وقف النار في غزة قبل رمضان "يبتعد".. وواشنطن: المحادثات لم تنهار

جولة تفاوض مرتقبة الأسبوع المقبل.. وتل أبيب تصعد لهجتها حيال الحرب

time reading iconدقائق القراءة - 6
فلسطينيون في أحد شوارع خان يونس المدمرة جنوب قطاع غزة .7 مارس 2024 - AFP
فلسطينيون في أحد شوارع خان يونس المدمرة جنوب قطاع غزة .7 مارس 2024 - AFP
دبي-الشرق

استبعدت مصادر مطلعة على مفاوضات وقف النار في غزة، الخميس، "التوصل إلى اتفاق بحلول شهر رمضان"، فيما أفاد مسؤول أميركي بأن "من الخطأ الاعتقاد أن المباحثات انهارت"، وذلك عقب مغادرة مفاوضين من حركة "حماس" القاهرة دون تحقيق انفراجة في المحادثات، قائلين إن "المناقشات ستستأنف الأسبوع المقبل".

وأفادت وكالة "أسوشيتد برس" أن مغادرة وفد "حماس" القاهرة "يجعل من غير المرجح توصل الوسطاء إلى صفقة قبل شهر رمضان"، كما نقلت شبكة CNN الأميركية عن مصادر مطلعة على المفاوضات قولها إن "من غير المرجح أن يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بحلول بداية شهر رمضان".

وقال دبلوماسي مطلع على المناقشات لـCNN إن المفاوضين كانوا يأملون في التوصل إلى مسودة اتفاق هذا الأسبوع بعد أيام من "محادثات حافلة"، مضيفاً: "لكن ذلك لن يحدث".

وتابع: "الأمل لن يضيع في إمكانية إطلاق المرحلة الأولى قريباً، وإنهم يعتقدون أن الاتفاق قد يكون ممكناً في الأسبوع أو الأسبوعين الأولين من رمضان".

وذكرت المصادر أن "حماس" تراجعت عن بعض مطالبها الأكثر صرامة، لكن بعد "مجزرة المساعدات" ضغطت من أجل مزيد من الضمانات. ولفت المصدر الدبلوماسي إلى أن الحادث "أعادنا 10 خطوات للخلف".

مدير CIA يزور الشرق الأوسط 

وقال مسؤول أميركي ومصدر مطلع لـCNN، إن مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية بيل بيرنز، الذي يقود جهود إدارة بايدن في المفاوضات، زار مصر، الأربعاء، قبل أن يسافر إلى قطر، الخميس.

وأضاف المسؤول الأميركي أنه "من غير المتوقع أن يتوقف بيرنز في إسرائيل في هذه الرحلة، ولا يتوقع أن يكون هناك اجتماع رباعي مع رئيسي المخابرات المصرية والإسرائيلية ورئيس الوزراء القطري، كما كان الحال في باريس قبل أسبوعين".

من جانبه، قال المتحدث باسم "حماس" جهاد طه إن إسرائيل "ترفض الالتزام بوقف إطلاق النار، وعودة النازحين، والانسحاب من مناطق توغلها، وإعطاء ضمانات". لكنه ذكر أن المحادثات لا تزال جارية، وستستأنف الأسبوع المقبل، حسبما نقلت "أسوشيتد برس".

وفي السياق، ذكر مسؤول في "حماس" لوكالة "شينخوا" الصينية، إن إسرائيل "أعطت الأولوية لقضية أسراها" خلال المفاوضات، و"رفضت شروطاً وضعتها الفصائل الفلسطينية".

وبينما لم تعلق إسرائيل على مسار المفاوضات، صعّد مسؤولون إسرائيليون لهجتهم حيال الحرب، إذ قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، إن إسرائيل ستواصل هجومها "بما في ذلك مدينة رفح بالرغم من تزايد الضغوط الدولية"، في حين اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت أن "حماس" أمامها خيارين فقط: "الاستسلام أو الموت، لا يوجد خيار ثالث".

"المفاوضات لم تنهار"

من جانبه، قال السفير الأميركي لدى إسرائيل جاك ليو، إنه "من الخطأ" الاعتقاد بأن مفاوضات إطلاق سراح المحتجزين لدى حركة "حماس" قد انتهت.

وأضاف ليو، خلال مؤتمر لمعهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي في تل أبيب، أنه لا تزال هناك محادثات جارية، وتابع: "لا يزال هناك تبادل للآراء، ويتم تذويب الخلافات". وقال: "لم يصل الأمر بعد إلى مرحلة الانهيار".

وأوضح السفير الأميركي: "في حين أن هدف التوصل إلى اتفاق بحلول شهر رمضان مهم جداً، إلا أن الأهم هو إتمام ذلك في أي وقت يتسنى تحقيقه".

وذكر أن إيجاد طريقة للتوصل إلى اتفاق مع "حماس" مهم للغاية للحفاظ على سلامة المحتجزين. وتابع: "كل يوم يصبح من الصعب أكثر فأكثر أن نكون متفائلين" بشأن سلامة المحتجزين.

وأشار إلى أن هناك "فوائد مهمة" لوقف إطلاق النار، مضيفاً: "من شأن التوقف المؤقت (في القتال) أن يزيد من احتمال التوصل إلى حل دبلوماسي".

وفيما يتعلق بالانتقال إلى "اليوم التالي" للحرب، أشار ليو إلى أن الإدارة المستقبلية لغزة هي "في صميم كل خطة".

معوقات أمام الاتفاق

وقالت مصادر مصرية مطلعة على تفاصيل المفاوضات لـ"الشرق"، إن إسرائيل "لا تتعاطى بشكل إيجابي مع تقديم جدول زمني للانسحاب" من قطاع غزة، بينما "تتمسك حماس بهذا الشرط".

وأوضحت المصادر المصرية، أن "حماس" تطلب ضمانات بوقف شامل لإطلاق النار، عقب انتهاء المرحلة الأولى من الهدنة، مشيرة إلى أن الحركة الفلسطينية، تتمسك أيضاً بـ"عودة النازحين إلى شمال غزة"، و"انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية على مراحل مختلفة"، و"تدفق المساعدات بوتيرة أكبر".

وقالت المصادر المصرية المطلعة لـ"الشرق"، إن دول الوساطة، ستسعى لعقد جولة جديدة من المفاوضات، لسد الفجوات بين الطرفين، وصولاً إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قبل حلول شهر رمضان المقرر في 11 مارس الجاري.

وشددت مصادر قيادية في حركة "حماس" لـ"الشرق"، على أن ردود إسرائيل الأولية "لا تلبي الحد الأدنى من متطلباتنا المتعلقة بالوقف النهائي لإطلاق النار، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة، (حتى لو على مراحل)، وعودة النازحين إلى بيوتهم، والبدء في الإغاثة والإيواء وإعادة الإعمار"، مشيرة إلى أن "هذا ما يكفل هدوءاً مستداماً، وهذا هو أيضاً مطلب شعبنا بكل مكوناته رغم الألم والمعاناة".

وأكدت المصادر في تصريحاتها لـ"الشرق"، أن "حماس"، "لن تتنازل عما يحقق لشعبنا الأمان والعودة إلى بيوتهم، وإطلاق عملية إغاثة وإعمار تلبي احتياجاتهم الأساسية، واستعادة القدرة على الحياة في قطاع غزة، بعد التدمير الهمجي الذي ارتكبه الاحتلال".

تصنيفات

قصص قد تهمك