بلينكن يبحث في إسرائيل "خطوات إضافية" لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة

وزير الخارجية الأميركي يأمل في اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين

time reading iconدقائق القراءة - 6
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يلتقي الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوج لدى وصوله تل أبيب في جولته الخامسة بالشرق الأوسط منذ بدء الحرب على غزة. 7 فبراير 2024 - AFP
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يلتقي الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوج لدى وصوله تل أبيب في جولته الخامسة بالشرق الأوسط منذ بدء الحرب على غزة. 7 فبراير 2024 - AFP
دبي-الشرقوكالات

دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأربعاء، إلى اتخاذ مزيد من الخطوات لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة الذي مزقته الحرب، معرباً عن أمله في التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين.

وعقب لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال بلينكن خلال اجتماعه مع مسؤولين إسرائيليين بارزين: "علينا جميعاً الالتزام ببذل كل ما في وسعنا لإيصال المساعدات الضرورية إلى أولئك الذي هم في أمس الحاجة إليها، والخطوات التي يجري اتخاذها، والخطوات الإضافية التي يتعين اتخاذها، هي محور اجتماعاتي هنا". 

وأضاف بلينكن: "هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، لكننا نركز بشدة على القيام بذلك، ونأمل أن نتمكن من استئناف إطلاق سراح المحتجزين الذي توقف". 

وبدأ بلينكن الجولة الخامسة في الشرق الأوسط، الاثنين، بزيارة السعودية، ثم زار، الثلاثاء، مصر وقطر اللتين تؤديان دوراً رئيسياً في جهود الوساطة، قبل أن يصل ليل الثلاثاء الأربعاء إلى تل أبيب.

وأكدت "حماس"، الثلاثاء، أنها قدمت ردها إلى الوسطاء المصريين والقطريين على اقتراح الهدنة، الذي طرحه مسؤولون أميركيون وقطريون ومصريون نهاية يناير الماضي في باريس، من دون الخوض في التفاصيل.

وأفاد مسؤول أميركي، طلب عدم كشف اسمه، بأن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أبلغ بلينكن، الثلاثاء، برد حماس مع بداية اجتماعهما في الدوحة.

وكان رئيس الوزراء القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أعلن خلال مؤتمر صحافي مشترك مع بلينكن في الدوحة: "تلقّي ردّ من حركة حماس بشأن اتفاق الإطار يتضمن ملاحظات، وهو في مجمله إيجابي"، وقال  إنه "متفائل" لكنّه رفض مناقشة ردّ "حماس" بالتفصيل، نظراً إلى "الظروف الحسّاسة".

مسودة وثيقة رد حماس

وكشفت وكالة "رويترز"، الأربعاء، عن مسودة وثيقة رد "حماس" على الاتفاق الإطاري للهدنة في قطاع غزة، قائلة إن الحركة اقترحت أن تسمح المرحلة الأولى من الاتفاق بإعادة بناء المستشفيات ومخيمات اللجوء بغزة وخروج القوات البرية الإسرائيلية من المناطق السكنية.

وأضافت الوكالة أن "حماس" اقترحت إجراء محادثات غير مباشرة مع إسرائيل في المرحلة الأولى، لإنهاء العمليات العسكرية واستعادة الهدوء التام، بالإضافة إلى مرحلة أولى مدتها 45 يوماً لتبادل الأسرى والإفراج عن بعض الرهائن الإسرائيليين من غير العسكريين وتسليم المساعدات".

وفي المرحلة الثانية يتم إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين مقابل عدد معين من السجناء الفلسطينيين، وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من غزة، والمرحلة الثالثة مدتها 45 يوماً يتم فيها تبادل الرفات والجثامين، وذلك وفق المسودة التي اطلعت عليها "رويترز".

وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنّ جهاز الاستخبارات "الموساد" يدرس ردّ حماس على مقترح التهدئة، وقال في بيان إنّ "الوسيط القطري أبلغ الموساد برد حماس.. ويجري المسؤولون المعنيون بالمفاوضات تقييماً لتفاصيل (هذا الرد) بتمعّن".

وفي الدوحة قال بلينكن: "لا يزال هناك عمل كثير يتعيّن القيام به.. لكننا ما زلنا نعتقد أن الاتفاق ممكن وضروري، وسنواصل العمل من دون كلل لتحقيقه".

واعتبر أن المقترح الذي تم التوصل إليه خلال اجتماع في باريس يفتح الأفق أمام "تهدئة طويلة الأمد" وأمام "الإفراج عن رهائن وزيادة المساعدات" إلى غزة التي تواجه أزمة إنسانية "كارثية" وفق الأمم المتحدة، وقد شدد على أن هذا الأمر "سيكون مفيداً للجميع".

إلا أن حركة "حماس" تطالب بوقف إطلاق نار، وليس هدنة جديدة، فيما تشدّد إسرائيل على أنها لن توقف نهائياً حربها على غزة إلا بعد "القضاء" على حركة حماس وتحرير كلّ الرهائن وتلقّي ضمانات بشأن الأمن في أراضيها.

ونقل بيان لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، الثلاثاء، عن نتنياهو قوله: "نحن على مسار النصر الكامل ولن نتوقف.. إنه موقف الغالبية الساحقة من الشعب".

الحرب على غزة

وتردّ إسرائيل على هجوم السابع من أكتوبر بحملة قصف مركز أتبعتها بهجوم بري واسع في القطاع، ما أودى بحياة أكثر من 27 ألف ضحية غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة في غزة.

وفيما كانت طائرة بلينكن تهبط في تل أبيب، كان يتواصل القصف والقتال على مسافة أقل من مئة كيلومتر إلى الجنوب، في مدينتي خان يونس ورفح في غزة، بحسب شهود عيان.

ومنذ بداية الحرب، دمرت أحياء بالكامل بسبب القصف الإسرائيلي، وهجّر 1.7 مليون شخص من بين حوالى 2.4 مليون نسمة يعيشون في القطاع.

ويتكدس أكثر من 1.3 ملايين نازح في رفح أقصى جنوب القطاع على الحدود مع مصر، أي 5 أضعاف عدد سكانها الأصليين، وسط ظروف إنسانية ومعيشية يائسة، بحسب الأمم المتحدة.

لكن هذه المدينة قد تكون الهدف التالي لإسرائيل، فقد حذّر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت مساء الاثنين الماضي، من أنّ "الجيش سيصل إلى أماكن لم يقاتل فيها بعد... حتى آخر معقل لحماس، أي رفح".

وأشار الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" ينس لايركه، إلى أن "تصعيداً للقتال في رفح قد يؤدي إلى خسائر كبيرة في أرواح المدنيين.. علينا أن نفعل كل ما في وسعنا لتجنب ذلك".

ونقلت الأمم المتحدة، في بيان عن لايركه قوله للصحافيين في جنيف إنه "بموجب القانون الدولي الإنساني، فإن القصف العشوائي للمناطق المكتظة بالسكان يمكن أن يرقى إلى جرائم الحرب".

تصنيفات

قصص قد تهمك