المغرب.. الديوان الملكي ينتقد "العدالة والتنمية" بشأن العلاقات مع إسرائيل

time reading iconدقائق القراءة - 5
الملك محمد السادس خلال اجتماع مع جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق مئير بن شبات في القصر الملكي بالرباط ، 22 ديسمبر 2020. - AFP
الملك محمد السادس خلال اجتماع مع جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق مئير بن شبات في القصر الملكي بالرباط ، 22 ديسمبر 2020. - AFP
الرباط-أنس عياش

انتقد الديوان الملكي المغربي الاثنين، بشدة حزب العدالة والتنمية، على خلفية تصريحاته عن علاقات المملكة مع إسرائيل والمواقف التي عبرت عنها وزارة الخارجية المغربية بشأن التصعيد الإسرائيلي الأخير في الأراضي الفلسطينية.

ووصف الديوان الملكي ما جاء في بيان صادر عن الحزب بشأن العلاقات بين الرباط وتل أبيب بـ"التجاوزات غير المسؤولة والمغالطات الخطيرة". 

وكان حزب العدالة والتنمية عبر في بيان صدر في 7 مارس، عن "استهجانه" ما سماها "المواقف التي يبدو فيها وزير الخارجية المغربي وكأنه يدافع عن إسرائيل في بعض اللقاءات الإفريقية والأوروبية في الوقت الذي يواصل فيه الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الإجرامي على إخواننا الفلسطينيين". 

ودعا الحزب إلى إدانة الاعتداءات الإسرائيلية، قائلاً إن "الواجب الشرعي والتاريخي والإنساني يستلزم مضاعفة الجهود في هذه المرحلة الدقيقة دفاعا عن فلسطين (..) وفي الحد الأدنى التنديد بالإرهاب الصهيوني الذي لا يتوقف".

لا مزايدات في القضية الفلسطينية 

وقال بيان الديوان الملكي إن موقف المغرب من القضية الفلسطينية "لا رجعة فيه، وهي تعد من أولويات السياسة الخارجية للملك محمد السادس، الذي وضعها في مرتبة قضية الوحدة الترابية للمملكة". 

وأكد البيان أن هذا "موقف مبدئي ثابت للمغرب، لا يخضع للمزايدات السياسوية أو للحملات الانتخابية الضيقة". 

 وأضاف الديوان الملكي أن السياسة الخارجية للمملكة "من اختصاص جلالة الملك، بحكم الدستور، ويدبره بناء على الثوابت الوطنية والمصالح العليا للبلاد، وفي مقدمتها قضية الوحدة الترابية". 

واعتبر بيان الديوان الملكي أن العلاقات الدولية للمملكة "لا يمكن أن تكون موضوع ابتزاز من أي كان ولأي اعتبار"، مشدداً على أن استغلال السياسة الخارجية للمملكة في أجندة حزبية داخلية "يشكل سابقة خطيرة ومرفوضة". 

وذكر الديوان الملكي بأن استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل "تم في ظروف معروفة وفي سياق يعلمه الجميع"، لافتاً إلى أنه "تم حينها، إخبار القوى الحية للأمة والأحزاب السياسية". 

وكان المغرب قد أعلن استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل في ديسمبر 2020، حيث تم توقيع إعلان ثلاثي مشترك مع الولايات المتحدة، تعترف بموجبه واشنطن بسيادة المغرب على الصحراء. 

اجتماع مرتقب لقيادة الحزب

ولم يصدر عن حزب العدالة والتنمية أي رد بشأن بيان الديوان الملكي، فيما وجه الأمين العام للحزب عبد الإله بنكيران المسؤولين في الحزب بعدم التعليق.

وجاء في بيان نشره الحزب أن بنكيران يوجه "كافة أعضاء الحزب ومسؤوليه إلى عدم التعليق بأي شكل من الأشكال على البلاغ الصادر من الديوان الملكي".

وأشار البيان إلى انعقاد اجتماع للأمانة العامة للحزب من أجل تدارس الموضوع.

ولم يشأ قياديون في الحزب تواصلت معهم "الشرق" التعليق. 

يأتي هذا الجدل بعد أيام من لقاء وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة مع المفوض الأوروبي المكلف بسياسة الجوار والتوسع، أوليفر فاريلي بالرباط في 2 مارس.

وأعلن بوريطة في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع أن الرباط وبروكسل توسعان شراكتهما لتشمل إسرائيل، قائلاً إن "هناك تعاوناً ثلاثياً إقيليمياً سوف نطوّره بين المغرب والمفوضية وإسرائيل (..) في مجالات ذات اهتمام مشترك".

وأضاف بوريطة: "حضّرنا وثيقة سنوقّع عليها قبل نهاية هذا الشهر، لتأكيد هذا البُعد الإقليمي الثلاثي في علاقاتنا".

وقبل ذلك اللقاء بأيام قليلة، عقد وزير الخارجية المغربي مباحثات مع زير التنمية الاجتماعية الفلسطيني أحمد مجدلاني بالرباط يوم 27 فبراير الماضي، أكد خلالها أن علاقة المغرب بإسرائيل "لن تمس العلاقة مع الشعب الفلسطيني ودفاع المغرب عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني".

وقال بوريطة إن مواقف المغرب تجاه القضية الفلسطينية "واضحة وثابتة"، مشدداً على رفض المغرب "الأعمال أحادية الجانب وضد سياسة الاستيطان، وكل الأعمال الاستفزازية التي يمكن أن تمس بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني". كما جدد التأكيد على دعم الرباط لحل الدولتين.

تصنيفات