أعلن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، الأربعاء، رفع أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، في ثالث زيادة على التوالي بتلك النسبة منذ بداية فبراير، ليصل سعر الفائدة القياسي إلى نطاق "من 5% إلى 5.25%"، وهو أعلى مستوى منذ عام 2007، أي قبل الأزمة المالية العالمية في 2008.
وقال الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في بيان، في نهاية اجتماع لجنة السياسة النقدية الذي استمر يومين، إن اللجنة لا تزال مهتمة للغاية بمخاطر التضخم الذي لا يزال مرتفعاً، مشيراً إلى أن النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة توسّع بوتيرة متواضعة في الربع الأول، في حين كانت زيادة الوظائف قوية في الأشهر الأخيرة، وظل معدل البطالة منخفضاً.
وأضافت اللجنة أنها ستواصل مراقبة انعكاسات البيانات الواردة على التوقعات الاقتصادية، وستكون مستعدة لتعديل موقف السياسة النقدية بالشكل المناسب إذا ظهرت مخاطر قد تعرقل تحقيق أهدافها بإعادة التضخم إلى المستوى المستهدف عند 2%.
وجدّد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، تعهّده بمواصلة العمل على إعادة معدل التضخم في الولايات المتحدة إلى المستهدف البالغ 2%، حيث يستمر التركيز على استقرار الأسعار.
وفي مؤتمر صحافي عقده عقب انتهاء اجتماع لجنة السياسة النقدية في الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، قال باول إنه "دون استقرار الأسعار، لن نحقق سوق عمل قوية بشكل مستدام"، مشيراً إلى أن "الطريق لا يزال طويلاً أمام جهود خفض التضخم".
وأضاف باول أن اجتماع لجنة السياسة النقدية لم يتخذ قراراً بشأن التوقف مؤقتاً عن رفع أسعار الفائدة، و"لا يمكن القول إننا وصلنا إلى المستوى الكافي في رفع أسعار الفائدة"، مشيراً إلى أن "الاقتصاد الأميركي سيشهد على الأرجح، رياحاً مواتية من تشديد ظروف الائتمان الناجمة عن الضغوط التي يتعرض لها القطاع المصرفي في الولايات المتحدة".
ويعد تحرك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، استكمالاً لجولة تشديد السياسة النقدية التي بدأها العام الماضي، والتي شملت في 2022 سبع زيادات متتالية (أربع منها بمقدار 75 نقطة أساس، واثنتان في مايو وديسمبر بنصف نقطة مئوية، وواحدة بربع نقطة مئوية في مارس)، في وقت تواصلت فيه ضغوط التضخم خلال الأشهر الأخيرة.
قرارات خليجية مماثلة
ورفعت البنوك المركزية بدول الخليج ىالعربي سعر الفائدة، أسوة بقرار بنك الاحتياطي الفيدرالي بزيادة سعر العائد 25 نقطة أساس.
وأعلن مصرف البحرين المركزي، رفع سعر الفائدة الرئيسية بواقع 25 نقطة أساس، إذ زاد سعر الفائدة على ودائع الأسبوع الواحد إلى 6% من 5.75%، وسعر فائدة الإيداع لليلة واحدة إلى 5.75% من 5.5%، وفائدة الإيداع لأربعة أسابيع إلى 6.75% من 6.5%، وفائدة الإقراض إلى 7% من 6.75%.
كما رفع البنك المركزي السعودي بنفس القدر، وقال إن الزيادة بواقع 25 نقطة أساس تأتي "اتساقاً مع هدفه في المحافظة على الاستقرار النقدي". وبحسب البنك فقد تم رفع معدل اتفاقية إعادة الشراء "الريبو" إلى 5.75%، ورفع معدل اتفاقية إعادة الشراء المعاكس "الريبو العكسي" إلى 5.25%.
وعلى نفس الدرب سار مصرف الإمارات المركزي، الذي رفع فائدته بالقدر ذاته، لترتفع فائدة تسهيلات الإيداع لليلة واحدة من 4.90% إلى 5.15%، كما قرر المصرف المركزي الإبقاء على السعر الذي ينطبق على اقتراض سيولة قصيرة الأجل من خلال كافة التسهيلات الائتمانية القائمة عند 50 نقطة أساس فوق سعر الأساس.
كما قرر مصرف قطر المركزي، رفع أسعار الفائدة على الإيداع والإقراض وإعادة الشراء 25 نقطة أساس.
وقال البنك المركزي القطري، إنه رفع سعر فائدة الإيداع إلى 5.50% وفائدة الإقراض إلى 6% وسعر إعادة الشراء إلى 5.75%.