قال مسؤول العلاقات العامة بالأسطول السابع التابع للبحرية الأميركية، الجمعة، إن البحرية الأميركية تراقب "جميع الأنشطة" في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وذلك في الوقت الذي يبدأ فيه الجيش الصيني اليوم الثاني من تدريبات عسكرية حول تايوان لاختبار قدرة "الاستيلاء على السلطة" بحسب بكين التي قالت إنها أطلقتها لمعاقبة رئيس تايوان لاي تشينج تي.
ونقلت وكالة "رويترز" عن المسؤول الأميركي قوله "الأسطول السابع للبحرية الأميركية يظل ملتزماً بدعم النظام الدولي القائم على القواعد، والذي يدعم الأمن والاستقرار الإقليميين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ".
وأوضح أن مجموعة حاملة الطائرات "ثيودور روزفلت" تواصل "التدريبات العادية والآمنة والمسؤولة" كجزء من انتشارها الروتيني في منطقة عمليات الأسطول السابع.
وبدأت التدريبات الصينية التي تستمر يومين في مضيق تايوان وحول مجموعات من الجزر تسيطر عليها تايوان بالقرب من الساحل الصيني بعد ثلاثة أيام فقط من تولي الرئيس الجديد لتايوان منصبه.
وانتقدت الصين، التي تعتبر تايوان جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، الرئيس الجديد، بعد الخطاب الذي ألقاه في حفل تنصيبه، الاثنين الماضي، والذي حث فيه بكين على وقف تهديداتها، وقال إن جانبي المضيق "لا يتبعان بعضهما البعض".
مناورات "السيف المشترك"
وقالت القيادة الشرقية لجيش التحرير الشعبي في بيان مقتضب، إن قواتها واصلت تدريباتها، الجمعة. وأضافت أن التدريبات تهدف إلى "اختبار القدرة على الاستيلاء بشكل مشترك على السلطة وشن هجمات مشتركة واحتلال مناطق رئيسية".
وقدّمت بكين المناورات، على أنها "عقاب شديد" للرئيس التايواني الجديد لاي تشينج تي والقوات "المنادية بالاستقلال" في تايبيه.
والجمعة أعلن التلفزيون الرسمي الصيني، أن الجيش أرسل قاذفات قنابل تحمل صواريخ حية لتنفيذ ضربات وهمية في تدريباته في تايوان.
وأضافت أن قاذفات قيادة المسرح الشرقي لجيش التحرير الشعبي، شكلت عدة تشكيلات هجومية في المياه شرق تايوان، ونفذت هجمات وهمية بالتنسيق مع السفن البحرية.
وطوّقت الصين تايوان، الخميس، بسفن وطائرات حربية في إطار مناورات عسكرية فيما وجّهت تحذيراً شديد اللهجة بـ"إراقة دماء" ما وصفتها بـ"قوى الاستقلال" في الجزيرة التي تحظى بحكم ذاتي.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية، وانج ونبين، "ستتحطم رؤوس قوى استقلال تايوان وستسيل دماؤها عندما ستصطدم (...) بمهمة الصين العظيمة لتحقيق التوحيد الكامل".
وبدأت المناورات الصينية عند الساعة 07:45 صباح الخميس (23:45 توقيت جرينتش)، على أن تستمر حتى الجمعة، حسبما قال لي شي المتحدث باسم قيادة المسرح الشرقي الصينية التي تنظم التدريبات في محيط تايوان، في بيان.
وأوضح لي شي، أن المناورات تجري "في مضيق تايوان وشمال وجنوب وشرق جزيرة تايوان وكذلك في المناطق المحيطة بجزر كينمن وماتسو وووتشيو ودونجين" والقريبة جداً من السواحل الشرقية لبر الصين الرئيسي.
وأعلن خفر السواحل الصينيون بُعيد ذلك، إطلاق "تدريبات لإنفاذ القانون" قرب جزيرتَي ووتشيو ودونجين التايوانيتين، فيما نشر نظراؤهم التايوانيون أسطولهم في البحر.
تايوان تدين التصرف "المستفز"
من جهتها، أدانت وزارة الدفاع التايوانية "بشدّة" هذه التدريبات، معلنة نشر "قوات بحرية وجوية وبرية (...) للدفاع عن حرية وديمقراطية وسيادة" الجزيرة.
وقالت الوزارة إنّه حتى الساعة الثامنة مساء (12:00 بتوقيت جرينتش) تمّ رصد 49 طائرة منذ بدء التدريبات عند الساعة 7:20 صباحاً. وعبرت 35 طائرة الخط المتوسط الذي يقسم مضيق تايوان.
وأسفت الناطقة باسم الرئاسة التايوانية كارين كوو لـ"التصرف العسكري المستفزّ" لبكين.
بالتزامن مع ذلك، شدد الرئيس التايواني الجديد، الخميس، على أنه "سيدافع عن قيم الحرية الديمقراطية"، قائلًا "سأقف على خط الجبهة مع إخوتي وأخواتي في الجيش للدفاع معاً عن الأمن الوطني"، دون أي إشارة مباشرة إلى المناورات الصينية.
وتأتي المناورات بعد ثلاثة أيام من أداء لاي تشينج تي الذي تصفه الصين بأنه "انفصالي خطر"، اليمين الدستورية رئيساً جديداً للجزيرة. واعتبرت بكين تصريحاته يومها بمثابة "اعتراف باستقلال تايوان"، وهددت السلطات التايوانية بـ"الردّ".
وتتمتع تايوان بحكم ذاتي منذ عام 1949، عندما فرّ القوميون إلى الجزيرة، بعد هزيمتهم على أيدي القوى الشيوعية خلال حرب أهلية شهدها بر الصين الرئيسي.
ومنذ ذلك الحين، تعتبر الصين تايوان جزءاً من أراضيها ولطالما هددت باستخدام القوة للسيطرة على الجزيرة.
وأرسلت تايوان أربع طائرات مقاتلة من قاعدة هسينشو على بعد حوالى 60 كيلومتراً جنوب غرب تايبيه قرابة الواحدة من بعد ظهر الخميس بالتوقيت المحلي.
وتُظهر لقطات بثها خفر السواحل التايوانيون ضباطاً يأمرون السفن الصينية عبر مكبرات للصوت بمغادرة المنطقة.
وقال أحد الضباط في مقطع فيديو نشره خفر السواحل على شبكات التواصل الاجتماعي "تؤثر تحركاتكم على النظام والأمن في بلدنا، من فضلكم عودوا أدراجكم وغادروا مياهنا المحظورة في أقرب وقت ممكن".
وعرض الرئيس التايواني الجديد، إجراء محادثات مع الصين لكنها رفضت. ويقول إن شعب تايوان وحده هو الذي يستطيع أن يقرر مستقبله، ويرفض مطالبات بكين بالسيادة.