شهدت النسخة 96 لجوائز الأوسكار حضوراً لافتاً لمؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي، وذلك بوصول فيلم "بنات ألفة" للمخرجة التونسية كوثر بن هنية إلى القائمة القصيرة في فئة أفضل فيلم وثائقي طويل، ليصبح المنافس العربي الوحيد في هذه النسخة من جوائز الأوسكار.
وبوصول "بنات ألفة"، المدعوم من صندوق البحر الأحمر، إلى القائمة النهائية، باتت كوثر بن هنية أول مخرجة عربية تحصل على ترشيحين لجائزة الأوسكار، وذلك بعد فيلمها "الرجل الذي باع ظهره" عام 2021.
وقبل أيام، حصل فيلم كوثر بن هنية على جائزة سيزار الفرنسية، التي تمنحها سنوياً أكاديمية الفنون والتقنيات السينمائية منذ عام 1976، وهي المعادل الفرنسي لجوائز الأوسكار.
الفيلم حصد استحسان النقاد على نطاق واسع، بعد عرضه العالمي الأول في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الـ76، وحصوله على جائزة "العين الذهبية" المرموقة، ومن بعدها جوائز وترشيحات عدة في مهرجانات دولية، آخرها جائزة قناة "الشرق الوثائقية" في النسخة الثالثة لمهرجان البحر الأحمر السينمائي.
يتناول الفيلم، الذي تقوم ببطولته هند صبري، واقعة حقيقية لسيدة تونسية تدعى ألفة الحمروني، ذاعت حكايتها في وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي في العام 2016، بعد هروب اثنتين من بناتها الأربعة للالتحاق بتنظيم "داعش".
وبطريقة الـ Docudrama، تتعمق كوثر بن هنية فيما يقرب من ساعتين في الظروف الاجتماعية والنفسية التي شكلت مأساة ألفة الحمروني، باعتبارها نموذج صارخ لقهر المرأة العربية في مجتمع ذكوري.
اعتراف دولي
سجلت الدورة الـ96 للأوسكار اعترافاً دولياً بالأثر الذي حققته مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي وصندوقها، في دعم رواية القصص والمواهب الإبداعية، بعد أن باتت منذ إنشاءها في العام 2019 مركزاً رائداً لدعم صناعة السينما في المنطقة.
وفي عام 2021، أطلقت المؤسسة، صندوق البحر الأحمر، كذراع تمويل يركز على دعم صنّاع الأفلام الناشئين والمخرجين المعروفين من العالم العربي وإفريقيا، وجرى توزيع المنح بين المشاريع في مراحل التطوير والإنتاج وما بعد الإنتاج.
ودعّم الصندوق 94 مشروعاً في السنة الأولى، وأكثر من 250 فيلماً في العامين الماضيين، بما في ذلك أفلام لمخرجين مشهورين مثل عبد الرحمن سيساكو، وهيفاء المنصور، وكوثر بن هنية.
وكان تأثير الصندوق ظاهراً بشكل أوضح في أكبر المهرجانات العالمية في عام 2023، حين وصلت المشاريع المدعومة من صندوق البحر الأحمر إلى المنافسة في كان وتورونتو وفينيسيا وبرلين وغيرها، وحصلت على جوائز مميزة.
وحازت المشاريع المدعومة من صندوق البحر الأحمر، على مساحة كبيرة من التقدير في مهرجان كان، حيث حصلت أفلام مثل "كذب أبيض" لأسماء المدير، و"وداعاً جوليا" لمحمد كردفاني و"النذير" لبالوجي، و"عصابات " لكمال لأزرق على جوائز في قسم "نظرة ما".
ولم يتوقف نجاح صندوق البحر الأحمر عند المهرجانات العالمية فقط، بل اختيرت 7 أفلام مدعومة من الصندوق لتمثيل بلادها في جوائز الأوسكار منها "انشالله ولد" لأمجد الرشيد، و"المرهقون" لعمرو جمال، و"جنائن معلقة" لأحمد ياسين، ووصل فيلمان للقائمة الطويلة هما "بنات ألفة" و"كذب أبيض".
وشهد العام 2023 خطوة استراتيجية لافتة لمؤسسة مهرجان البحر الأحمر، من خلال الدخول إلى السوق العالمي عبر المشاركة في تمويل فيلمين بارزين لنجوم عالميين، هما جوني ديب بفيلم Jeanne du Barry للمخرجة مايوين، والذي عرض في افتتاح مهرجان كان، بجانب فيلم آدم درايفر Ferrari للمخرج مايكل مان، والذي عرض بمهرجان فينيسيا السينمائي.
كما تشارك المؤسسة في تمويل المشروع القادم للمخرج العالمي جاي ريتشي، The Ministry of Ungentlemanly Warfare المقرر طرحه في أبريل المقبل، من بطولة هنري كافيل، إيزا جونزاليس، وآلان ريتشسون.