قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الأربعاء، إن قتل إسرائيل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، في بيروت "جريمة كبيرة وخطيرة، ولا يمكن السكوت عليها".
وأضاف في خطاب بثه التلفزيون أن قصف حزب الله لإسرائيل عبر الحدود، والذي بدأ في الثامن من أكتوبر حال دون قيامها بحملة قصف أوسع نطاقاً.
وأردف "إذا فكر العدو أن يشن حرباً على لبنان سيكون قتالنا بلا سقوف، بلا حدود، بلا قواعد"، وحذر من أن الحرب مع لبنان ستكون "متلفة وباهظة، وتهدد وجود الكيان".
واعتبر أن عملية الاغتيال "عدوان إسرائيلي سافر على الضاحية الجنوبية ببيروت".
"نقاتل بحسابات مضبوطة"
وقال نصر الله "نقاتل في الجبهة بحسابات مضبوطة، ولذلك ندفع ثمناً من أرواح شبابنا".
وقال إن "التجلي والتحدي الأخطر لمحور المقاومة كان في هذه الأشهر القليلة الماضية في موضوع طوفان الأقصى"، واعتبر أن قدرة الردع الإسرائيلية "تنهار" بعد عملية طوفان الأقصى (هجوم الفصائل الفلسطينية على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي).
ووجه نصر الله حديثه إلى وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، وقال "لن تتمكن من تحقيق أهداف حربك".
وذكر أن ما جرى في 7 أكتوبر وما سيجري لاحقاً "وضع إسرائيل على طريق الزوال، ولن يستطيع أحد أن يحميها أو يدافع عنها".
واغتالت إسرائيل الثلاثاء، في ضربة على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" صالح العاروري، ولكنها لم تعلن مسؤوليتها رسمياً عن الضربة.
وأثارت عملية الاغتيال، التي أودت بحياة قياديين آخرين بحماس و4 من كوادرها، مخاوف من اتساع النزاع في غزة، وزيادة التصعيد على جبهة لبنان في الحرب الدائرة منذ 89 يوماً في القطاع.
وتشيّع حركة حماس العاروري واثنين من قادة كتائب عز الدين القسام، بعد ظهر الخميس، في محلة طريق الجديدة في بيروت قبل أن يدفنوا في مقبرة الشهداء في مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين.
قصف متبادل على الحدود الشمالية
ومنذ الثامن من أكتوبر، تشهد الحدود اللبنانية-الإسرائيلية تبادلاً يومياً للقصف بين حزب الله والجيش الإسرائيلي.
وأسفر ذلك عن سقوط 170 شخصاً على الأقل في الجانب اللبناني، بينهم 124 عنصراً من الحزب. وسقط 13 شخصاً على الأقل في الجانب الإسرائيلي، وفق الجيش.
ويقول حزب الله الذي ليس له أي وجود عسكري مرئي في المنطقة الحدودية اللبنانية، إنه يستهدف بشكل رئيسي في عملياته اليومية أهدافاً عسكرية إسرائيلية قرب الحدود، واضعاً ذلك في إطار دعم قطاع غزة و"إسناداً لمقاومته"، وفق "فرانس برس".
وتردّ إسرائيل بقصف مناطق حدودية وما تصفه بـ"البنى التحتية" لحزب الله وتحركات مقاتليه قرب الحدود.
ونفذت إسرائيل ضربات محدودة في عمق الجنوب اللبناني، قبل أن تشن الثلاثاء، ضربة اغتالت فيها العاروري وستة آخرين أثناء اجتماع داخل شقة في مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت، أبرز معاقل حزب الله، القوة السياسية والعسكرية الأبرز في البلاد.
ولم يؤكد الجيش الإسرائيلي شنّ الضربة، لكنه قال إنه "يستعد لكل السيناريوهات".