بينما يستعد سلاح مشاة البحرية الأميركية للصراع في غرب المحيط الهادئ، يناشد مسؤولو الاستحواذ في وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون"، الشركات الصناعية للحصول على جيل جديد من التكنولوجيا، أكثر ملاءمة للوحدات الصغيرة المنتشرة عبر الجزر البعيدة عن الدعم.
ونقل موقع Breaking Defense، عن 3 من مديري البرامج في مشاة البحرية الأميركية، أن كل شيء، بما في ذلك أجهزة الاستشعار والكمبيوتر إلى الاتصالات، يجب أن تكون أخف وزناً، وأكثر إحكاماً، وأقل استهلاكاً للطاقة، وأقل عرضة للكشف لأجهزة استشعار العدو، فضلاً عن سهولة النشر والاستدامة.
وقال ديفين ليكليدر، مدير برنامج MAGTF للقيادة والتحكم التابع لمشاة البحرية الأميركية، إنه بغض النظر عن المسرح القتالي سواء في منطقة المحيطين أو أوروبا، يجب أن يكون كل شيء أصغر حجماً وأخف وزناً، حتى يمكن نشره.
وأضاف أن هناك حاجة لتقنية ذات استهلاك أقل للطاقة، وتنتج حرارة أقل ومعيارية للغاية، حتى يمكن استخدامها عبر أنظمة مختلفة، أو وضعها في الجزء الخلفي من شاحنة صغيرة، مُشدداً على أهمية أن تكون التكنولوجيا متطورة للغاية وغير معقدة، بحيث تستطيع العمل في ظروف قاسية وفي العمليات المتنقلة.
"قدرات كاملة"
وبحسب تقرير نشره الموقع نهاية أبريل الماضي، ستتطلب الوحدات الصغيرة التي تحتاجها الولايات المتحدة إلى الانتقال بسرعة للاستجابة للأزمات، وبمجرد بدء إطلاق النار، لتجنب ضربات العدو. كما لا يمكن أن تعتمد التقنية الجديدة على أنظمة دعم واسعة النطاق أو على ممثلي الخدمة الميدانية المتعاقدين، والتي لن تكون متاحة للقوات في المناطق البعيدة.
وأشار ليكليدر إلى أنه يجب أن تكون الأنظمة سهلة للغاية في الإعداد، والتفكيك، والتكوين، والتحرك بسرعة.
بدوره، رأى ريتشارد سيشنز، مدير برنامج MARCORSYSCOMS، ويتولى الاتصالات التكتيكية وأنظمة الحرب الإلكترونية، أنه إذا استوفى اثنان من مقدمي العروض المتنافسين المتطلبات الفنية للبرنامج، فسيتم تفضيل العرض الذي يتمتع بحل الاستدامة الأفضل.
وأكد سيشنز أنه لا يمكن للمقاولين الدفاعيين تقليص أنظمة الخطوط الأمامية ببساطة عن طريق تفريغ وظائف الوصول إلى السحابة، موضحاً أنه في التكنولوجيا المدنية، تتمتع الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، بقدرة حاسوبية محدودة، لكنها تتصل بالخوادم البعيدة التي تشغل كل شيء من YouTube إلى Google Cloud إلى ChatGPT.
وأشار إلى أنه بالرغم من قدرات تلك التكنولوجيا المدنية، فلا يمكن لقوات الخطوط الأمامية الاعتماد على شبكات Wi Fi، والوصول إلى شبكة الإنترنت، خاصة عندما يبدأ خصم متطور في التشويش على عمليات الإرسال، واختراق الشبكات، وضرب عقد الاتصالات.
وقال توماس دونو، مدير برنامج الاستخبارات والعمليات السيبرانية التابع للبحرية الأميركية، إن قوات مشاة البحرية، متخلفة قليلاً عن معايير الصناعة فيما يتعلق بالانتقال إلى "السحابة"، لكن هناك مخاوف بشأن انفصال بيئة التشغيل، لافتاً إلى أنه يتم دراسة طبيعة المزيج بين الحوسبة التكتيكية و"السحابة".
فيما اعتبر لينكلايدر، أنه يجب تمكين مشاة البحرية الأميركية وقادتهم الأقل رتبة على خط المواجهة من الوصول إلى القدرات الكاملة للسحابة.
وزن أقل وفائدة أكبر
كما أشار توماس دونو، إلى أنه مهما كان قرار مشاة البحرية الأميركية فيما يتعلق بالتكتيكات، فإن الحل التقني لا يجب أن يتمثل ببساطة في وضع أكبر قدر ممكن من قوة الحوسبة في أجهزة متطورة يمكن دمجها في عربة Humvee أو حقيبة ظهر، ولكن يجب أن تكون البرامج وتلك التقنيات صغيرة وخفيفة بدرجة كافية.
وأكد المسؤولون الثلاثة أن أحد الأساليب الحاسمة التي يريد مشاة البحرية الأميركية استخدامها لتقليص حجم البرمجيات هو ما يسمى بـ "الحاويات".
ويُعرّف موقع IBM التكنولوجي، مصطلح الحاويات، بأنه عبارة عن تعبئة التعليمات البرمجية مع نظام التشغيل والتبعيات المطلوبة لتشغيل التعليمات البرمجية لإنشاء ملف واحد قابل للتنفيذ خفيف الوزن، والذي يعمل بشكل متسق على أي بنية تحتية.
وتُستخدم الحاويات بالفعل على نطاق واسع في العالم التجاري، حيث تقوم بشكل أساسي بإنشاء حزمة برامج مكتفية ذاتياً تحتوي فقط على التعليمات البرمجية، والملفات الأساسية التي يحتاجها برنامج معين للتشغيل، مما يؤدي إلى إزالة جوانب نظام التشغيل غير الضرورية لهذا التطبيق المعين.
وأكد مسؤولو مشاة البحرية الأميركية، أنه على الرغم من أنها أقل مرونة من الكمبيوتر الكامل أو الجهاز الظاهري، إلا أن الحاوية أصغر بكثير وأسهل في التشغيل.
وطوال السنوات الماضية، كان الجيش الأميركي يتجه نحو بنية الأنظمة المفتوحة المعيارية، وهو نهج التوصيل والتشغيل حيث يمكن اختيار أفضل منتج لوظيفة معينة من أي بائع، ومن ثم ملاءمة منتجات الشركات المختلفة معاً.
وقال سيشنز إن قيادة مشاة البحرية الأميركية ترغب في الحصول على أحجام مختلفة من "الهيكل الموحد" الذي يمكن لمشغلي الخطوط الأمامية توصيل وتشغيل بطاقات إلكترونية مختلفة لوظائف مختلفة مثل الاتصالات، والملاحة، والحرب الإلكترونية وما إلى ذلك، حسب الحاجة.
واقترح أن النسخة الأصغر والأكثر قابلية للحمل قد تستوعب بطاقتين فقط، في حين أن النماذج الأثقل قد تستوعب 6 أو 7. وتتطلب الوحدات النمطية بدورها من بائعين مختلفين بناء منتجات متوافقة، ما يعني تشجيع أو فرض معايير فنية مشتركة.
وقال دونو إنه لا توجد إجابات على أسئلة مشاة البحرية الأميركية، مما يجعل المؤتمر المنعقد فرصة للصناعة للمساعدة على فهم ما هو مناسب على المستوى التكتيكي، وما يجب أن يكون مقيماً في "السحابة".