سرطان البلعوم الأنفي هو سرطان يحدُث في البلعوم الأنفي، والذي يقع خلف أنفكَ وفوق مؤخرة حلقك.
سرطان البلعوم الأنفي هو مرض نادر في الولايات المتحدة. يوجد بشكل متكرر أكثر في أجزاء أخرى من العالم، وتحديداً جنوب شرق آسيا.
يصعب اكتشاف سرطان البلعوم الأنفي مبكراً. ربما يرجع السبب في ذلك إلى أن البلعوم الأنفي ليس من السهل فحصه، وأن أعراض سرطان البلعوم الأنفي تُحاكي أعراض الحالات الأخرى الأكثر شيوعاً.
عادةً ما يتضمن علاج سرطان البلعوم الأنفي استخدام العلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي أو مزيجاً من الاثنين. يمكنكَ العمل مع طبيبكَ لتحديد نهج العلاج بناءً على حالتكَ الخاصة.
أعراض سرطان البلعوم الأنفي
وفي مراحله الأولى، قد لا ينتج عن سرطان البلعوم الأنفي أي أعراض. وتشمل الأعراض الملحوظة المحتملة لسرطان البلعوم الأنفي ما يلي:
ورم في العنق سببه الغدة الليمفاوية المتورمة.
دم في اللعاب.
إفرازات دموية من الأنف.
احتقان بالأنف أو طنين بالأذن.
فقدان السمع.
عدوى الأذن المتكررة.
التهاب الحلق.
حالات الصداع.
الأسباب
يبدأ السرطان عندما تُسبب طفرة جينية أو أكثر، نمو الخلايا الطبيعية خارج السيطرة، وتغزو الهياكل المحيطة وتنتقل أخيراً إلى أجزاء الجسم الأخرى. في سرطان الخلايا القاعدية للبلعوم الأنفي، تبدأ العملية في الخلية الحرشفية التي تبطّن سطح البلعوم الأنفي.
إن سبب الطفرة الجينية التي تؤدي إلى سرطان الخلايا القاعدية للبلعوم الأنفية "غير معلوم"، إلا أنه تم تحديد العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بهذا السرطان، مثل فيروس "إبشتاين بار". ومع ذلك، لم يتضح حتى الآن لماذا لا يُصاب الأشخاص الذين يعانون من جميع عوامل الخطر بالسرطان، بينما أصيب به آخرون لا يعانون من أي عوامل خطر.
المعالجة
يعمل المريض والطبيب معاً لوضع خطة علاجية تَستند إلى عدة عوامل، مثل مرحلة السرطان وأهداف العلاج وصحتك العامة والآثار الجانبية التي تكون على استعداد لتحملها.
يَبدأ علاج سرطان البلعوم الأنفي عادة بالعلاج الإشعاعي، أو بمزيج من العلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي.
العلاج الإشعاعي
يستخدم العلاج الإشعاعي، حزماً مرتفعة الطاقة، مثل الأشعة السينية أو البروتونات للقضاء على الخلايا السرطانية.
عادة ما يتم تلقِّي العلاج الإشعاعي لسرطان البلعوم الأنفي في إجراء يسمى الحزم الإشعاعية الخارجية. خلال هذا الإجراء، يتم وضع المريض على طاولة ويتم المناورة بجهاز كبير من حوله، وتوجيه الإشعاع إلى المكان المحدد حيث يمكن أن يستهدف السرطان.
بالنسبة إلى أورام البلعوم الصغيرة، قد يكون العلاج الإشعاعي هو العلاج الوحيد الضروري. يُمكِن الجمع بين العلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي في حالات أخرى.
ينطوي العلاج الإشعاعي على مخاطر حدوث آثار جانبية، متضمِّنة احمرار الجلد المؤقَّت، وفِقدان السمع وجفاف الفم.
يُستخدم أحياناً نوع من العلاج الإشعاعي الداخلي، يسمى (العلاج الإشعاعي الموضعي)، في سرطان البلعوم الأنفي المتكرِّر. مع هذا العلاج، توضَع البذور أو الأسلاك المشعة في الورم أو قريباً جداً منه.
غالباً ما يُسبب العلاج الإشعاعي في الرأس والرقبة، خاصةً عندما يقترن بالعلاج الكيميائي، تقرُّحاتٍ شديدة في الحلق والفم. عادة ما تسبِّب هذه التقرُّحات صعوبةً في البلع أو الشرب. وإذا ما حدث ذلك، فربما يوصي الطبيب بإدخال أنبوب داخل الحلق أو المعدة. يتم تلقي الغذاء والماء عبر الأنبوب حتى شفاء الفم والحلق.
العلاج الكيميائي
تُعرَف المعالجة الكيميائية بالعلاج الدوائي باستخدام مواد كيميائية للقضاء على الخلايا السرطانية. يمكن تناوُل أدوية العلاج الكيميائي في شكل حبوب، أو حقن من خلال الوريد أو كليهما. يمكن استخدام العلاج الكيميائي لعلاج سرطان البلعوم الأنفي بثلاث طرق:
العلاج الكيميائي في نفس وقت العلاج الإشعاعي. عندما يتم الجمع بين العلاجين، يعمل العلاج الكيميائي على تعزيز فعالية العلاج الإشعاعي. ويُسمى العلاج المختلط هذا بالعلاج المصاحب أو العلاج "الكيمو إشعاعي".
مع ذلك، تُضاف الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي إلى الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعي، مما يجعل تحمُّل العلاج المصاحب أكثر صعوبة.
العلاج الكيميائي بعد العلاج الإشعاعي. قد يوصي الطبيب بالعلاج الكيميائي بعد العلاج الإشعاعي أو بعد العلاج المصاحب.
يُستخدم العلاج الكيميائي لمهاجمة أي خلايا سرطانية متبقية في الجسم، بما في ذلك الخلايا التي انفصلت عن الورم الأصلي وانتشرت في مكان آخر.
هناك بعض الجدل بشأن ما إذا كان العلاج الكيميائي الإضافي يحسن بالفعل من بقاء الأشخاص المصابين بسرطان البلعوم الأنفي على قيد الحياة. لا يقوى كثير من الأشخاص الذين يخضعون للعلاج الكيميائي بعد العلاج المصاحب، على تحمل الآثار الجانبية، ويجب عدم مواصلة العلاج.
العلاج الكيميائي قبل العلاج الإشعاعي. العلاج التمهيدي المساعد هو علاج كيميائي يُنفذ قبل العلاج الإشعاعي وحده أو قبل العلاج المصاحب. هناك حاجة إلى المزيد من البحوث لتحديد ما إذا كان العلاج التمهيدي المساعد يمكن أن يحسن معدلات البقاء على قيد الحياة في الأشخاص المصابين بسرطان البلعوم الأنفي.