تبادل المرشحون الجمهوريون المحتملون للرئاسة الأميركية الأربعاء، الإهانات في مناظرة رابعة حاسمة، تأتي فيما ينفد الوقت أمام المرشحين لعرض برامجهم وسياساتهم قبل بدء الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في ولاية أيوا في 15 يناير، والتي ستحدد الفائز ببطاقة ترشح الحزب الجمهوري لانتخابات 2024.
وسيطرت ملفات الحرب في غزة ودعم إسرائيل، وغزو أوكرانيا، وسياسة واشنطن تجاه إيران، وأزمة الحدود الأميركية، على المناظرة التي عقدت في ولاية ألاباما، وأدارتها المذيعات إليزابيث فارجاس، وميجان كيلي، وإليانا جونسون، وتأهل إليها 4 مرشحين فقط هذه المرة، انخفاضاً من 8 مرشحين شاركوا في المناظرة الأولى.
وعبر حاكم نيوجيرسي السابق كريس كريستي ورجل الأعمال من أصول هندية فيفك راماسوامي عن "احتقار" أحدهما الآخر، وتشاجر حاكم فلوريدا رون ديسانتيس مع حاكمة ساوث كارولاينا السابقة نيكي هايلي لفظياً، بشأن التجارة والقضايا الثقافية.
ويحتل التنافس بين ديسانتيس وهايلي أهمية كبيرة، إذ يتنافسان على المركز الثاني خلف الرئيس السابق دونالد ترمب، الذي قرر الغياب عن المناظرات الأربعة، ويتصدر السباق بفارق كبير. وبعدما كان متوقعاً أن يحتل ديسانتيس موقعاً متقدماً في السباق، مع بداية الحملة الانتخابية، عانى الحاكم الذي كان يحظى بدعم ترمب، في جذب الناخبين خارج ولايته.
"ترمب رجل غاضب حانق"
وحذر كريس كريستي من فترة رئاسية جديدة لترمب، واصفاً إياه بأنه "رجل غاضب حانق"، معتبراً أن ترمب الذي وصفه بـ"الجبان" أيضاً، "لا يهمه الشعب الأميركي، بل يتطلع إلى مصالحه فقط"، ليبقى وحيداً في محاولة انتقاد ترمب هذه المرة.
واستعمل راماسوامي إهانات لفظية متعددة هذه المرة، إذ قال إن بقية المرشحين سعوا إلى "لعق حذاء دونالد ترمب" لسنوات، فيما وصف هايلي بأنها "فاسدة".
وقال راماسوامي إن كريستي "يجب أن يغادر هذه المنصة"، فيما وصف كريستي راماسوامي بأنه أكثر شخص مزعج في أميركا.
حرب غزة
رون ديسانتيس قال إن على واشنطن "الاهتمام بقضية المحتجزين (لدى حركة حماس) خصوصاً الأميركيين"، مؤكداً أن "إسرائيل لديها الحق في الدفاع عن نفسها، لكي تحقق الانتصار التام والقضاء على (حركة) حماس، بعكس ما تفعله الإدارة الحالية"، مشدداً على استمرار دعم واشنطن لتل أبيب.
وأضاف ديسانتيس أن الإدارة الحالية لا تضغط على إيران بالقدر الكافي، عبر عدم السماح لها بالوصول إلى أرباح النفط التي تساعد من خلالها "حركات مسلحة مثل حماس، وغيرها في الشرق الأوسط"، مشدداً على وجوب العمل مع إسرائيل لـ"محاسبة المسؤولين عن هجوم 7 أكتوبر".
وشدد راماسوامي على ضرورة إظهار الدعم لإسرائيل بشكل "واضح"، خصوصاً بعد الهجوم الذي قامت به "حماس"، وطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالقضاء على ما وصفه بـ"الإرهاب".
واعتبرت هايلي أنه لضرب حركة "حماس"، يجب ضرب البنى التحتية لإيران في سوريا والعراق للضغط عليها، وفرض المزيد من العقوبات.
خلاف بشأن أوكرانيا
وفي قضية الغزو الروسي لأوكرانيا، شددت هايلي على ضرورة استمرار الدعم الأميركي لكييف، لأنه "في حال انتصرت روسيا، ستجتاح الصين تايوان"، مشيرةً إلى أن الولايات المتحدة "يجب أن تكون قوية، وتساند حلفاءها وليست ضعيفة كما جعلها جو بايدن".
بدوره، كرر راماسوامي دعوته إلى تسوية الأزمة بين أوكرانيا وروسيا عبر محادثات سلام "بعكس هايلي وبايدن اللذين يعيشان في عالم مختلف".
كما هاجم راماسوامي، هايلي لـ"عدم معرفتها تسمية المقاطعات في شرق أوكرانيا، التي ادعت أنها مستعدة لإرسال قوات أميركية إليها".
في المقابل، وصف كريستي حديث راماسوامي عن اتفاق سلام بين روسيا أوكرانيا بـ"المهزلة"، مشيراً إلى أن لا يفهم في الكثير من سياسات الولايات المتحدة، مؤكداً أن هذا المرشح "لا يحترم بقية المرشحين".
"ترمب متصدر السباق"
وبشأن تقدم ترمب بفارق كبير عن أقرب منافسيه، قال حاكم فلوريدا، إن الناخبين هم من يقررون وليس استطلاعات الرأي، مشيراً إلى الاستطلاعات تنبأت بـ"موجة حمراء" في نوفمبر 2022، وذلك لم يحدث، مؤكداً أن "الشعب الأميركي "يحتاج إلى رئيس أكثر حيوية من ترمب".
وأضاف حاكم فلوريدا أنه سئم من الناخبين الجمهوريين الذي يسيرون وراء "اليسار"، مشيراً إلى نيكي هايلي، قائلاً إنها تستسلم في كل مرة تهاجمها الصحافة أو المرشحين والناخبين اليساريين.
وعن إعلان شركات ضخمة دعمها، قالت نيكي هايلي إنها "لطالما كانت محافظة (سياسياً) طوال مسيرتها المهنية"، مشيرةً إلى أنها كانت من المساهمين في تقليل نسب البطالة عبر محاربة مثل هذه الشركات.
وأضافت: "سأقبل دعم الشركات، ولكن لن أسألهم ما هي سياستهم، في المقابل هم يسألون عن سياساتي وخططي.. أحياناً لا يحبون سياسي الصارمة تجاه الصين، والبعض يكره اعتراضي على قضية (حظر) الإجهاض، أو إنقاذ الشركات الكبيرة عندما تتعثر".
واتهمت هايلي، ديسانتس بـ"النفاق بشأن حرية التعبير".
بدوره، ذكر راماسوامي أن "هايلي كانت مفلسة عندما تركت الأمم المتحدة، وبعد ذلك تعاونت مع شركات عسكرية مثل بوينج بشكل مشبوه، ليصبح لديها المليارات، الأرقام لا تتناسق مع بعضها"، واصفاً إياها بـ"الفاسدة والفاشية".
وعلق كريستي على غياب ترمب عن المناظرة، قائلاً إن المنافسين جميعهم هنا إلا الشخص "الجبان" الذي لا أريد أن أذكر اسمه (في إشارة إلى ترمب)، ووصفه بـ"الديكتاتور والمتنمر"، لافتاً إلى أن "ترمب لا يهمه الشعب الأميركي، بل يتطلع إلى مصالحه فقط".