وافق مجلس الشيوخ الأميركي، الخميس، على تعيين كل من وليام جيه بيرنز في منصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه"، وكسافييه بيسيرا في منصب وزير الصحّة في إدارة الرئيس جو بايدن.
وفي لحظةٍ نادرة في الكونغرس المنقسم بشدّة، حاز بيرنز إجماع نواب الحزبين في مجلس الشيوخ ودون تصويت بنداء الأسماء، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية "فرانس برس".
وسيصبح الدبلوماسي المخضرم، مسؤولاً عن إعادة بناء الروح المعنوية التي تعرضت للضرر خلال إدارة السابق دونالد ترمب، وتركيز المزيد من الموارد الاستخباراتية على الصين، حسبما ذكرت "فرانس برس".
الشرق الأوسط
كان بيرنز دبلوماسيّاً على مدى 33 عاماً، وشغل منصب سفير بلاده في موسكو، وحتّى ترشيحه، رأس بيرنز معهد كارنيغي للسّلام الدولي، وهي مؤسّسة فكريّة رائدة في السياسة الخارجيّة في واشنطن.
ويتمتّع الدبلوماسي الأميركي، بخبرة عميقة في شؤون الأمن والاستخبارات، بعدما أمضى أكثر من 3 عقود في السلك الخارجي للولايات المتحدة.
عمل بيرنز الذي يجيد العربية والفرنسية والروسية، سفيراً للولايات المتحدة في الأردن في الفترة من 1998 إلى 2001، كما عمل مساعدًا لوزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى من 2001 إلى 2005، وسفيرًا لدى الاتحاد الروسي من 2005 إلى 2008، ثم وكيلًا لوزارة الخارجية للشؤون السياسية من 2008 إلى 2011.
أوّل دبلوماسي
سيكون بيرنز أوّل دبلوماسي يُدير "سي آي إيه"، الوكالة الأميركيّة العملاقة لمكافحة التجسّس التي يعمل فيها 21 ألف شخص. فهو ليس سياسيّاً ولا عسكريّاً ولا شخصاً من أوساط الاستخبارات على غرار ما كان كثيرٌ من أسلافه.
يخلف بيرنز جينا هاسبيل، مديرة الوكالة منذ عام 2018، التي خلفت بدورها مايك بومبيو الذي رأس الوكالة في 2017 قبل أن يُعيّنه الرئيس السابق دونالد ترمب وزيراً للخارجيّة.
إبّان عهد الرئيس الديمقراطي الأسبق باراك أوباما، وقف بيرنز خلف التقارب مع إيران عبر إجراء مفاوضات سرّية في عامي 2011 و2012 في سلطنة عمان في ظلّ انعدام العلاقات الدبلوماسيّة مع البلد العدوّ.
وشكّلت تلك المفاوضات تمهيداً للمحادثات الرسميّة بين طهران والدول الستّ الكبرى (الولايات المتحدة والصين وروسيا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا)، والتي أفضت إلى اتّفاق 2015 الهادف إلى منع طهران من حيازة السلاح النووي.
واعتبر بيرنز خلال مؤتمر في أكتوبر سبق الانتخابات الأميركيّة، أنّ "استراتيجيّة الضغط الأقصى من جانب إدارة ترامب كانت غير عقلانيّة إلى حدّ بعيد"، مشيداً بالموقف "المنطقي" لبايدن الذي كان لا يزال آنذاك المرشّح الديمقراطي.
وكان بيرنز قال في وقت سابق أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، إنّ الصين هي التحدّي الرئيسي الذي تُواجهه البلاد، مردّداً آراء عبّر عنها بايدن وغيره من كبار المسؤولين في إدارته.
وقال إنّ "جعل الصين خارج المنافسة سيكون أساسيّاً لأمننا القومي في العقود المقبلة. سيتطلّب ذلك استراتيجيّة طويلة الأجل وواضحة وبمشاركة الحزبَين، مدعومة بالتجديد في الداخل وبالاستخبارات القويّة".
أوّل لاتيني يشغل منصب وزير الصحة
من جهة ثانية، وفي تصويتٍ جاءت نتائجه متقاربة، ثبّت أعضاء مجلس الشيوخ، الخميس، أيضاً، بتأييد 50 صوتاً ومعارضة 49، كزافييه بيسيرا في منصب وزير الصحّة في إدارة بايدن.
وهو أوّل شخص من أصل لاتيني يشغل هذا المنصب الرئيسي في خضمّ جائحة كوفيد-19 التي أودت بحياة أكثر من 530 ألف شخص في الولايات المتحدة.
لكنّ الجمهوريّين يندّدون بافتقاره إلى الخبرة الطبّية، ويعتبرونه تقدّمياً إلى حدّ كبير.