تظاهرات حاشدة في ألمانيا ضد اليمين المتطرف.. وغضب من خطة لطرد الأجانب

time reading iconدقائق القراءة - 6
آلاف من المتظاهرين أمام مبنى البرلمان الألماني وسط برلين للاحتجاج ضد اليمين المتطرف. 03 فبراير 2024 - AFP
آلاف من المتظاهرين أمام مبنى البرلمان الألماني وسط برلين للاحتجاج ضد اليمين المتطرف. 03 فبراير 2024 - AFP
برلين-أ ف ب

تجمع آلاف من المتظاهرين أمام مبنى البرلمان الألماني وسط العاصمة برلين، السبت، وأيضاً في بعض المدن الألمانية الأخرى، للاحتجاج ضد العنصرية واليمين المتطرف.

وهتف المشاركون في هذه التظاهرات "كلنا ضد الفاشية!"، ونقلت إذاعة "آر بي بي" عن تقديرات الشرطة، بأن 100 ألف شخص شاركوا في هذه التظاهرات، فيما ذكرت "رويترز" أن عدد المشاركين في المظاهرات بلغ 150 ألف شخص. 

ونظم هذه التظاهرات حركة  "يد بيد"، والتي أكثر من 1500 منظمة من بينها  منظمة "فرايدي فور فيوتشر" وتحالف المواطنون "كامباكت".

وكتب المستشار الألماني أولاف شولتز في منشور على موقع "X"، أنه "سواء في آيزناخ أو هامبورج أو برلين: في المدن الصغيرة والكبيرة في جميع أنحاء البلاد، يتجمع العديد من المواطنين للتظاهر ضد النسيان وضد الكراهية والتحريض على الكراهية في نهاية هذا الأسبوع أيضاً"، واصفاً ذلك بـ"إشارة قوية للديمقراطية ودستورنا".

وخرجت مئات التظاهرات في أنحاء ألمانيا في الأسابيع الماضية ضد حزب "البديل من أجل ألمانيا"، المتهم بأنه يشكل خطراً على الديمقراطية.

خطة الطرد جماعي للأجانب

وتعكس هذه التظاهرات الحاشدة، حالة الغضب بعد كشف مركز الأبحاث الاستقصائية "كوريكتيف" في 10 يناير، عن اجتماع نظمه يمينيون متشددون في بوتسدام قرب برلين في نوفمبر الماضي، وناقشوا فيه مشروعاً لحملة طرد واسعة النطاق لأفراد أجانب، أو من أصول أجنبية.

وأفادت "كوركتيف" أن أعضاء من "حزب البديل من أجل ألمانيا" ونازيين جدد ورجال أعمال اجتمعوا في نوفمبر في مدينة بوتسدام، المجاورة لبرلين، لبحث هذه الخطة.

وقدم المؤسس المشارك لحركة الهوية النمساوية، مارتن سلنر، مشروعاً لإعادة حوالى مليوني شخص من طالبي اللجوء والأجانب والمواطنين الألمان الذين لم يتم اندماجهم، إلى شمال إفريقيا، بحسب كوركتيف.

وقال سلنر لوكالة "فرانس برس": "نعم، لقد كنت موجوداً... وتم ذلك في نهاية شهر نوفمبر، وقد قدمت كتابي ورؤيتي لهوية إعادة التهجير"، وهو مصطلح تتداوله الجهات المعادية للأجانب في أوروبا.

ومن أعضاء حزب "البديل من أجل ألمانيا"، حضر الاجتماع الممثل الشخصي للزعيمة المشاركة للحزب أليس فايدل، ورولاند هارتفيج والنائب جيريت هوي، ورئيس الكتلة النيابية الإقليمية لحزب البديل لألمانيا في ساكسونيا، ألريش سيجموند.

وأوضح حزب "البديل من أجل ألمانيا" في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى وكالة "فرانس برس"، أن هارتفيج "قدم ببساطة مشروعاً لموقع تواصل اجتماعي" خلال هذا الاجتماع.

وأضاف الحزب أن هارتفيج "لم يقدم استراتيجيات سياسية، ولم ينقل إلى الحزب أفكار سلنر بشأن سياسة الهجرة. كما أنه لم يكن يعلم بهذه الأفكار مسبقاً".

ونظم الاجتماع في أحد فنادق المالك السابق لسلسلة المخابز الألمانية "باكفيرك"، هانز كريستيان ليمر، بمشاركة المتطرف اليميني جيرنو موريج.

وفي إعادة نشر تدوينة لمقال مجلة "دير شبيجل" الأسبوعية حول الاجتماع، قالت وزيرة الداخلية نانسي فيزر إن "هذه الأيديولوجية موجهة ضد أساس ديموقراطيتنا. إن كرامة الإنسان لا يمكن انتهاكها، كرامة أي إنسان".

ويحرز حزب "البديل من أجل ألمانيا"، الخاضع لرقابة المكتب الفيدرالي لحماية الدستور، وهو جهاز الاستخبارات الداخلية الألماني، تقدماً في استطلاعات الرأي.

وقد استفاد هذا الحزب في الأشهر الأخيرة من شعور السكان بعدم الأمان، بسبب التدفق الجديد للمهاجرين إلى البلاد والخلافات المستمرة بين الأحزاب الثلاثة التي تشكل الائتلاف بزعامة المستشار أولاف شولتز.

ويأمل هذا الحزب البناء على نجاحاته في استطلاعات الرأي للفوز في الانتخابات الأوروبية المقررة في يونيو، وفي ثلاث انتخابات إقليمية، في ساكسونيا وتورينحن وبراندنبورج.

هزيمة انتخابية

ونهاية يناير الماضي تعرض حزب "البديل من أجل ألمانيا" لهزيمة انتخابية على خلفية موجة معارضة غير مسبوقة، تنعكس تظاهرات في مناطق مختلفة من البلاد.

ولم يتمكن الحزب البديل من الفوز برئاسة ثانية في انتخابات محلية في منطقة زاليه-أورلا بمقاطعة تورينجن في شرق ألمانيا.

ولم يحصل مرشحه أوفيه ترومه سوى على 47.6% من الأصوات في الدورة الثانية التي جرت الأحد 29 يناير، في حين حصد منافسه المحافظ على 52.4% من الأصوات.

ورأى المسؤول الثاني في منطقة تورينجن الاشتراكي الديمقراطي يورج ماير أن هزيمة البديل من أجل ألمانيا تحققت "بفضل تعبئة المجتمع المدني".

واعتبرت هذه الانتخابات بمثابة اختبار في وقت تشهد ألمانيا منذ نحو أسبوعين تظاهرات حاشدة مناهضة لليمين المتطرف، ولبرنامجه "العنصري" كما يصفه معارضوه.

وتظاهر أكثر من 800 ألف شخص طوال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، وخصوصاً في هامبورج ودوسلدورف للتنديد بتنامي هذا الحزب، والخطر الذي يمثله على النظام الديمقراطي، وفق ما أورد المنظمون.

ونهاية الأسبوع الذي قبله، قدر المنظمون عدد المتظاهرين بـ1.4 مليون شخص.

تصنيفات

قصص قد تهمك