كشفت تقارير إسرائيلية عن خطة وضعها مجلس الأمن القومي الإسرائيلي لليوم التالي في غزة، بعد الحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع الفلسطيني، فيما قدم أحد أعضاء المجلس، الذي وضع الخطة، استقالته وسط جدل بشأن السبب.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية، الأحد، إنه في ظل انتقاد الجيش الإسرائيلي للقيادة السياسية لعدم اتخاذ قرارات تتعلق باليوم التالي في غزة، ناقش مجلس الأمن القومي الإسرائيلي خطة بهذا الشأن وقال إنه سيقدمها "قريباً" إلى الحكومة الإسرائيلية، برئاسة بنيامين نتنياهو.
وتشمل الخطة سيطرة إسرائيلية على غزة لمدة تتراوح بين ستة أشهر إلى سنة واحد من قبل إدارة مدنية إسرائيلية ومنسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
بالإضافة إلى ذلك، تزعم الخطة الإسرائيلية أنه سيتم تقديم الخدمات لسكان غزة من قبل شركات عربية "خاصة"، على أن يتم نقل السيطرة على القطاع الفلسطيني في نهاية المطاف إلى "عناصر محلية غير معادية لإسرائيل".
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن المؤسسة العسكرية والقيادة السياسية في إسرائيل تجري محادثات واجتماعات مع "أطراف معنية" لصياغة الخطة، لكنها لم تحدد هوية هذه الأطراف.
استقالة مسؤول إسرائيلي
وتزامن الكشف عن الخطة الإسرائيلي لليوم التالي في غزة مع الإعلان عن استقالة المسؤول عن السياسة الأمنية والتخطيط الاستراتيجي في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي يورام حمو.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن المجلس نفيه ما تناقلته بعض وسائل الإعلام من أن الاستقالة جاءت على خلفية فشل الحكومة الإسرائيلية في اتخاذ قرارات بشأن "اليوم التالي" لانتهاء الحرب في غزة.
ومجلس الأمن القومي هو الجهة المسؤولة عن الشؤون الخارجية والأمن القومي الإسرائيلي؛ وتقول هيئة البث إنه يتعامل منذ بداية الحرب مع مسألة "اليوم التالي"، ويشارك في صياغة سياسة الحكومة بشأن هذه القضية، وهو ما يتناقض مع التقارير والمواقف المعلنة التي كانت تؤكد عدم وجود خطة إسرائيلية في هذا الموضوع، الذي أثار خلافات بين إسرائيل من جهة وجهات دولية كثيرة، على رأسها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
ونقلت هيئة البث عن المجلس قوله: "هناك عشرة نواب لرئيس مجلس الأمن القومي، وكما يحدث في أي مؤسسة يجري تغيير المسؤولين بتلك المناصب.. وقد أبلغ يورام حمو رئيس المجلس، منذ أشهر، برغبته في إنهاء فترة ولايته لأسباب شخصية، لا علاقة لها بالشأن العام على الإطلاق".
وأضاف المجلس: "سيواصل يورام مساعدة النظام الأمني كما فعل على مدى عقود بنجاح كبير، وقد حظي بتقدير بالغ لمساهمته في أمن البلاد".
خلافات نتنياهو والجيش الإسرائيلي
وكانت تقارير إسرائيلية تحدثت عن اندلاع الخلافات بين نتنياهو وقادة المؤسسة العسكرية والأمنية في إسرائيل، فأفادت القناة 12 الإسرائيلية أن رئيس الوزراء تشاجر مؤخراً مع رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار بشأن مسألة التخطيط الاستراتيجي، بعد أن أخبره الأخير أنه التقى وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت لإجراء محادثات "أخذت في الاعتبار جميع الجبهات والاعتبارات"، الأمر الذي استنكره نتنياهو بدعوى أن "الشاباك" والموساد جهتين تابعتين له.
بحسب القناة 13 الإسرائيلية، وجه رئيس الأركان الإسرائيلي هيرتسي هاليفي انتقادات حادة لنتنياهو بسبب الفشل في تطوير وإعلان ما يُسمى باستراتيجية "اليوم التالي" للحرب، ومن سيحكم قطاع غزة لاحقاً.
وقال هاليفي إن الجيش يهاجم جباليا (في شمال قطاع غزة) مجددا لأنه "لا يوجد تحرك سياسي من شأنه أن يؤدي إلى إنشاء كيان حكم آخر غير حماس في قطاع غزة، ويتعين علينا العمل مراراً وتكراراً هناك (في جباليا)، وفي أماكن أخرى (في قطاع غزة) من أجل تفكيك البنية التحتية لحماس".