نددت بريطانيا وفرنسا وألمانيا في بيان مشترك الجمعة، بإطلاق إيران قمر "ثريا" الاصطناعي عبر صاروخ يستخدم التكنولوجيا الأساسية لتطوير صواريخ باليستية بعيدة المدى.
وذكر البيان المشترك، الذي نشرته الحكومة البريطانية، أن إيران "مستمرة في تطوير برنامجها الصاروخي، رغم الدعوات الدولية المتكررة لوقفه، وبعد سنوات من تجاهل قيود الأمم المتحدة".
وأوضح البيان أن "هذا الإطلاق من شأنه أن يسمح لإيران باختبار تكنولوجيا يمكن أن تُستخدم في مواصلة تطوير برنامجها للصواريخ الباليستية، الأمر الذي يشكل تهديداً كبيراً على الأمن الإقليمي والدولي".
وأشارت الدول الثلاث إلى أن لديها مخاوف منذ فترة طويلة "بشأن نشاط إيران المتعلق بتقنيات الصواريخ الباليستية القادرة على حمل أسلحة نووية"، لافتة إلى أن تلك المخاوف "تزداد بسبب التصعيد النووي الإيراني المستمر بما يتجاوز كل المبررات المقنعة للاستخدام المدني".
وعود بالمحاسبة
وشدد البيان المشترك على التزام حكومات بريطانيا وفرنسا وألمانيا باتخاذ كل الخطوات الدبلوماسية اللازمة لمنع إيران من "تطوير أسلحة نووية ومحاسبتها على أنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة، وعلى الصعيد الدولي".
وقالت إيران، في وقت سابق، إنها أطلقت قمراً اصطناعياً جديداً للأبحاث بنجاح، في خطوة تدخل ضمن تطوير أنشطتها الفضائية الجوية، فيما يخشى الغرب من أن هذا البرنامج "قد يعمل على تحسين الصواريخ الباليستية الإيرانية".
ووضعت طهران القمر "ثريا" الذي يزن 50 كيلوجراماً في مدار على ارتفاع نحو 750 كيلومتراً فوق سطح الأرض، بواسطة الصاروخ "قائم 100"، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الإيرانية (إيرنا).
وأشارت الوكالة إلى أن الإطلاق جزء من برنامج الفضاء التابع لـ"الحرس الثوري"، إلى جانب برنامج الفضاء المدني الإيراني. وهذه هي "المرة الأولى التي تنجح فيها إيران في وضع قمر اصطناعي في مدارات أعلى من 500 كيلومتر"، وفقاً لوكالة "إرنا".
موقع الإطلاق
وأشار تحليل لوكالة "أسوشيتد برس" إلى أنه تم إطلاق الصاروخ من منصة تابعة لـ"الحرس الثوري" على مشارف مدينة شاهرود، على بعد نحو 350 كيلومتراً شرق العاصمة طهران. وقد تمت جميع عمليات إطلاق الأقمار الاصطناعية الثلاثة الأخيرة الناجحة لإيران من هذا الموقع.
واعتبرت الولايات المتحدة في وقت سابق، أن إطلاق إيران للأقمار الاصطناعية تحدياً لقرار مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، ودعت طهران إلى عدم القيام بأي نشاط يتضمن صواريخ باليستية قادرة على حمل أسلحة نووية.
وكان طهران قد أبطأت من عمليات برنامجها الفضائي في عهد الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني، خوفاً من إثارة التوترات مع الغرب، ولكن الرئيس الحالي إبراهيم رئيسي، الذي وصل إلى السلطة في عام 2021، يدفع بالبرنامج إلى الأمام.