نتنياهو يواجه ضغطاً داخلياً "غير مسبوق".. وجانتس يدعو لانتخابات مبكرة

time reading iconدقائق القراءة - 5
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يسار) وعضو مجلس الحرب بيني جانتس خلال مؤتمر صحافي بقاعدة كيريا العسكرية في تل أبيب. 28 أكتوبر 2023 - Reuters
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يسار) وعضو مجلس الحرب بيني جانتس خلال مؤتمر صحافي بقاعدة كيريا العسكرية في تل أبيب. 28 أكتوبر 2023 - Reuters
القدس-أ ف ب

دعا الوزير الإسرائيلي بيني جانتس، عضو حكومة الحرب ومنافس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مساء الأربعاء، إلى إجراء انتخابات برلمانية مبكرة في سبتمبر، بينما يجد الأخير نفسه تحت ضغط متزايد في ظلّ التظاهرات التي تنظّمها المعارضة وعائلات المحتجزين في غزة.

وبعد مرور حوالي 6 أشهر على بدء الحرب، يرى خبراء أنّه سيكون من الصعب الإطاحة بنتنياهو، الذي عرف كيف ينجو من أزمات عديدة في السابق.

ووسط الاحتجاجات والضغوط للمطالبة برحيل نتنياهو، خرج جانتس في خطاب متلفز من مكتبه في الكنيست، الذي يشغل أيضاً عضويته، قائلاً: "سنتوجه قريباً إلى الناخبين، ولذلك علينا تحديد موعد توافقي في سبتمبر" لإجراء الانتخابات التشريعية.

ويتطلب تنظيم الانتخابات المبكرة موافقة 61 نائباً أو أغلبية نواب الكنيست، حيث يشغل حزب الليكود بزعامة نتنياهو أكبر عدد من المقاعد من دون أن يحظى بالأغلبية. 

وأضاف جانتس، الذي يتزعم "حزب الوحدة الوطنية" من يمين الوسط: "لقد أطلعت رئيس الوزراء الذي أتمنى له الشفاء العاجل.. وسنواصل الحوار حول هذه المسألة". وخرج نتنياهو من المستشفى، الثلاثاء، بعد خضوعه لجراحة بسيطة.

الليكود يرفض: سيلحق الضرر بالمعارك

على الفور، رفض حزب "الليكود" دعوة جانتس، وقال في بيان إن تنظيم انتخابات في ظل الحرب "سيؤدي حتماً إلى الشلل"، و"يلحق الضرر بالمعارك"، في إشارة إلى الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة.

وتظهر أحدث استطلاعات الرأي، أنه في حال إجراء انتخابات مبكرة، فإن جانتس سيتقدم بفارق كبير على نتنياهو الذي تراجعت شعبيته.

ويُتهم نتنياهو، الذي يرأس الحكومة وحزب الليكود (يمين)، بالمسؤولية عن الإخفاقات الأمنية والعيوب الاستخبارية التي سهّلت الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة "حماس" في السابع من أكتوبر.

وفي الأسابيع الأخيرة، تضاعفت التظاهرات ضدّ نتنياهو، وشارك فيها عشرات الآلاف في نهاية الأسبوع، خصوصاً في تل أبيب. ويرى المحتجّون أنّ الانقسامات السياسية العميقة التي نتجت من التعديل القضائي الذي أجراه رئيس الحكومة العام الماضي قد أضعفت إسرائيل.

وكان قد اتهمه منتقدوه، أثناء محاكمته في عدّة قضايا فساد، بتضارب المصالح وبأنّه أراد القيام بهذا التعديل للهروب من مشاكله القانونية.

"لا يوجد من يعارضه"

إيمانويل نافون أستاذ العلوم السياسية في جامعة تل أبيب، يشير في حديث إلى وكالة "فرانس برس"، إلى أنّ نتنياهو "كان قد اعتُبر ميتاً سياسياً في مناسبات عدّة، غير أنّه كان قادراً على العودة" خلال مسيرته السياسية التي امتدّت لأكثر من ثلاثين عاماً، منها 16 عاماً كرئيس للوزراء.

وواجه نتنياهو العام الماضي إحدى أكبر حركات الاحتجاج الشعبية ضدّ التعديلات القضائية، وكانت تلك التظاهرات أكبر من التي تنظّم في الفترة الحالية. 

وبالإضافة إلى احتجاجات المعارضة، يتوجّب على نتنياهو الآن مواجهة غضب عائلات المحتجزين والجدل الدائر حول إعفاء اليهود المتشدّدين من التجنيد، وهو ما يزيد من حجم الانتقادات عليه، وسط استمرار الحرب في غزة.

وبينما كان من شأن هجوم مثل ذاك الذي وقع في السابع من أكتوبر أن ينهي الحياة السياسية لأي زعيم آخر، إلّا أنّ نافون الذي كان عضواً في حزب الليكود يشير إلى أنّ نتنياهو "لا يمكن عزله من الداخل"، موضحاً أنّه "حوّل الليكود إلى شركة عائلية، حيث لا يوجد من يعارضه".

نتنياهو ومن بعده "الطوفان"

وفي السياق، يقول جدعون راهات، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية في القدس المحتلة: "لا أعتقد أنّه سيتمّ استبداله من داخل الليكود، على الأقل ليس الآن"، مضيفاً أنّ "من أجل إجراء انتخابات مبكرة، يجب أن تكون هناك حكومة بديلة، ولا أعتقد أنّ ذلك سيحدث". 

ويعرب راهات عن اعتقاده بأنّ استمرار الحرب في غزة هي مسألة بقاء سياسي بالنسبة إلى نتنياهو، مضيفاً: "طالما استمرّت الحرب، يمكنه القول إنّه ليس من الممكن تنظيم انتخابات. وهو يسعى دائماً إلى تبرير بقائه رئيساً للوزراء".

ويقارن مارتن كرامر، مؤرّخ شؤون الشرق الأوسط في جامعة تل أبيب، الوضع الحالي في إسرائيل بحرب أكتوبر 1973، التي أدّت إلى سقوط جولدا مائير، التي كانت رئيسة وزراء في ذلك الحين.

ويشير كرامر عبر موقعه، إلى أنّه بالمقارنة مع الأحداث الحالية "لم يتمّ تحميل المسؤولية لأحد رسمياً، ولم يستقِل أحد" بعد 6 أشهر على بدء الحرب في غزة. 

ويضيف أنّ نتنياهو "لا يرى ضرورة للمحاسبة"، ملخّصاً الأمر بالقول إنّ "لسان حاله يقول: وليكن من بعدي الطوفان".

تصنيفات

قصص قد تهمك