أعلنت القيادة المركزية الأميركية الوسطى "سنتكوم"، انطلاق سفينة الدعم " فرانك بيسون" في طريقها إلى شرق المتوسط لتوصيل مساعدات إنسانية لغزة، مشيرةً إلى أنها تحمل معدات أولية لإنشاء "ميناء مساعدات" مؤقت على ساحل غزة.
وأضافت "سنتكوم"، في بيان، أن السفينة (الجنرال فرانك بيسون) غادرت قاعدة لانجلي يوستيس المشتركة بولاية فرجينيا، السبت، بعد أقل من 36 ساعة على إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن أن الولايات المتحدة ستعمل على إيصال المساعدات إلى غزة بحراً.
وكان الرئيس الأميركي قد أعلن في خطاب "حالة الاتحاد"، الخميس، أنه أصدر تعليماته للجيش بإنشاء ميناء مؤقت على ساحل غزة يمكنه استقبال شحنات من الغذاء والماء والدواء، التي يحتاجها القطاع المحاصر بشدة.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون"، باتريك رايدر، الجمعة، إن تشييد الميناء العائم قد يستغرق شهراً واحداً على الأقل أو اثنين حتى يدخل حيز التشغيل الكامل.
وذكر البنتاجون، الجمعة، أنه في طور تحديد المصادر والقوات التي سيتم نشرها لتشييد الميناء مؤكداً أنه لن تكون هناك قوات أميركية على الأرض في غزة، لكنه أشار إلى أن من المرجح أن يحتاج تشييد الميناء إلى ألف جندي أميركي، وأضاف أنه يأمل في نهاية المطاف تقديم مليوني وجبة لمواطني غزة يومياً.
ولفت إلى أن واشنطن ستواصل التنسيق مع الدول الشريكة، وأن العمل على التفاصيل مع الشركاء سيشمل إسرائيل عند تناول الجانب الأمني.
ونقلت شبكة CNN الإخبارية، عن رايدر، قوله إن الممر البحري المزمع إقامته من قبرص إلى غزة، سوف تستخدمه عدة دول، لكن الحكومة الأميركية ستتولى إدارة الميناء العائم، وسيقوم الجيش الأميركي بتشييده بما في ذلك عناصر من البحرية.
ميناء المساعدات
وقال مسؤولون أميركيون، إن تنفيذ الميناء سيستغرق من 30 إلى 60 يوماً، لكنه يمكن أن يستوعب مئات أو آلاف الجنود الأميركيين على متن السفن قبالة الشاطئ، تماشياً مع قرار بايدن "بألا تطأ أقدام الجنود الأميركيين أرض غزة"، مع احتدام الصراع.
وسيشارك لواء النقل السابع بالجيش الأميركي، وهو لواء مشاة أميركي، في عمليات البناء، لكن السفن الضخمة التي تحمل المساعدات، ستحتاج إلى حراسة مسلحة، خاصة عندما تدخل نطاق ساحل غزة، الأمر الذي قد يدفع بتعزيزات عسكرية أميركية إضافية في المنطقة لضمان حماية تلك السفن.
وقال مسؤول أوروبي كبير، إن المساعدات سيتم تسليمها من قبرص إلى منصة قبالة غزة ستقيمها الولايات المتحدة.
ووضعت الولايات المتحدة الخطة، بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي وقبرص، والإمارات، والأمم المتحدة، التي ستتولى في نهاية المطاف إدارة الإمدادات إلى غزة، حسبما أكد مصدر مطلع على الخطة للصحيفة، كما أعلنت بريطانيا، على لسان وزير خارجيتها ديفيد كاميرون المشاركة في هذا الممر البحري.
وبحسب الخطة الأميركية، فسيتم إرسال شحنات المساعدات إلى غزة عن طريق البحر خلال أيام، وسيكون الرصيف المؤقت، قادراً على استيعاب سفن كبيرة تحمل الطعام والأدوية والماء وملاجئ مؤقتة.
ممر بحري
وأعلن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبريطانيا والإمارات وقبرص، في بيان مشترك، الجمعة، تدشين ممر بحري من قبرص لإيصال المساعدات إلى غزة.
وأضاف البيان: "بوسع هذا الممر البحري، أن يكون، ويتعين أن يكون، جزءاً من جهد متواصل لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية والسلع التجارية إلى غزة عبر جميع الطرق الممكنة. وسنواصل العمل مع إسرائيل لتوسيع عمليات التسليم عن طريق البر، مع التأكيد على أنها تيسر عبور الطرق وتفتح معابر إضافية لتوصيل مساعدات أكبر لعدد أكبر من الناس".
وقبرص هي أقرب دول الاتحاد الأوروبي لغزة، إذ تبعد عنها نحو 370 كيلومتراً. وقد مارست ضغوطاً على مدى عدة أشهر لتدشين الممر، لكنها واجهت تحديات مثل الافتقار إلى البنية التحتية للموانئ في القطاع وقضايا أمنية.