فاز الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، بالانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في ولاية ساوث كارولاينا، إذ اعتبر الناخبون أنه قادر على الفوز بالانتخابات الرئاسية والحفاظ على سلامة البلاد، ويمتلك القدرة العقلية اللازمة لشغل منصب الرئيس، وفق وكالة "أسوشيتد برس".
وحسم ترمب الفوز في الانتخابات التمهيدية بولاية ساوث كارولاينا، بدعم من قاعدة تكاد تكون راسخة من الناخبين الموالين.
ووجد استطلاع رأي أن الجمهوريين في الولاية سالفة الذكر يؤيدون على نطاق واسع أهداف ترمب، إذ يشكك الكثيرون في جدوى دعم معركة أوكرانيا ضد روسيا، وترى أغلبية ساحقة أن المهاجرين يلحقون الضرر بالولايات المتحدة، وأن ثمة دوافع سياسية وراء الاتهامات الجنائية الموجهة لترمب.
كيف فاز ترمب؟
وبدا فوز ترمب في ساوث كارولاينا مشابهاً على نحو بارز للانتصارات التي حققها في المؤتمرات الحزبية بولاية آيوا والانتخابات التمهيدية بولاية نيو هامشر. ويُعد هذا الفوز مؤشراً على أن الخلافات التي كانت قائمة سابقاً داخل الحزب الجمهوري حلت محلها "حركة قومية" تتمحور إلى حد كبير حول الرئيس السابق، حسبما ذكرت "أسوشيتد برس".
وفاز ترمب، البالغ من العمر 77 عاماً، في ساوث كارولاينا بدعم من الناخبين البيض غير الحاصلين على شهادات جامعية، والذين يمثلون إحدى قواعد ناخبيه الرئيسية، إذ ينتمي لها نحو ثلثي مؤيدي ترمب في هذه الانتخابات.
وتعتقد الأغلبية أن ترمب هو المرشح القادر على الفوز في الانتخابات العامة خلال نوفمبر المقبل. وقال نحو ثلاثة أرباع الناخبين إن ترمب يتمتع بالقدر العقلية التي تمكنه من شغل منصب الرئيس بفعالية، بحسب الوكالة.
وذكرت "أسوشيتد برس" أن مؤيدي ترمب دعموا آرائه القومية، وأنهم أكثر ميلاً من مؤيدي هيلي لإبداء آراء فاترة تجاه حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ويرونه سيئاً بالنسبة للولايات المتحدة. كما يرى مؤيدو ترمب أن المهاجرين يضرون بالبلاد، وأن الهجرة تُمثل أهم قضية تواجه الولايات المتحدة.
نقطة ضعف
وقالت "أسوشيتد برس" إن ترمب يسيطر سيطرة تامة على القاعدة الجمهورية، لكن هذا قد لا يكون كافياً لتشكيل قاعدة مؤيدين تضمن له الفوز في الانتخابات العامة المقررة في نوفمبر المقبل.
وأضافت الوكالة أن الانتخابات التمهيدية في ساوث كارولاينا كانت فرصة لإظهار أن ترمب قادر على توسيع نطاق مؤيديه ليشمل الناخبين البيض، وكبار السن، والذين لا يحملون شهادات جامعية.
وأوردت الوكالة أن نحو 9 من كل 10 ناخبين في الانتخابات التمهيدية في ساوث كارولاينا كانوا من البيض، ما يجعل من الصعب معرفة ما إذا كان ترمب قد أحرز تقدماً مع الناخبين السود الذين حاول الرئيس السابق كسب تأييدهم.
وتقاسم ترمب أصوات خريجي الجامعات مع هيلي، فيما يعد أحد نقاط الضعف النسبية التي قد تواجهه في انتخابات نوفمبر، مع تزايد نسبة الناخبين الحاصلين على شهادة جامعية من عدد الناخبين.
ويعتبر نحو 6 من كل 10 ناخبين في ساوث كارولاينا أنفسهم مؤيدين لحركة "لنجعل أميركا عظيمة مجدداً"، وهو الشعار الذي ساعد ترمب على الوصول إلى البيت الأبيض في عام 2016.
وقال نحو 9 من كل 10 مؤيدين لترمب إن دعمهم للرئيس السابق هو ما يُحرّكهم، وليس اعتراضهم على منافسه. وفي المقابل، كان ناخبو هيلي أكثر انقساماً، إذ قال نحو 6 من كل 10 مؤيدين لها إن دعمها هو ما يحركهم، بينما قال 4 من كل 10 مؤيدين إن معارضة ترمب هي الدافع وراء تصويتهم لهيلي، وفقاً للوكالة.
ورغم اعتقاد الناخبين الجمهوريين في ساوث كارولاينا بأن ترمب قادر على الفوز في نوفمبر المقبل، أبدى البعض مخاوف بشأن استمراره في المنصب. وقال 4 من كل 10 ناخبين في الولاية، بما في ذلك 2 من كل 10 مؤيدين له، إنهم يشعرون بالقلق من أن الرئيس السابق متطرف للغاية.
ويعتقد نحو 3 من كل 10 ناخبين أن ترمب تصرف بشكل غير قانوني في واحدة على الأقل من القضايا الجنائية المرفوعة ضده، بينما يرى أكثر من 7 من كل 10 ناخبين أن التحقيقات تمثل محاولات سياسية لتقويضه.
وقالت "أسوشيتد برس" إن ترمب يهيمن على أصوات الناخبين المحافظين، لكن التحدي الذي يواجهه هو أن هؤلاء الناخبين كانوا يمثلون 37% فقط من الناخبين في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر 2020، بينما مثّل المعتدلون أو الليبراليون الـ63% المتبقية، وخسر ترمب أصوات هاتين الفئتين في ساوث كارولاينا أمام هيلي.
وأشارت الوكالة الأميركية إلى أن استطلاع الرأي شارك فيه 2400 ناخب شاركوا في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري بساوث كارولاينا التي أُجريت السبت. وأجرى الاستطلاع المركز الوطني لبحوث الرأي NORC بجامعة شيكاغو لصالح الوكالة.
مستقبل نيكي هيلي السياسي
واعتبرت "أسوشيتد برس" أن حظوظ المرشحة نيكي هيلي أمام ترمب "بدت ضئيلة" في ولاية ساوث كارولاينا التي تنتمي إليها، حيث شغلت منصب الحاكم سابقاً، مشيرة إلى أن نصف الناخبين الجمهوريين فقط في الولاية أبدوا نظرة إيجابية تجاه هيلي، بينما أبدى 7 أشخاص تقريباً من كل 10 أشخاص وجهة نظر إيجابية تجاه ترمب.
وراهنت هيلي على استطاعتها تقديم جيل جديد للحزب الجمهوري وهي في سن الـ52، لكن المستقبل الذي اقترحته لا يستند إلى أساس قوي في الحزب الجمهوري في الوقت الحالي، حتى في ولاية ساوث كارولاينا، حيث فازت بمنصب الحاكم مرتين. وقال ما يقرب من نصف الناخبين في الولاية، بما في ذلك 6 من كل 10 مؤيدين لترمب، إنهم لديهم آراء سلبية تجاه هيلي.
وقالت هيلي إنها ستواصل المنافسة على الأقل حتى الانتخابات التمهيدية في "الثلاثاء الكبير"، على الرغم من عدم ظهور أي مؤشرات حتى الآن على أنها عطلت الزخم الذي يتمتع به ترمب.
وواجهت هيلي صعوبة في إقناع الحزب الجمهوري بأنها تمثل خياراً أفضل من الرئيس السابق، إذ خسرت دعم غالبية المحافظين والناخبين الذين لا يحملون شهادات جامعية أمام ترمب.
وهيمنت هيلي على أصوات ناخبي ساوث كارولاينا الذين يرون أن الديمقراطي جو بايدن فاز بالانتخابات الرئاسية لعام 2020 بطريقة صحيحة. ويقول نحو ثلاثة أرباع مؤيدي هيلي إن بايدن انتُخب رئيساً بشكل شرعي في عام 2020. وصوت 4 من كل 10 ناخبين في الولاية لبايدن في هذه الانتخابات، وفقاً للوكالة.
وتتمثل المشكلة التي واجهت هيلي في الولاية إن نحو 6 من كل 10 ناخبين جمهوريين في الانتخابات التمهيدية يرون أن بايدن لم يُنتخب بشكل شرعي.