"مع" و"ضد".. ما موقف اليهود الأميركيين من التصعيد في غزة؟

منظمات يهودية يسارية عارضت الحرب الإسرائيلية الأخيرة

time reading iconدقائق القراءة - 5
مظاهرة لمنظمة "الصوت اليهودي من أجل السلام" في بروكلين بنيويورك ترفض "الإبادة الجماعية" للفلسطينيين. 14 أكتوبر 2023 - (حساب المنظمة عبر إنستغرام)
مظاهرة لمنظمة "الصوت اليهودي من أجل السلام" في بروكلين بنيويورك ترفض "الإبادة الجماعية" للفلسطينيين. 14 أكتوبر 2023 - (حساب المنظمة عبر إنستغرام)
القاهرة/ دبي-الشرقوكالات

مع استمرار التصعيد في قطاع غزة، الذي يتلقى ضربات جوية عنيفة من الجيش الإسرائيلي، ووسط ترجيحات بقرب تنفيذ توغل بري في القطاع الفلسطيني المحاصر،  تتباين مواقف اليهود الأميركيين من هذه العمليات، بين مؤيد ومعارض.

ويبرز في صدارة معارضي الدعم العسكري الأميركي لإسرائيل، المنظمة اليهودية اليسارية التي تحمل اسم: "الصوت اليهودي من أجل السلام"، إذ قادت مؤخراً تجمعاً من آلاف المحتجين ضد "الإبادة الجماعية" التي ينفذها الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، بحسب بيانات المنظمة.

واحتشد المحتجون أمام منزل زعيم الأغلبية الديمقراطية بمجلس الشيوخ الأميركي، السيناتور اليهودي تشاك شومر، في بروكلين.

ودعت المنظمة شومر، الذي يفترض أن يتوجه إلى إسرائيل مع مشرعين آخرين، إلى "العمل من أجل وقف فوري لإطلاق النار"، في النزاع الذي اندلع في السابع من أكتوبر الجاري، عندما نفذت حركة "حماس" هجمات مباغتة وغير مسبوقة ضد إسرائيل، وردت عليها الأخيرة بقصف عنيف لقطاع غزة، في عمليات أسفرت عن سقوط الآلاف.

وعبر حسابها على "إنستجرام" نشرت المنظمة اليهودية اليسارية، صوراً للمحتجين وهم يحملون لافتة مكتوب عليها: "يهود يقولون أوقفوا الإبادة الجماعية للفلسطينيين"، مشيرة إلى اعتقال السلطات الأميركية العشرات منهم.

وقالت المنظمة إن أكثر من 100 متظاهر، تتراوح أعمارهم بيم 20 و85 عاماً، جرى اعتقالهم، بينهم نائبان عن نيويورك، وحاخامات، وأحفاد ناجين من "محرقة اليهود" خلال الحرب العالمية الثانية (هولوكوست).

"لا للإجلاء"

وانتقدت المنظمة، دعوة الجيش الإسرائيلي المدنيين في غزة، الجمعة، إلى الانتقال إلى الجنوب في غضون 24 ساعة، بعدما جمع الدبابات تمهيداً لغزو بري متوقع.

وأشارت إلى أن الأمم المتحدة اعتبرت إجلاء الجميع "أمراً مستحيلاً مع انقطاع إمدادات الكهرباء وانقطاع الغذاء والمياه في القطاع بعد أن فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على السكان".

وفي بيان، نشرته السبت، قالت المنظمة: "نحن ندعو إلى وقف فوري لإطلاق النار لوقف الإبادة الجماعية للفلسطينيين في غزة، وأن يتخذ قادة الأغلبية الأميركية إجراءات لمنع المزيد من الخسائر في الأرواح".

وأضافت: "يجب ألا نفاقم العنف من خلال تسليح الحكومة الإسرائيلية؛ لأنها ترتكب فظائع جماعية. هناك طريقة واحدة فقط لإنهاء العنف وهي معالجة السبب الجذري لما نراه: 75 عاماً من الاحتلال العسكري الإسرائيلي والفصل العنصري".

"معركتنا أيضاً"

في المقابل، جمعت "اللجنة اليهودية الأميركية"، و"النداء اليهودي المتحد"، وهما منظمتان يهوديتان كبيرتان، تقولان إنهما تمثلان نحو 6 ملايين يهودي أميركي، الآلاف من مؤيديهما في مسيرة مؤيدة لإسرائيل في مانهاتن.

ودانت حاكمة ولاية نيويورك، كاثي هوتشول، ورئيس بلدية المدينة، إريك آدامز، اللذان كانا حاضرين في المسيرة ما وصفاه بـ"مجازر" حماس، وأكدا أن "معركة" إسرائيل ضد "الشر" هي أيضاً معركة سكان نيويورك.

وفي مؤتمر لها، دانت "اللجنة اليهودية الأميركية"، الجمعة، "المذبحة الوحشية التي ارتكبتها حماس ضد إسرائيل"، وعبرت عن ارتياحها "لتضامن الجالية اليهودية (الأميركية) لدعم الدولة اليهودية".

وبعد يومين على هجوم حماس، وعلى غرار السلطات الإسرائيلية، دان حاخام نيويورك آرثر شناير من كنيس "بارك إيست" الشهير "أكبر تهديد وجودي لإسرائيل منذ تأسيسها في 1948، وبعد مرور 50 عاماً تماماً على حرب الغفران".

وقال رجل الدين إن "الجالية اليهودية الأميركية وهي الأكبر في العالم، تتحمل مسؤولية خاصة".

وفي بيان أصدرته منظمة "النداء اليهودي الموحد"، قالت الحاخام أليسا وايز: "ندرك أنه بالنسبة لكثيرين، فإن الدعوة إلى دعم إسرائيل من دون قيد أو شرط، بما في ذلك إرسال مزيد من التمويل العسكري، تأتي من مكان يسوده حزن عميق وخوف وقلق".

 وأضافت: "لكننا نعلم أن المزيد من الأسلحة لن يؤدي إلا إلى إلحاق مزيد من الضرر بالجميع".

ولم يغب هذا الانقسام عن الفضاء الإلكتروني؛ إذ راحت كل منظمة تروّج لموقفها في هذا الصراع.

ونشرت "اللجنة اليهودية الأميركية"، الأحد، عبر حسابها على "X"، "تويتر" سابقاً، تدوينة تقارن بين موقفي حماس وإسرائيل من المدنيين، معتبرة أن الأولى "تحاول بنشاط تعريض المدنيين للأذى"، في مقابل "محاولة نشطة لتجنب وفيات المدنيين" من الجانب الإسرائيلي، على حد تعبيرها.

وبدورها، نشرت منظمة "الصوت اليهودي من أجل السلام"، في بوسطن، عبر الموقع نفسه، مقطع فيديو لمظاهرة للمئات في حرم جامعة هارفارد للاحتجاج على "حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية ضد غزة".

تصنيفات

قصص قد تهمك