حض حاخام على صلة برابطة الجامعات الأميركية، التي تعرف باسم "رابطة اللبلاب" أو Ivy League، الطلاب اليهود في جامعة "كولومبيا" على البقاء في منازلهم، خصوصاً مع تصاعد المواجهات داخل الجامعة، ما أثار إدانات من قبل مسؤولين في البيت الأبيض، بحسب شبكة CNN الأميركية.
وتصاعدات التوترات في جامعة كولومبيا والعديد من الجامعات الأخرى بسبب حرب غزة إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق، ما دفع مسؤولي الجامعة إلى السماح للطلاب بحضور المحاضرات عن بعد وإجراء الاختبارات إلكترونياً بدءاً من الثلاثاء، الذي يوافق أول أيام عيد الفصح اليهودي.
وقال الحاخام إيلي بوشلر للشبكة، إنه أرسل رسالة عبر تطبيق واتساب، إلى نحو 300 طالب، معظمهم من اليهود المتشددين، أوصاهم فيها بالعودة إلى منازلهم والبقاء فيها.
وكتب بوشلر في رسالته، أن "الأحداث الأخيرة في الجامعة أوضحت أن إدارة السلامة العامة في جامعة كولومبيا وشرطة نيويورك لا يُمكنهما ضمان سلامة الطلاب اليهود".
وأضاف: "يؤلمني بشدة أن أقول إنني أوصيكم بالعودة إلى منازلكم في أقرب وقت ممكن، والبقاء في المنزل حتى يتحسن الوضع داخل الحرم الجامعي ومحيطه بشكل كبير".
احتجاجات مؤيدة لفلسطين
وتفاقم الوضع في جامعة كولومبيا في الأيام الأخيرة، بعد أن أدلى مسؤولون في الجامعة بشهادتهم أمام الكونجرس الأسبوع الماضي حول "معاداة السامية" في الحرم الجامعي، وتصاعد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين داخل الجامعة وخارجها.
وتعرضت رئيسة الجامعة، نعمت شفيق، لهجمات جديدة من منتقديها، حيث طالبتها النائبة الجمهورية إليز ستيفانيك بالتنحي فوراً عن منصبها، لأن الإدارة "فقدت السيطرة على الجامعة بشكل واضح".
كما أرسلت النائبة الجمهورية فيرجينيا فوكس، رئيسة لجنة التعليم بمجلس النواب، خطاباً إلى قيادات الجامعة، الأحد، حذرتهم فيه من عواقب عدم السيطرة على الاحتجاجات داخل الحرم الجامعي.
وكتبت فوكس في خطابها: "إخفاق جامعة كولومبيا المستمر في استعادة النظام والسلامة في الحرم الجامعي يشكل انتهاكاً كبيراً لالتزامات الجامعة بموجب البند السادس (من قانون الحقوق المدنية لعام 1964)، والتي تتوقف عليها المساعدة المالية الفيدرالية".
ويحظر البند السادس، التمييز على أساس العرق، أو اللون، أو الجنسية الأصلية في المؤسسات التعليمية التي تتلقى تمويلاً فيدرالياً.
"معاداة السامية"
وجذب الوضع في جامعة كولومبيا انتباه البيت الأبيض، إذ وصف الناطق باسم البيت الأبيض، أندرو بيتس في بيان، الأحد، الدعوات إلى العنف والترهيب الجسدي التي تستهدف الطلاب اليهود والمجتمع اليهودي بأنها "معادية للسامية بشكل صارخ، وغير معقولة، وخطرة".
وقال الرئيس الأميركي، جو بايدن: "حتى في الأيام الأخيرة، شاهدنا مضايقات ودعوات للعنف ضد اليهود. هذه المعاداة الصارخة للسامية مرفوضة وخطيرة، وليس لها مكان إطلاقاً في الحرم الجامعي، أو في أي مكان في بلدنا".
ورد منظمو الاحتجاج في جامعة كولومبيا في بيان: "كنا سلميين"، وأضافوا أنهم نأوا بأنفسهم عن المتظاهرين غير الطلاب الذين تجمعوا خارج الحرم الجامعي، والذين وصفوهم بأنهم "محرضين ولا يمثلوهم".
وأضافوا: "نرفض بشدة أي شكل من أشكال الكراهية أو التعصب، ونقف يقظين ضد غير الطلاب الذين يحاولون عرقلة التضامن الذي يتم تشكيله بين الطلاب، وهم زملاء فلسطينيون، ومسلمون، وعرب، ويهود، ومؤيدون للفلسطينيين يمثلون التنوع الكبير في بلدنا".
ونشرت شرطة نيويورك عشرات من أفرادها في شوارع مانهاتن المزدحمة، حول حرم "جامعة كولومبيا"، بعد نشوب مواجهات غاضبة بين معارضين للحرب على غزة، والمؤيدين لإسرائيل.