بدأت سلسلة الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، المؤهلة للمشاركة في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر، في ولاية أيوا منتصف يناير الحالي، وستستمر حتى يونيو المقبل. وخلال هذه الفترة، يتعين على المرشحين الفوز بترشيح الحزب، وهذا يتطلب جمع أصوات المندوبين.
وتشبه الانتخابات الداخلية للحزبين، الانتخابات الرئاسية، التي تعتمد على تصويت مندوبي الولايات في المجمع الانتخابي.
وبينما بطاقة ترشيح الحزب الديمقراطي محجوزة للرئيس الأميركي الحالي جو بايدن، يتنافس الجمهوريون على بطاقة ترشيح الحزب في مؤتمر وطني يعقد في ولاية ويسكونسن، من 15 إلى 18 يوليو المقبل.
ويُمثّل المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في هذا العام 2429 مندوباً. ولكي يفوز المرشح بترشيح الحزب، يحتاج إلى جمع 1215 صوتاً على الأقل من بين المندوبين الذين يمثلون الحزب في المؤتمر.
وتختار قيادة الحزب في كل ولاية أسماء المندوبين من بين الأعضاء النشطين في الحزب، وهم يحددون اسم المرشح الجمهوري النهائي الذي سيمثل الحزب في الانتخابات العامة في نوفمبر.
وفي ولاية أيوا، التي شهدت أول انتخابات تمهيدية للجمهوريين، حقّق الرئيس السابق دونالد ترمب فوزاً كبيراً بفارق 30 نقطة مئوية عن أقرب منافسيه، حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، الذي حل ثانياً، متقدماً على سفيرة الأمم المتحدة السابقة نيكي هيلي التي حلت في المركز الثالث.
انتخابات الديمقراطيين التمهيدية
في انتخابات تمهيدية ذات منافسة أقل، يخوض المرشحون الديمقراطيون، الكاتبة ماريان ويليامسون ونائب ولاية مينيسوتا دين فيليبس، انتخابات محسومة مسبقاً في نيو هامبشاير في 23 يناير.
وتعد الانتخابات الديمقراطية التمهيدية إجرائية، إذ أن الحزب الديمقراطي أعلن بالفعل ترشيح الرئيس جو بايدن.
وتمت الموافقة في العام الماضي على خطة ديمقراطية تجعل ساوث كارولينا أول ولاية تستضيف الجولة الأولى من انتخابات الحزب في 3 فبراير، بدلاً من الولايات المبكرة، أيوا ونيوهامبشاير.
ومع ذلك، رفضت ولاية نيوهامبشاير، التي يسيطر عليها الجمهوريون، أي تغيير في موعد الانتخابات التمهيدية، مما دفع حملة بايدن إلى الإعلان في أكتوبر الماضي أن اسم الرئيس لن يظهر على بطاقة الاقتراع في تلك الولاية.
الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري
يناير:
في 15 يناير تم إجراء الانتخابات التمهيدية في ولاية أيوا. ومنذ عام 1972، أصبحت ولاية أيوا رائدة في تنظيم أول انتخابات تمهيدية. وبدأ ذلك بعد المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي في عام 1968، والذي شهد أحداث عنف واحتجاجات واسعة؛ بسبب التوترات المتزايدة حينها بسبب حرب فيتنام. في تلك الفترة، كان الحزب يسعى إلى تغيير كيفية اختيار المندوبين لتقليل سلطة القيادة الحزبية.
بسبب تعقيدات عملية الانتخابات في أيوا، حيث يتم عقد مؤتمرات حزبية على مستوى الدوائر الانتخابية، ثم مؤتمرات على مستوى المقاطعة، ثم مؤتمرات على مستوى الولاية، اضطرت الولاية للبدء في عمليتها مبكراً. وفي عام 1972، استضاف الحزب الديمقراطي اجتماعاته الحزبية لأول مرة في أيوا، وتبعه الحزب الجمهوري في عام 1976.
وفي 23 يناير، تتجه الأنظار نحو ولاية نيوهامبشير، حيث ستجرى الجولة الثانية من انتخابات الترشيح الحزبي.
تشهد هذه الولاية تزايداً في حدة التنافس بين دونالد ترمب، الذي حقق المركز الأول في ولاية أيوا، ونيكي هيلي، التي تظهر استطلاعات الرأي تقدمها على حاكم فلوريدا ديسانتيس، واقترابها بشكل ضئيل من ترمب.
وانسحاب حاكم ولاية نيوجيرسي السابق كريس كريستي من السباق في وقت سابق من هذا الشهر، بعد حملة مكثفة في نيوهامبشير، يزيد من حدة التنافس في الولاية. ومن المتوقع أن تحصل نيكي هيلي على دعم أنصار كريستي، مما يعزز فرصها في المنافسة.
فبراير:
وفي 8 فبراير، تشهد نيفادا وجزر فيرجن الأمريكية مؤتمرات الحزب الجمهوري، لتليها في 24 فبراير الانتخابات التمهيدية في ولاية ساوث كارولينا.
من المتوقع أن تكون ولاية ساوث كارولينا محطة فارقة لمنافسي ترمب، لاتخاذ قرار البقاء في السباق الجمهوري أو الانسحاب منه. وتراهن حاكمة الولاية السابقة نيكي هيلي، على هذه الولاية، رغم أنها تحتل المركز الثاني في استطلاعات الرأي هناك، بفارق كبير عن ترمب.
مارس:
تُعقد الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في ولاية ميشيجان في 27 فبراير، وتشهد ولايات أيداهو وميشيجان وميسوري مؤتمرات الحزب الجمهوري في 2 مارس.
وفي 3 مارس تشهد العاصمة واشنطن الانتخابات التمهيدية، فيما يُعقد مؤتمر الحزب الجمهوري في ولاية نورث داكوتا في 4 مارس.
وفي 5 مارس، تشهد البلاد ما يُعرف بـ"الثلاثاء الكبير"، وسمي اليوم بهذا الاسم، نظراً للعدد الكبير من الولايات التي تشهد منافسات، حيث تجري انتخابات تمهيدية في 16 ولاية لاختيار مرشح الحزب الجمهوري. ويُعتبر هذا اليوم غالباً فرصة لتقليص عدد المرشحين، إذ يمكن أن يُحدد اتجاه السباق.
وتقام في هذا اليوم انتخابات تمهيدية في ولايات: ألاباما وأركنساس وألاسكا وكاليفورنيا وكولورادو وأيوا ومين وماساتشوستس ومينيسوتا ونورث كارولينا وأوكلاهوما وتينيسي وتكساس ويوتا وفيرمونت وفيرجينيا.
في 12 مارس، ستُجرى انتخابات تمهيدية في جورجيا وواشنطن وميسيسيبي وهاواي، يليها في 15 مارس التجمع الجمهوري لجزر نورث ماريانا، وفي 16 مارس اجتماع حزبي في جوام.
ويُعقب ذلك في 19 مارس انتخابات تمهيدية في أريزونا وفلوريدا وإلينوي وكانساس وأوهايو، وفي 23 مارس تجرى الانتخابات التمهيدية في لويزيانا.
أبريل:
يواصل شهر أبريل النشاط مع انتخابات تمهيدية في كونيتيكت وديلاوير ونيويورك ورود آيلاند وويسكونسن في 2 أبريل، يليها مؤتمر الحزب الجمهوري في وايومنج في 18 أبريل.
وفي 21 أبريل، تُجرى الانتخابات التمهيدية في بورتوريكو، يتبعها في 23 أبريل الانتخابات التمهيدية في بنسلفانيا.
مايو:
تستمر الانتخابات التمهيدية في مايو، حيث تجرى في 7 مايو في ولاية إنديانا، وفي 14 مايو في ميريلاند ونبراسكا وويست فرجينيا. وفي 21 مايو، تُجرى الانتخابات التمهيدية في ولاية كنتاكي وولاية أوريجون.
يونيو:
وفي 4 يونيو تشهد ولايات مونتانا ونيوجيرسي ونيو مكسيكو وساوث داكوتا انتخابات تمهيدية للحزب الجمهوري.
يوليو:
وبين يومي 15 و18 يوليو، يعقد الحزب الجمهوري مؤتمره الوطني في ولاية ويسكونسن، حيث يختار مندوبو الحزب المرشح لمنصب الرئيس ونائب الرئيس في الانتخابات الرئاسية لعام 2024.
المناظرات الرئاسية
من المقرر أن تُجرى 3 مناظرات رئاسية في انتخابات عام 2024، في جامعات بولايات تكساس وفيرجينيا ويوتا في الفترة من 16 سبتمبر إلى 9 أكتوبر. وسيتم أيضاً عقد مناظرة واحدة لنائب الرئيس في ولاية بنسلفانيا.
ومنذ عام 1987، ترعى لجنة المناظرات الرئاسية (CPD) جميع مناظرات الانتخابات الرئاسية.
وتشير التوقعات الواسعة إلى أن انتخابات عام 2024 قد تشهد "مباراة عودة" محتملة بين الرئيس الحالي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترمب، والتي قد تكون قوية وشديدة التنافس.
- 16 سبتمبر: أول مناظرة رئاسية للانتخابات العامة ستحتضنها جامعة ولاية تكساس في سان ماركوس.
- 1 أكتوبر: تُعقد المناظرة الرئاسية الثانية للانتخابات العامة في جامعة ولاية فرجينيا التي تقع في مدينة بطرسبرغ.
- 9 أكتوبر: المناظرة الرئاسية الثالثة للانتخابات العامة بجامعة ولاية يوتا.
آخر يوم للتصويت في الانتخابات الرئاسية
يعد 5 نوفمبر آخر يوم للإدلاء بالأصوات في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024، إذ تسمح العديد من الولايات بالتصويت قبل عدة أيام أو أسابيع من تاريخ الانتخابات.
وعند إغلاق صناديق الاقتراع، يقوم مسؤولو الانتخابات بفرز الأصوات والتحقق من النتائج، ويمكن أن تأخذ هذه العملية عدة أيام أو أسابيع، خاصة إذا كانت النتائج متقاربة، أو إذا كان هناك تصويت بالبريد.
في ديسمبر، يدلي المندوبون أصواتهم في المجمع الانتخابي، وتُمثل كل ولاية عدداً من المندوبين يعكس عدد أعضائها في الكونجرس.
تتم عملية اختيار المندوبين على مرحلتين، حيث تختار الأحزاب السياسية قوائم من المندوبين المحتملين قبل الانتخابات. ويتم تحديث المرحلة الثانية خلال الانتخابات العامة، عندما يصوت الناخبون لاختيار مرشحهم الرئاسي، وبناءً على نتائج هذا التصويت، تختار الولايات من القوائم الحزبية مندوبيها في المجمع الانتخابي.
ويقرر المجمع الانتخابي اختيار الرئيس ونائبه باستناد إلى التصويت الشعبي على مستوى الولايات، ويتطلب الفوز في الانتخابات الرئاسية الحصول على ما لا يقل عن 270 صوتاً من أصل 538، أي أكثر من نصف إجمالي عدد المندوبين.
المجمع الانتخابي الأميركي
المجمع الانتخابي الأميركي هو النظام الذي يتم به انتخاب الرئيس ونائب الرئيس في الولايات المتحدة الأميركية.
ويتألف المجمع الانتخابي من مجموعة من المندوبين الذين يتم اختيارهم لتمثيل كل ولاية، بالإضافة إلى العاصمة الفيدرالية (واشنطن)، استناداً إلى عدد ممثلي الولايات في الكونجرس، أي مجموع عدد أعضاء مجلس النواب وعدد أعضاء مجلس الشيوخ.
وكل ولاية لديها عدد من المندوبين في المجمع الانتخابي يعادل مجموع أعضائها في الكونجرس (أعضاء مجلس النواب وأعضاء مجلس الشيوخ).
على سبيل المثال، إذا كانت ولاية لديها 10 مقاعد في مجلس النواب ومقعدين في مجلس الشيوخ، فيكون لديها مجموع قدره 12 مندوباً في المجمع الانتخابي.
وفي يوم الانتخابات الرئاسية، يتم تقديم أصوات المندوبين في المجمع الانتخابي للمرشح في الانتخابات الرئاسية الذي يفوز بأصوات الناخبين في تلك الولايات. أي أنه إذا فاز مرشح بالنسبة الأكبر لولاية لديها 12 مندوباً في المجمع الانتخابي، يحصل على كامل أصوات الولاية الـ12.
وتستثنى من هذه القاعدة ولايتا مين ونيبراسكا، اللتان تنتهجان نمطاً مختلفاً في التصويت، إذ أنهما تمنحان صوتاً انتخابياً لكل مقاطعة من مقاطعاتها الممثلة في الكونجرس.
إعلان نتائج الانتخابات الأميركية
ينعقد الكونجرس بغرفتيه في 6 يناير، إذ يجتمع أعضاء مجلسي النواب والشيوخ في مبنى الكابيتول، برئاسة رئيس مجلس النواب أو من ينوب عنه، مع نائب الرئيس، ويقومون بإحصاء أصوات المندوبين، وإعلان نتائج الانتخابات الرئاسية.
وتحوّل يوم 6 يناير إلى يوم مأساوي في تاريخ الولايات المتحدة، بعد الهجوم على مبنى الكابيتول قبل 3 سنوات. وتم اتهام ترمب، على خلفية هذه الأحداث، بارتكاب 4 جرائم فيدرالية.
وكان ترمب قد انتقد نائبه مايك بنس، لرفضه محاولة منع الكونجرس من التصديق على فوز جو بايدن.
وحتى اليوم، تقوم السلطات الأميركية بتحديد عشرات المتهمين بالشغب في 6 يناير 2021، وقد تم توجيه التهم لمئات آخرين.
يوم تنصيب الرئيس الأميركي
في 20 يناير، يؤدي الرئيس ونائبه اليمين الدستوري خلال حفل التنصيب الذي يقام في مبنى الكابيتول في العاصمة واشنطن.
ويؤدي نائب الرئيس المنتخب اليمين أولاً، ثم يؤدي الرئيس المنتخب بعد ذلك القسم الأول من دستور الولايات المتحدة، ويتعهد بتنفيذ مهامه.