات المالية التي لا بد منها، وإن كانت الشروط "تفوق الخيال".
وأضاف في خطاب ألقاه من مدينة بيشاور، أن "وفد صندوق النقد الدولي الموجود في إسلام أباد يفاقم الأزمة المالية العصيبة أمام وزير المالية وفريقه". وزاد: "لن أخوض في التفاصيل، أقول فقط إن التحدي الاقتصادي الذي نواجهه لا يمكن تصوره، وشروط صندوق النقد التي يتعين علينا قبولها تفوق الخيال، لكن سيتعين علينا قبولها".
ومن المقرر أن يعقد صندوق النقد محادثات في باكستان حتى 9 فبراير، لإحياء برنامج قرض متوقف بقيمة 6.5 مليار دولار، إذ وصل الوفد إلى إسلام أباد، الثلاثاء، للتفاوض بشأن صرف دفعة جديدة من المساعدة المالية في إطار برنامج معلق منذ أشهر.
ووفقاً لـ"بلومبرغ"، فإن أموال صندوق النقد تعد ضرورية لتأمين المزيد من المساعدات من دول الشرق الأوسط، إذ تكافح باكستان لإعادة بناء احتياطياتها من النقد الأجنبي، لسداد قيمة الواردات والفوائد على ديونها.
أدنى احتياطات
والخميس، أعلن المصرف المركزي الباكستاني، أن احتياطاته من النقد الأجنبي سجلت مزيداً من التراجع وانخفضت إلى 3.1 مليارات دولار.
وقال مسؤول في وزارة المالية، طلب عدم ذكر اسمه، إن هذا يعد أدنى مستوى لاحتياطات بنك الدولة منذ 2013 - 2014، بينما يرى محللون أن هذه الاحتياطات تكفي بالكاد لتغطية 18 يوماً من الواردات.
وانهار اقتصاد خامس دولة في العالم من حيث عدد السكان بالتزامن مع أزمة سياسية، مع انخفاض سعر الروبية، وبلوغ التضخم مستويات غير مسبوقة منذ عقود، كما فاقمت فيضانات مدمرة، الصيف الماضي، ونقص كبير في الطاقة، من تلك الضغوط.
وبحسب مكتب الإحصاء، فإن الأسعار ارتفعت بنسبة 27.55% على أساس سنوي، الشهر الماضي، في مستوى لم يسجل منذ مايو 1975.
يشار إلى أن الحكومة الباكستانية حصلت على قرض بقيمة 1.1 مليار دولار، العام الماضي، وهو جزء من حزمة بقيمة 6.5 مليار دولار كانت متوقفة بسبب فشل إسلام أباد في تلبية شروط القرض، بما في ذلك زيادة أسعار الطاقة.