قال مفوض حقوق الإنسان بهيئة الأمم المتحدة، إن تغير المناخ ينذر بمستقبل بائس "مرعب حقاً" ينتشر فيه الجوع وتسوده المعاناة، فيما يرى خبراء مناخ أن هدف الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية على المدى البعيد بما لا يتجاوز 1.5 درجة مئوية، أصبح "بعيد المنال".
وانتقد فولكر تورك، زعماء العالم لأنّهم لا ينظرون سوى إلى المدى القصير عندما يتعاملون مع أزمة المناخ.
وأضاف تورك خلال نقاش في مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة بشأن الحقّ في الغذاء، الاثنين، أنّ الظواهر المناخية المتطرفة تقضي على المحاصيل وقطعان الماشية والنظم البيئية، وهو ما يقوّض قدرة المجتمعات على إعادة بناء نفسها وإعالة نفسها، ويجعل هذه المهمة مستحيلة.
وتابع: "لقد عانى أكثر من 828 مليون شخص من الجوع عام 2021. ومن المتوقع أن يعرِّض تغير المناخ ما يصل إلى 80 مليون شخص آخرين لخطر الجوع بحلول منتصف هذا القرن".
وقال تورك: "بيئتنا تحترق. إنها تذوب. تغمرها الفيضانات. وتجفّ. وتموت.. المستقبل بائس".
واعتبر المسؤول الأممي أنّ "التصدي لمشكلة تغير المناخ هي إحدى قضايا حقوق الإنسان.. ما زال لدينا وقت للعمل. لكن هذا الوقت هو الآن".
"أطفالنا سيجوعون"
ووافقت الدول الموقعة على اتفاقية باريس للمناخ عام 2015 على وضع حد للاحترار العالمي عند درجة حرارة "أقلّ بكثير" من درجتين مئويتين فوق متوسط المستويات المسجلة بين 1850 و1900، وحتى 1.5 درجة مئوية إن أمكن.
وفي 2022، بلغ متوسط درجة الحرارة العالمية 1.15 درجة مئوية فوق متوسط 1850-1900. ووفقاً لاتجاهات سياسات المناخ الحالية، سيكون الكوكب أكثر دفئاً بمقدار 2.8 درجة مئوية بحلول نهاية القرن، وفقاً للجنة الاستشارية لعلوم المناخ التابعة للجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة.
وقال تورك: "ينبغي ألا نورّث مستقبل الجوع والمعاناة هذا لأطفالنا وأطفالهم. ولسنا مضطرين لذلك. نحن، الجيل الذي يمتلك أقوى الأدوات التكنولوجية في التاريخ، لدينا القدرة على تغييره".
واعتبر أنّ قادة العالم "يُظهرون أنّهم يتخذون القرار بالتصرف والوعد بالتصرف، ثم يتعثرون على المدى القصير".
ودعا إلى أن تكون قمة المناخ في دبي (COP28) في نوفمبر وديسمبر "عامل تغيير حاسم نحتاج له بشدة".
تجاوز العتبة
من جهتها، ذكرت خدمة "كوبرنيكوس" لتغير المناخ الممولة من الاتحاد الأوروبي، أنه مع اجتماع مبعوثين في بون أوائل يونيو، للتحضير لمحادثات المناخ السنوية التي ستُعقد في نوفمبر، ارتفع لعدة أيام متوسط درجات حرارة الهواء على سطح الأرض في العالم فوق 1.5 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل عصر الصناعة.
وعلى الرغم من تجاوز متوسط درجات الحرارة عتبة 1.5 درجة مئوية من قبل، إلا أن هذه المرة الأولى التي ترتفع فيها في نصف الكرة الأرضية الشمالي خلال الصيف الذي بدأ في أول يونيو. كما تجاوزت درجات حرارة البحر أيضاً المعدلات القياسية المسجلة في أبريل ومايو.
وقالت سارة بيركنز كيركباتريك، عالمة المناخ في جامعة نيو ساوث ويلز الأسترالية: "نفد منا الوقت لأن التغيير يستغرق وقتاً".
وفي الوقت الذي يستعد فيه مبعوثو المناخ من أكبر دولتين مسببتين لانبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري للاجتماع الشهر المقبل، تخطت درجات الحرارة الأرقام القياسية المسجلة في يونيو، بالعاصمة الصينية بكين، واجتاحت موجات حر شديدة الولايات المتحدة.
اقرأ أيضاً: