أعرب مجلس الأمن الدولي، السبت، عن "قلقه العميق" إزاء هجوم وشيك تُجهز له قوات الدعم السريع في السودان على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
واندلعت الحرب في السودان في 15 أبريل عام 2023 بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف باسم "حميدتي"، ما تسبب في حدوث أكبر أزمة نزوح في العالم.
مخاوف من "صراع طائفي"
والفاشر هي آخر مدينة كبرى بإقليم دارفور الشاسع غرب السودان، ولا تخضع لسيطرة قوات الدعم السريع، التي اجتاحت مع حلفائها 4 عواصم ولايات أخرى بدارفور العام الماضي.
وتُواجه تلك القوات اتهامات بالضلوع في حملة من "عمليات قتل ذات دوافع عرقية" بحق جماعات غير عربية وغيرها من الانتهاكات في غرب دارفور.
وتضم الفاشر مجموعات مسلحة متمردة كانت قد تعهّدت حتى الأمس القريب بالوقوف على مسافة واحدة من طرفَي الحرب، ما جنّبها الانزلاق إلى القتال.
لكن هذا الموقف تبدل مع إعلان جماعات متمردة أنها قررت خوض القتال ضد قوات الدعم السريع، بسبب "الاستفزازات والانتهاكات" التي تُتهم هذه القوات بارتكابها في الفاشر.
وقال مجلس الأمن في بيان إنه يعرب عن "قلقه العميق إزاء الهجوم الوشيك لقوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها" على مدينة الفاشر.
وحذّر مسؤولون كبار في الأمم المتحدة مجلس الأمن الأسبوع الماضي من أن نحو 800 ألف شخص في الفاشر معرضون "لخطر شديد ومباشر"، وذلك مع تفاقم أعمال العنف والتهديد "بإطلاق العنان لصراع طائفي دموي في جميع أنحاء دارفور".
"قلق دولي"
ودفعت اشتباكات الفاشر إلى تصاعد القلق الدولي على مصير المدينة التي كانت مركزاً رئيسياً لتوزيع الإغاثة والمساعدات. ومنذ منتصف أبريل، تم الإبلاغ عن قصف واشتباكات في قرى محيطة.
وقبل أسبوع، قالت إديم ووسورنو مديرة العمليات بمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا) إن "ثمة تقارير مستمرة بشأن معارك في الأجزاء الشرقية والشمالية من المدينة، ما تسبّب في نزوح أكثر من 36 ألف شخص"، مشيرة إلى أن منظمة "أطباء بلا حدود" عالجت أكثر من 100 ضحيّة في الفاشر خلال الأيّام الأخيرة.
وأضافت ووسورنو أن "العدد الإجمالي للضحايا المدنيين يُرجح أعلى من ذلك بكثير"، محذرة من أن "أعمال العنف هذه تشكل خطراً شديداً وفورياً على سكان الفاشر، وهذا يُهدد بإثارة مزيد من العنف في أجزاء أخرى من دارفور".
وخلال عام واحد، أدت الحرب في السودان إلى سقوط آلاف الضحايا بينهم ما يصل إلى 15 ألف شخص في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، وفق خبراء الأمم المتحدة.
كذلك، دفعت الحرب البلاد البالغ عدد سكانها 48 مليون نسمة إلى حافة المجاعة، ودمّرت البنى التحتيّة المتهالكة أصلاً، وتسبّبت بتشريد أكثر من 8.5 ملايين شخص، حسب الأمم المتحدة.