قال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون، السبت، إن أي اتفاق محتمل بشأن إطار عمل يجمع بين "وقف مؤقت لإطلاق النار" و"إطلاق سراح المحتجزين" في قطاع غزة، من المرجح أن تتبعه مفاوضات أخرى لبحث التفاصيل الدقيقة للصفقة والتي قد "تستمر عدة أيام"، وسط توقعات إسرائيلية بأن تستغرق مسألة "إتمام الصفقة نفسها أسبوعاً"، بحسب ما نقلته شبكة CNN الإخبارية.
واستؤنفت في القاهرة، السبت، المحادثات الرامية للتوصل إلى هدنة في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة "حماس" بقطاع غزة، على خلفية اتّهامات متبادلة بين الطرفين بعرقلة أي اتفاق، بحسب وكالة "فرانس برس".
وتوقعت CNN، أن يستغرق التوصل إلى اتفاق نهائي بين إسرائيل و"حماس" عدة أيام أخرى من المفاوضات، مشيرة إلى إحزار تقدم في الجوانب الفنية للصفقة المحتملة.
وأشار مصدران إسرائيليان، إلى أن "إتمام الصفقة نفسها قد يستغرق أسبوعاً"، كما ذكر مسؤول أميركي، أنه "حتى لو قبلت (حماس) بالصفقة كما هي مُقترحة، فالتوصل إلى بعض التفاصيل التي ستؤدي في النهاية إلى الهدنة سيستغرق عدة أيام أخرى، وقد تكون هذه المناقشات صعبة وممتدة أيضاً".
وأوضحت الشبكة الإخبارية الأميركية، أن إدارة بايدن تواصل النظر إلى هذه المحادثات بـ"تفاؤل حذر"، إذ أنها تتحدث عن إحراز بعض التقدم لكنهاما زالت تدرك أن الجهود السابقة قد انهارت في اللحظة الأخيرة.
وبينما التقت "حماس" مع بعض الوسطاء في القاهرة، السبت، بقي مدير "الموساد" الإسرائيلي ديفيد برنيع في تل أبيب، لكن مصادر إسرائيلية أكدت لـCNN، أنه "قد يتوجه إلى مصر بسرعة حال وافقت الحركة على الاتفاق المطروح".
ولفت مصدر مطلع على المفاوضات إلى أن "مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA وليام بيرنز، الذي لعب دور المحاور الرئيسي للولايات المتحدة في المحادثات متعددة الأطراف، مازال موجوداً في القاهرة".
اجتماع مجلس الحرب
ومن المتوقع أن يعقد مجلس الحرب الإسرائيلي، اجتماعاً لبحث مسار المفاوضات، بحسب ما ذكرته هيئة البث التي توقعت أن تكون "المفاوضات طويلة"، موضحةً أن "المؤشر على وجود تحرك إيجابي سيكون بإرسال رئيس (الموساد) إلى القاهرة".
من جهتها، قالت مصادر مطلعة لـ"الشرق"، إن حركة "حماس" تتجه للموافقة على المقترح المصري لوقف الحرب في غزة، وذلك بالتزامن مع وجود وفد الحركة في القاهرة.
وأشار مسؤول بارز في "حماس" لـ"الشرق"، إلى أن "وفد الحركة ذهب إلى القاهرة بروح إيجابية لإنجاز صفقة تنهي الحرب لكن الاحتلال الإسرائيلي يعرقل التوصل إلى اتفاق بإصراره على استمرار الحرب".
ولفت إلى أن "إسرائيل تسعى لاسترداد أسراها دون ربط ذلك بإنهاء العدوان على غزة، ونحن في (حماس) لن نوافق بأي حال من الأحوال على اتفاق لا يتضمن صراحة وقف الحرب على القطاع"، محمّلاً إسرائيل "المسؤولية الكاملة عن فشل المفاوضات برفضها وقف العدوان والانسحاب الشامل"، على حد قوله.
لكن مسؤولاً إسرائيلياً أكد لوكالة "رويترز"، أن "إسرائيل لن توافق تحت أي ظرف على إنهاء الحرب في إطار أي اتفاق لإطلاق سراح محتجزينا"، في دلالة على أن الموقف الأساسي لم يتغير.
وذكر مسؤول إسرائيلي لـ"فرانس برس"، أن "(حماس) تعرقل إمكانية التوصل إلى اتفاق تهدئة في غزة بإصرارها على وقف الحرب في القطاع".
وسيجري في المرحلة الأولى من الاتفاق التي يتوقف فيها إطلاق النار 40 يوماً، إطلاق سراح 33 إسرائيلياً من مدنيين ومجندات مقابل حوالي ألف أسير فلسطيني، فضلاً عن عودة النازحين المدنيين إلى بيوتهم في شمال قطاع غزة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي بعيداً عن المناطق السكنية والطرق التي سيسلكها النازحون العائدون، بحسب مصادر "الشرق"، على أن يشهد اليوم السادس عشر من الاتفاق الشروع في التفاوض على شروط الهدوء المستدام في غزة.
ويجري في المرحلة الثانية التي تستمر 42 يوماً، استكمال المفاوضات بشأن الهدوء المستدام وتبادل ما تبقى من محتجزين إسرائيليين من جنود وضباط مقابل أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية بعد الاتفاق على أعدادهم وفئاتهم.
وفي المرحلة الثالثة، التي تستمر 42 يوماً، يجري الاتفاق على الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة بعد تبادل الجثث والرفات بين الطرفين.