من النكبة إلى حرب غزة.. "المفتاح" رمز وعهد الفلسطينيين للعودة

time reading iconدقائق القراءة - 5
فلسطيني يحمل مفتاح منزله خارج خيمته في رفح، جنوب قطاع غزة. 26 فبراير 2024 - REUTERS
فلسطيني يحمل مفتاح منزله خارج خيمته في رفح، جنوب قطاع غزة. 26 فبراير 2024 - REUTERS
رفح-رويترز

يحتفظ الفلسطينيون الذين نزحوا بسبب الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة بمفاتيح منازلهم المهدمة أو المنهارة، ويعتبرونها رمزاً ليذكرهم بما فقدوه، في تقليد يضرب بجذوره في التاريخ ويعود للتهجير الجماعي للفلسطينيين في 1948.

وتنتقل مفاتيح المنازل التي فقدت في عام 1948، من جيل إلى جيل في بعض الأسر اللاجئة، في رمز لما يعتبرونه حقهم في العودة، والذي يمثل أحد أهم القضايا الشائكة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

والآن تكتسب مفاتيح المنازل التي تعرضت للقصف في حرب إسرائيل على قطاع غزة منذ أكتوبر الماضي معنى رمزياً.

وقال حاتم الفراني، الذي لجأ إلى خيمة في رفح بجنوب غزة مع عائلته: "التاريخ يعيد نفسه.. جدي حمل المفتاح ويريد أن يرجع، أنا اليوم حملت المفتاح (على أمل) أن أرجع لشقتي وأن تكون صالحة للسكن.. فليعوضنا الله".

وشنت حركة "حماس" هجوماً مباغتاً في 7 أكتوبر الماضي، على مدن وبلدات جنوب إسرائيل، أودت بحياة 1200 إسرائيلي، وفق السلطات المحلية في تل أبيب، بينما ردت إسرائيل بهجوم بري وبحري وجوي، قتل حتى الآن أكثر من 30 ألف فلسطيني.

معاناة وصعاب

وأثناء الهدنة التي استمرت أسبوعاً في نوفمبر الماضي، تلقى الفراني صوراً لمنزل أسرته، وهو شقة في مبنى سكني كان يقطن فيه مع والديه وأشقائه في مخيم جباليا في شمال غزة. وأظهرت الصور أن المبنى تعرض للتدمير.

وتابع الفراني: "اليوم أنا عمري 44 سنة.. سأبدأ حياتي من جديد وأبني بيتاً جديداً".

فيما يواجه حسين أبو عمشة نفس الوضع الذي وجد فيه الفراني نفسه. ويقيم هو وعائلته في خيمة برفح. وأثناء الهدنة تلقى تسجيلاً مصوراً يظهر فيه منزله في بيت حانون بشمال شرقي غزة وقد تعرض للقصف.

ووقف وهو يمسك في يده مفتاحاً معلقاً في حلقة مفاتيح مصنوعة من عملة كُتب عليها "فلسطين"، قائلاً إنها ترجع إلى فترة الانتداب البريطاني قبل إقامة إسرائيل.

وأضاف: "المفتاح يعني لنا كلنا، الوطن، والإنسان لا يعيش من دون وطن، أتمنى أن نعود مرة أخرى، ولو على خيمة فوق البيت في وطننا هناك".

حق العودة

ويسترجع محمد المجدلاوي، الذي نزح من منزله في مخيم الشاطئ بشمال غزة، ذكريات جده وهو يريه مفتاحاً قديماً ويقص ذكرياته عام 1948. والآن وجد نفسه يخوض تجربة مماثلة.

وقال: "ماذا فعلت لإسرائيل؟ لماذا يعيش كل أطفال العالم برفاه، ويعيش أولادنا بذل ويمرضون ويموتون بهذا البرد".

وفي الضفة الغربية، حيث تنتشر مخيمات لاجئين تعود إلى عام 1948، يمكن مشاهدة مفاتيح عملاقة في أماكن متفرقة، وهي جزء من التجسيد الأيقوني للنزوح الذي يفهم الجميع هناك معناه.

وقال مدير المكتب الإعلامي للجنة تدير مخيم قلنديا للاجئين بين القدس ورام الله، محمد سعيد: "المفتاح يرمز إلى حق العودة، يرمز إلى تمسك اللاجئين بحق العودة إلى بيوتهم التي هجروا منها في سنة 1948.. المفتاح الحقيقة له دلالات كثيرة، القضية ليست قضية مفتاح، المفتاح مادة معدنية تصنعها في أي مكان، لكن بمجرد أن تتمسك بهذا المفتاح يعني أن لديك حلماً تسعى لتحقيقه".

تصنيفات

قصص قد تهمك