تصاعد الإحباط الأميركي من إسرائيل مع تزايد عدد الضحايا المدنيين في غزة

تقرير: الإدارة الأميركية كثفت رسائلها الخاصة إلى إسرائيل مع تنامي نفاد صبرها

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الأميركي جو بايدن خلال لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو و”حكومة الحرب” المصغرة. 18 أكتوبر 2023. - AFP
الرئيس الأميركي جو بايدن خلال لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو و”حكومة الحرب” المصغرة. 18 أكتوبر 2023. - AFP
دبي-الشرق

يشعر البيت الأبيض بقدر متزايد من الإحباط إزاء إدارة إسرائيل للحرب في غزة، مع تزايد عدد الضحايا المدنيين في القطاع وتجاهل دعوات الإدارة الأميركية، الأمر الذي أدّى إلى اتساع الفجوة بين الحليفين المقربين، حسب ما نقلت "بلومبرغ".

وقالت الوكالة إن مسؤولين في الإدارة الأميركية يجرون محادثات -وصفوها بأنها "أكثر تعقيداً"- مع نظرائهم الإسرائيليين.

وتحاول الولايات المتحدة تحديد شكل الصراع في ظل تجاهل إسرائيلي، حسب ما نقلت الوكالة عن مصادر مطلعة على المحادثات، والذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم. 

وقالت المصادر إن الإدارة الأميركية كثفت رسائلها الخاصة إلى إسرائيل مع تنامي نفاد صبرها. وفي الوقت ذاته، تلبي الإدارة طلبات إسرائيل للحصول على أسلحة، ولم تهدد حتى الآن بأي عواقب ضد شريكها الرئيسي في المنطقة. 

وتسلط المحادثات المتوترة الضوء على مخاطر الاستراتيجية التي تتبعها إدارة بايدن، والتي تستند استناداً كبيراً إلى فكرة أن التأييد العلني لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، سيُمكن الإدارة من توجيه رسائل صارمة وتشكيل إدارة إسرائيل للحرب، بحسب الوكالة. 

ولكن إسرائيل شددت حملتها ضد "حماس"، وارتفع عدد الضحايا المدنيين في قطاع غزة إلى أكثر من 11 ألف شخص، وفقاً لوزارة الصحة في غزة. 

وتتعرض الإدارة الأميركية لضغوط متزايدة من الحلفاء العرب، الذي يرون أن دعم بايدن منح نتنياهو الضوء أخضر للمضي قدماً. 

وفي غضون ذلك، يتجاهل نتنياهو مخاوف الولايات المتحدة بشأن الأميركيين الذين لا يزالون محتجزين كرهائن في غزة ومئات الفلسطينيين الذين يحملون الجنسية الأميركية الذين لم يتمكنوا من مغادرة القطاع، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر. 

وقال نائب رئيس معهد الشرق الأوسط للسياسات، برايان كاتوليس، للوكالة: "إذا كانت خطة العمل الخاصة بهم تتمثل في الأساس في أن هناك 30 ألف مقاتل لدى حماس، وأننا سنقتلهم جميعاً. ونعم، ستكون هناك دماء وأضرار، ونحن نأسف على ذلك، فهذا أمر مثير للقلق". 

وأضاف كاتوليس: "هذا سيؤدي إلى أزمة إنسانية داخل غزة، وسينتج عنه تهديدات للمواطنين الأميركيين الذين لم يغادروا بعد. ومن المحتمل أن يؤدي إلى تصاعد التوتر في جميع أنحاء المنطقة". 

اقتحام مستشفى الشفاء 

وتتمحور بعض التوترات حول الحملة التي تشنها إسرائيل على مستشفى الشفاء في غزة، والذي يتفق مسؤولون أميركيون وإسرائيليون على أنه يضم مقراً سرياً لحركة "حماس". 

وعلى الرغم من موافقتها على أن إسرائيل يجب أن تقضي على "حماس"، تخشى إدارة بايدن من أن إسرائيل لا تفعل ما يكفي لحماية المدنيين المحاصرين داخل القطاع. ودعا بايدن الاثنين الماضي إلى "حماية" مستشفى الشفاء. 

ولكن مساء الثلاثاء، بدا أن إسرائيل تتحدى هذا التحذير، حيث قال الجيش الإسرائيلي إن قواته "نفذت عملية دقيقة ومحددة الأهداف ضد حماس" في المستشفى. 

وقالت "بلومبرغ" إن نقاط الخلاف تشمل أيضاً مستقبل قطاع غزة، مشيرة إلى تحول تصريحات نتنياهو من القول بإن إسرائيل لا تريد احتلال القطاع إلى التعهد ببقاء القوات الإسرائيلية هناك إلى أجل غير مسمى. 

وقال المسؤولون إن الولايات المتحدة حذرت مراراً من أن إسرائيل يجب أن تحمي المدنيين. وعندما سألت الولايات المتحدة إسرائيل عما حدث عندما قصفت إسرائيل مخيماً للاجئين، رفضت إسرائيل الإجابة، وقال قادتها إن هدفهم قد تحقق. 

وتصر إسرائيل على أن الولايات المتحدة لا تزال لا تدرك الصدمة الناجمة عن الهجوم الذي شنته "حماس" على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي، والدمار الذي أحدثه، وفقاً للمسؤولين الأميركيين. 

وقالت "بلومبرغ" إن مسؤولين إسرائيليين رفضوا التعليق على المحادثات مع الولايات المتحدة. وأقر مسؤولون إسرائيليون في وقت سابق بأن حملتهم لا يمكنها الاستمرار لفترة طويلة.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، في مؤتمر صحافي الاثنين الماضي إن الشرعية الدولية للحملة ستستمر لمدة أسبوعين أو ثلاثة أسابيع أخرى، مضيفاً: "نشعر بضغوط دولية على إسرائيل. الضغط ليس قوياً، لكنه يزداد قوة". 

ضغوط عربية

وفي الوقت الحالي، بدأت الولايات المتحدة في الحديث بشكل أكثر علانية عن غضبها الداخلي تجاه إسرائيل، حيث قال وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، الأسبوع الماضي: "لقد قُتل عدد كبير جداً من الفلسطينيين". 

كما قال مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، إن استخدام حماس للمدنيين كدروع لا يقلل من "مسؤولية إسرائيل في التصرف بطرق تفصل الإرهابيين عن المدنيين". 

وأظهر بايدن أيضاً شعوره بالإحباط، حيث قال الاثنين الماضي للصحافيين إنه لم يتردد في التعبير عن مخاوفه بشأن القتال في مستشفيات غزة. وقال بايدن الخميس الماضي إن الجهود المبذولة لتنفيذ هدنة إنسانية "استغرقت وقتاً أطول قليلاً" مما كان يأمل. 

وجاء في تقرير "بلومبرغ" أن نفاد صبر الولايات المتحدة يعود جزئياً إلى الضغوط التي يمارسها شركاء آخرون، خاصة في العالم العربي، حيث يعتقد بعض القادة أن دعم بايدن لنتنياهو -واجتماعه مع حكومة الحرب التي شكلها- خلال زيارته لإسرائيل الشهر الماضي منح ضوءاً أخضر للحملة الجارية الآن. 

وقالت كارين يونج، الباحثة البارزة في مركز كولومبيا لسياسة الطاقة العالمية، للوكالة: "هناك شعور هائل بالإحباط إزاء الولايات المتحدة وما يراه كثيرون نقصاً في مصداقية إدارة بايدن"، مؤكدة أن استعادة الثقة "ستستغرق وقتاً طويلاً". 

تصنيفات

قصص قد تهمك