قال زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، إن بلاده "لن تتردد" في استخدام كل قوتها العسكرية لمحو الأعداء إذا استخدم أي منهم القوة ضدها، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية.
وأوضح كيم، في كلمة بمناسبة الذكرى السنوية لتأسيس الجيش الكوري الشمالي بمقر وزارة الدفاع في العاصمة بيونج يانج: "إذا حاول الأعداء استخدام القوة ضد بلادنا، فسنتخذ قراراً جريئاً سيغير التاريخ، ولن نتردد في استخدام كل قوتنا العظمى للقضاء عليهم".
وكرر كيم تعهده بعدم إجراء أي حوار أو مفاوضات مع جارته كوريا الجنوبية، التي وصفها بـ"العدو الرئيسي لبلاده"، وقال إن سياسة الاستعداد العسكري القوي هي الطريقة الوحيدة لضمان السلام والأمن لكوريا الشمالية.
وأظهرت صور نشرتها وكالة الأنباء الكورية الرسمية، كيم ممسكاً بيَد ابنته الصغرى جو آي، التي يقول بعض المحللين إنه يجري إعدادها لتكون الزعيمة المقبلة للبلد المعزول.
جمود بين الكوريتين
وصوَّت البرلمان الكوري الشمالي، الخميس، لصالح إلغاء جميع الاتفاقيات الموقعة مع كوريا الجنوبية بشأن تعزيز التعاون الاقتصادي، وسط استمرار التدهور الحاد في العلاقات بين البلدين، وفق وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية.
وصوَّت المجلس الذي يتخذ الخطوات الرسمية لتبني السياسة التي يمليها حزب العمال الحاكم، على إلغاء القوانين التي تنظم العلاقات الاقتصادية مع سول بما في ذلك القانون الخاص بتشغيل مشروع جبل كومكانج السياحي، الذي اعتبر في الماضي رمزاً للتعاون بين الجارتين، وكان يجذب مئات آلاف الزوار من الشطر الجنوبي.
وتوقفت الرحلات السياحية إلى الجبل فجأة عام 2008 بعد قتل سائح كوري جنوبي ضل طريقه إلى منطقة محظورة برصاص حراس شماليين، ما دفع سول إلى تعليق الرحلات إلى الموقع.
وكانت كوريا الشمالية قد حلّت رسمياً مجموعة من الوكالات الحكومية المكلّفة تعزيز التعاون وإعادة التوحيد مع الجنوب، وهددت بأن أي انتهاك من جانب جارته الكورية الجنوبية "ولو حتى مليمتر واحد" من أراضي بلاده، سيُشعل حرباً بين الجانبين. بينما أعلنت سول أنها سترد "أضعافاً مضاعفة" على أي استفزاز من جانب جارتها الشمالية.
ويطرأ جمود على العلاقات بين الكوريتين، فيما تسرّع بيونج يانج برامجها لتطوير الأسلحة، وتعزز سول تعاونها العسكري مع واشنطن وطوكيو، بينما مشروعات التعاون الاقتصادي بين الكوريتين معلّقة منذ سنوات.
ومنذ بداية العام الجاري، صعَّدت كوريا الشمالية حملة الضغط ضد كوريا الجنوبية بإجراءات شملت اختبار صواريخ كروز، واستخدام لغة التهديد ضد سول، وتدمير النصب التذكاري في بيونج يانج الذي يرمز إلى آمال الوحدة.
فيما ترى حكومة الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول أن كوريا الشمالية ستحاول تعزيز مكانتها قبل الانتخابات البرلمانية المقررة في أبريل المقبل، وفق ما أوردته "بلومبرغ".
ويحاول حزب "قوة الشعب" المحافظ الذي يتزعمه يون، والذي يدعم التعاون العسكري مع الولايات المتحدة واتخاذ موقف صارم تجاه بيونج يانج، انتزاع الهيمنة على البرلمان من الحزب الديمقراطي المعارض الذي يميل إلى التقارب مع كوريا الشمالية.
واعتاد الزعيم الكوري الشمالي إثارة الاستفزازات بالتزامن مع الموسم الانتخابي في كوريا الجنوبية.
ولفتت "بلومبرغ" إلى أنه في هذه الأثناء، لم يبد كيم أي ميل إلى أنه يرغب في العودة إلى محادثات نزع السلاح النووي المتوقفة، وعمد بدلاً من ذلك إلى نشر سلسلة من الأسلحة الجديدة المصممة لتوجيه ضربات نووية ضد الولايات المتحدة وحلفائها في آسيا، ما قاد إلى تكهنات بأن كيم قد تجاوز الأزمة في "فوراته العدوانية" ويستعد لخوض المعركة.