بعد اتهام مهندس بتسريب أسرار الذكاء الاصطناعي.. جوجل إلى دائرة الصراع مع الصين

time reading iconدقائق القراءة - 4
مقر لشركة جوجل في مدينة نيويورك. 2 فبراير 2023 - AFP
مقر لشركة جوجل في مدينة نيويورك. 2 فبراير 2023 - AFP
القاهرة -الشرق

وجّهت وزارة العدل الأميركية، اتهاماً لمهندس صيني عمل سابقاً في شركة جوجل بولاية كاليفورنيا، بسرقة أسرار تجارية متعلقة بالذكاء الاصطناعي من عملاق التكنولوجيا، بينما كان يعمل سراً لصالح شركات صينية منافسة.

وبحسب "بلومبرغ"، التحق الصيني لين واي دينج، 38 عاماً، بالعمل في جوجل عام 2019، بقطاع تطوير البرمجيات المستخدمة بمراكز البيانات التابعة للشركة. 

وبحسب الاتهام الذي رُفع عنه النقاب بمحكمة فيدرالية، الأربعاء، بدأ دينج بـ"تحميل أسرار تجارية كانت مخزنة في شبكة جوجل"، في الفترة بين مايو 2022، ومايو 2023، "حيث يُزعم أن المتهم قام بتحميل أكثر من 500 ملف تحوي معلومات سرية".

تعتبر التكنولوجيا، التي يُزعم أن المهندس الصيني سرقها، بمثابة "البنية التحتية" لبناء الذكاء الاصطناعي في جوجل، حسبما ذكر المدعون.

"علاقات سرية" مع شركات صينية

وتقول الاتهامات إنه خلال فترة عمله في جوجل، ارتبط دينج سراً بشركتين تقنيتين في الصين. ويُزعم أنه ساعد في جمع رأس المال لإحدى الشركات خلال رحلة استغرقت خمسة أشهر إلى الصين في أواخر 2022، بجانب حصوله على منصب الرئيس التقني بها، بجانب امتلاكه 20% من أسهمها، حسبما ذكر المدعون.

وتضمنت وثيقة الاتهام أيضاً معلومات حول تأسيس دينج، لشركته الخاصة بالذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، وتقدم بطلب للانضمام إلى برنامج حاضنة في الصين، وسافر إلى بكين لعرضها بمؤتمر للمستثمرين في نوفمبر الماضي، وفقاً للمدعين.

وذكر الاتهام، أن المهندس اتخذ خطوات لتجنب كشف أمره، حيث سمح لموظف آخر في جوجل باستخدام شارته الوظيفية للدخول إلى أحد مباني الشركة، مما يسهل إثبات وجوده بمقر جوجل في الولايات المتحدة، وتغطية غيابه بينما كان في الصين.

وحصل دينج، كموظف في جوجل، على صلاحيات الوصول إلى "المعلومات السرية المتعلقة بالبنية التحتية للأجهزة، ومنصة البرمجيات، ونماذج الذكاء الاصطناعي والتطبيقات التي تدعمها".

جوجل: التحقيقات أثبتت السرقة

وأُلقي القبض على، دينج، الأربعاء، في كاليفورنيا، ويواجه 4 اتهامات بسرقة أسرار تجارية، وعقوبات تتضمن السجن لمدة 10 سنوات، وغرامة تصل إلى 250 ألف دولار لكل تهمة، إذا تم إدانته.

وقالت "جوجل" في بيان: "لدينا ضمانات صارمة لمنع سرقة معلوماتنا التجارية السرية وأسرارنا التجارية، وبعد التحقيق وجدنا أن الموظف سرق العديد من الوثائق، وأحلنا القضية بسرعة إلى السلطات القانونية.. نحن ممتنون لمكتب التحقيقات الفيدرالي لمساعدتهم في حماية معلوماتنا، وسنواصل التعاون معهم عن كثب".

وتعتبر "جوجل" من بين مجموعات التكنولوجيا الكبرى التي تستثمر عشرات المليارات من الدولارات، لتطوير منتجات الذكاء الاصطناعي التوليدي التي لديها القدرة على تحويل التكنولوجيا والصناعات الأخرى.

وانطلق سباق الهيمنة على الذكاء الاصطناعي، العام الماضي، عندما استثمرت مايكروسوفت 10 مليارات دولار في OpenAI، صانعة ChatGPT.

صلات شركات وادي السيليكون بالصين

وتأتي القضية في الوقت الذي تتصاعد فيه التوترات بشأن صلات شركات وادي السيليكون بالصين، إذ اتخذت الحكومة الأميركية خطوات لحظر بعض الاستثمارات الأمريكية في قطاعات الحوسبة الكمية والرقائق المتطورة والذكاء الاصطناعي بالصين، في محاولة لمنع الجيش الصيني من الوصول إلى التكنولوجيا ورأس المال الأمريكيين.

 وسيؤثر ذلك بشكل كبير على شركات رأس المال الاستثماري والملكية الخاصة، وإضرارهم مما يؤدي إلى فصل أو تصفية أعمالهم في السوق الصيني.

وفي السنوات الأخيرة، وجّه مكتب المدعي العام في سان فرانسيسكو، تهماً لثلاثة موظفين سابقين في أبل بسرقة أسرار تجارية تتعلق بتكنولوجيا السيارات ذاتية القيادة لصالح شركات صينية.

وقال مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI، كريستوفر راي، في بيان: "تمثل التهم الموجهة، أحدث دليل على المدى الذي يرغب فيه أتباع الشركات التي مقرها في الصين، لسرقة الابتكارات الأميركية".

تصنيفات

قصص قد تهمك