قال تقرير صادر عن الأمم المتحدة، إن أكثر من 4.5 مليون امرأة وطفل يموتون كل عام أثناء الحمل أو الولادة أو الأسابيع الأولى التي تليها، أي ما يعادل حالة وفاة واحدة تحدث كل 7 ثوانٍ عالمياً، وذلك لأسباب يمكن الوقاية منها أو علاجها إذا توفرت الرعاية المناسبة.
وأظهر التقرير حدوث 290 ألف حالة وفاة بين الأمهات كل عام، و1.9 مليون حالة ولادة طفل ميت، و2.3 مليون حالة وفاة لحديثي الولادة في الشهر الأول.
ولفت إلى أن "تباطؤ التقدم العالمي في الحد من حالات الوفاة يرجع إلى انخفاض الاستثمارات في صحة الأم والوليد".
وأكد التقرير توقف التقدم العالمي المحرز في تحسين البقاء على قيد الحياة بشكل عام، وفي أعداد وفيات الأمهات والأطفال حديثي الولادة بشكل خاص، وذلك منذ عام 2015 جراء تفاقم الأزمات الإنسانية وتزايد الفقر ووباء كورونا.
وتم إطلاق التقرير الجديد خلال مؤتمر عالمي في "كيب تاون" بجنوب إفريقيا، بهدف تسريع التعافي والتقدم في صحة الأم والوليد، وتعزيز الاستثمارات المستهدفة في الرعاية الصحية الأولية وكذلك الابتكار والشراكات الأكثر جرأة عبر البرامج التي تساعد البلدان على تحسين البقاء على قيد الحياة.
تراجع التمويل
وأدى تفشي جائحة كورونا، وتزايد الفقر، وتفاقم الأزمات الإنسانية إلى تكثيف الضغوط على النظم الصحية المرهقة.
ومنذ عام 2018، أفاد أكثر من ثلاثة أرباع جميع البلدان المتأثرة بالنزاعات، وبلدان إفريقيا جنوب الصحراء بتراجع التمويل المخصص لصحة الأمهات والمواليد الجدد.
وأبلغ بلد واحد فقط من كل 10 دول (من بين أكثر من 100 دولة شملها الاستطلاع) عن وجود أموال كافية لتنفيذ خطط الرعاية الصحية في هذا الصدد.
ولا يزال حوالي ربع البلدان يُبلغ عن اضطرابات مستمرة في الخدمات الحيوية للحمل وما بعد الولادة للأطفال المرضى.
وأفادت أقل من ثلث البلدان بوجود عدد كافٍ من وحدات رعاية الأطفال حديثي الولادة لمعالجة الأطفال الصغار والمرضى، بالرغم من أن "الخداج - الأطفال الذين ولدوا قبل الأسبوع 37 من الحمل - هو السبب الرئيسي لجميع وفيات الأطفال دون سن الخامسة على مستوى العالم".
وفي الوقت نفسه، فإن حوالي ثلثي مرافق الولادة في حالات الطوارئ في إفريقيا جنوب الصحراء لا تعمل بكامل طاقتها، ما يعني أنها تفتقر إلى الموارد الأساسية مثل الأدوية والإمدادات والمياه والكهرباء أو الموظفين للرعاية على مدار 24 ساعة.
نقص في الفحوصات
وفي البلدان الأكثر تضرراً في الصحراء الكبرى بإفريقيا، ووسط وجنوب آسيا، حيث المناطق ذات العبء الأكبر لوفيات المواليد والأمهات، تتلقى أقل من 60% من النساء أربع فحوصات قبل الولادة من أصل ثمانية توصي بها منظمة الصحة العالمية.
ولزيادة معدلات البقاء على قيد الحياة، يجب أن تحصل النساء والأطفال على رعاية صحية جيدة وبأسعار معقولة قبل الولادة وأثناءها وبعدها، كما يقول التقرير، بالإضافة إلى الوصول إلى خدمات تنظيم الأسرة.
وهناك حاجة إلى المزيد من العاملين الصحيين المهرة، إلى جانب الأدوية والإمدادات الأساسية والمياه الصالحة للشرب والكهرباء الموثوقة.
وشدد التقرير على أن التدخلات يجب أن تستهدف بشكل خاص النساء الأكثر فقراً، والفئات التي يرجح أن تفوتها الرعاية المنقذة للحياة.
"انتهاك خطير"
وبحسب التقرير، يتطلب تحسين صحة الأمهات والمواليد معالجة التحيزات، وعدم المساواة بين الجنسين.
وتظهر البيانات الحديثة أن حوالي 40% من النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عاماً لا يتخذن قراراتهن الخاصة فيما يتعلق بالصحة والحقوق الجنسية والإنجابية.
وقالت مديرة القسم الفني في صندوق الأمم المتحدة للسكان، جوليتا أونابانجو، إن وفاة أي امرأة أو فتاة أثناء الحمل أو الولادة انتهاك خطير لحقوق الإنسان الخاصة بهم.
وأشارت أوناباجو إلى أن وفيات النساء الحوامل "تعكس الحاجة الملحة لتوسيع نطاق الوصول إلى خدمات الصحة الجنسية والإنجابية الجيدة كجزء من التغطية الصحية الشاملة والرعاية الصحية الأولية، لا سيما في المجتمعات التي شهدت معدلات وفيات الأمهات فيها ركوداً أو حتى ارتفعت خلال السنوات الأخيرة".
وأكدت أونابانجو أن معالجة وفيات الأمهات والمواليد تتطلب القضاء على العوامل الكامنة التي تؤدي إلى نتائج سيئة لصحة الأم مثل عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية والتمييز والفقر والظلم.
تفاوت الرعاية بين الدول
وقال مدير صحة الأم والوليد والطفل والمراهق، الدكتور أنشو بانيرجي: "إذا كنا نرغب في رؤية نتائج مختلفة، يجب أن نفعل الأشياء بشكل مختلف".
وأضاف: "هناك حاجة الآن إلى استثمارات أكثر ذكاءً في مجال الرعاية الصحية الأولية حتى تتمتع كل امرأة وطفل بغض النظر عن مكان معيشتهم".
اقرأ أيضاً: