دبي-الشرق
أعلن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، الأربعاء، إجراء انتخابات تشريعية في 4 يوليو المقبل، وحثّ على اختيار الحزب الذي لديه "خطة واضحة وإجراءات جريئة".
وأنهى هذا الإعلان شهوراً من التكهنات بشأن موعد الانتخابات العامة. وقال سوناك: "الآن هو الوقت المناسب لبريطانيا لاختيار مستقبلها، وتقرر ما إذا كانت تريد البناء على التقدم الذي أحرزناه أو المخاطرة بالعودة إلى المربع الأول وعدم اليقين".
وفي المقابل، قال زعيم حزب العمال المعارض والمنافس الرئيسي كير ستارمر، إن الانتخابات التشريعية ستمنح البلاد فرصة لإنهاء "الفوضى" التي تعاني منها بسبب حكومة المحافظين.
وقال ستارمر لأنصاره بعد إعلان سوناك عن موعد الانتخابات: "بغض النظر عما قال أو فعل، فإن فرصة التغيير هذه هي ما تدور حوله هذه الانتخابات".
في هذا التقرير نستحضر كل ما يتعلق بالانتخابات العامة في بريطانيا.
متى ستجرى الانتخابات العامة؟
كان من المرجح في السابق أن ينتظر ريشي سوناك حتى الخريف للدعوة إلى انتخابات عامة، لكن رئيس الوزراء قال إنها ستجرى في 4 يوليو.
وكان سوناك يكتفي خلال الأسابيع الماضية بالحديث عن موعد الانتخابات بالقول إنها ستكون "في النصف الثاني" من العام، لكن أمام استطلاعات الرأي التي تشير إلى وضع صعب للمحافظين، تزايدت الضغوط على رئيس الحكومة لدعوة الناخبين إلى صناديق الاقتراع، أو على الأقل توضيح نواياه، في حين يمكن نظرياً إجراء الانتخابات حتى يناير 2025.
وستكون هذه أول انتخابات عامة في بريطانيا في يوليو منذ عام 1945.
كيف تتم الانتخابات؟
يُدعى الناخبون البريطانيون، لاختيار نائب عن المنطقة التي يعيشون فيها، ليصبح واحداً من 650 نائباً برلمانياً.
ويحق التصويت لكل من تزيد أعمارهم على 18 عاماً، طالما كانوا مسجلين في كشوف الناخبين ومواطنين بريطانيين، أو من تتوفر فيه شروط الجنسية البريطانية من مواطني دول الكومنويلث أو جمهورية إيرلندا.
ويجري التصويت في لجان محلية، تُقام في الكنائس والمدارس. ويضع المصوتون علامة على اسم المرشح الذي يدعمونه، ثم يضعون الورقة في الصندوق.
كيف تحتسب الأصوات؟
في المملكة المتحدة، لا ينتخب الناخبون رئيس الوزراء بشكل مباشر. وبدلاً من ذلك، ينتخبون عضواً في البرلمان (MP) لتمثيل دائرتهم الانتخابية المحلية.
ويصبح زعيم الحزب الذي يفوز بأغلبية الدوائر الانتخابية في المملكة المتحدة البالغ عددها 650، رئيساً للوزراء تلقائياً، ويمكنه تشكيل الحكومة، لكن شرط حصوله على أكثر من نصف عدد الدوائر (أي 326 دائرة ما فوق).
وإذا لم تكن هناك أغلبية، فيتعين عليه البحث عن تحالف مع قوى أخرى، بحيث يحصلان معاً على 326 مقعداً أو أكثر، لتشكيل حكومة ائتلافية.
من هم المتنافسون؟
يقود سوناك، وزير الخزانة السابق الذي يتولى رئاسة الوزراء منذ أكتوبر 2022، حزبه في الانتخابات. وسيكون خصمه الأساسي هو كير ستارمر، مدير النيابة العامة السابق وزعيم حزب العمال منذ أبريل 2020، بعد أن قاد سلفه جيريمي كوربين الحزب إلى أسوأ هزيمة انتخابية له منذ عام 1935.
لكن الأحزاب الأخرى، التي يتمتع بعضها بدعم إقليمي قوي، يمكن أن تلعب دوراً حاسماً في تشكيل حكومة ائتلافية إذا لم يفز أحد بالأغلبية الشاملة.
ويعد الحزب الوطني الاسكتلندي، الذي يناضل من أجل استقلال اسكتلندا، والديمقراطيون الليبراليون، والحزب الديمقراطي الوحدوي، الذي يسعى إلى الحفاظ على العلاقات بين بريطانيا وإيرلندا الشمالية، أكبر 3 أحزاب في البرلمان حالياً بعد المحافظين وحزب العمال.
ويشير العديد من المراقبين إلى أن حزب "الإصلاح الجديد"، الذي شكله متمردو حزب المحافظين، قد يسحب الأصوات من المحافظين.
منذ متى ظل المحافظون في السلطة؟
احتفظ المحافظون بالسلطة لمدة 14 عاماً، أي منذ فوزهم في انتخابات 2010. ومعروف أنهم فرضوا سنوات من التقشف المالي بعد الأزمة المالية، وكانوا وراء قرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وفي الآونة الأخيرة، انقسمت بريطانيا بشأن كيفية التعامل مع المهاجرين وطالبي اللجوء الذين يعبرون القناة الإنجليزية، كما عانت من أزمة تكاليف المعيشة مع ارتفاع الأسعار، وفق "أسوشيتد برس".
وشهدت فترة حكم المحافظين أيضاً سلسلة من الفضائح الأخلاقية من قبل بعض الوزراء والمسؤولين، إذ دفعت رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون إلى تقديم الاستقالة من منصبه في عام 2022، بعد أن تبين أنه كذب على المشرعين. واستمرت خليفته ليز ترس، في السلطة لمدة 45 يوماً فقط بعد أن أدت سياساتها إلى انهيار الاقتصاد، وفق "الجارديان".
ماذا سيحدث للبرلمان؟
في الوقت الذي بدأ فيه زعماء الأحزاب حملتهم الانتخابية، فإنه لم يتبق أمام البرلمان سوى بضعة أيام للمصادقة على القوانين الملحة قبل حله رسمياً، أي قبل 25 يوماً من يوم الاقتراع.
وتستمر أعمال مجلس العموم حتى 30 مايو الحالي، على أن يتم حله بعد هذا التاريخ، بحيث لن يكون هناك نواب يمثلون دوائرهم إلى حين إعادة الانتخابات في 4 يوليو بأعضاء جدد لمدة 5 سنوات.
وقال سوناك إن البرلمان سينتهي في 30 مايو. ويجب إقرار أي تشريع متبقٍ خلال الأيام المقبلة، وسيتم التخلي عن مشاريع القوانين التي لم يتم إقرارها، لأنه لا يمكن تأجيلها.
وبعد حل البرلمان، سيعود النواب إلى دوائرهم الانتخابية لبدء الحملات الانتخابية، ولن يعملوا بعد الآن كنواب، بل كمرشحين للبرلمان.
ما دور النائب في البرلمان؟
ينتخب الشعب البريطاني أعضاء البرلمان لتمثيل مصالحهم واهتماماتهم في مجلس العموم.
يدرس النواب مشاريع القوانين، ويستطيعون اقتراح قوانين جديدة بالإضافة إلى إثارة القضايا التي تهم المواطنين في المجلس.
ويشمل ذلك طرح أسئلة على وزراء الحكومة بشأن القضايا الاقتصادية والسياسية بما في ذلك تلك التي تؤثر على الناخبين المحليين.
ماذا يحدث يوم الاقتراع؟
تفتح صناديق الاقتراع عند الساعة السابعة صباحاً، وتغلق عند الساعة العاشرة مساء. وبعد انتهاء التصويت يتم نشر استطلاع للرأي، والذي يميل إلى التنبؤ بالنتيجة بشكل صحيح. ثم يبدأ نشر النتائج من كل دائرة انتخابية طوال الليل. وبحلول الصباح، يعلن عن الفائز بشكل رسمي.
عندما تعلن النتائج النهائية، يتوجه قائد الحزب الفائز (إذا كان هناك واحداً) لقصر باكينجهام لطلب الإذن من الملك بتشكيل الحكومة. وعند حصوله على الموافقة، وهي عملية إجرائية، يتوجه إلى 10 داونينج ستريت، مقر الوزارة وسكن رئيس الوزراء.
وعادة ما يقف رئيس الوزراء الجديد خارج البناية لإلقاء كلمة عن خطط حزبه في السنوات المقبلة.
لماذا تعتبر هذه الانتخابات مهمة؟
تعد الانتخابات العامة المقبلة لحظة محورية بالنسبة لبريطانيا بعد 14 عاماً من حكم حزب المحافظين.
وكانت آخر انتخابات برلمانية كاملة في ديسمبر 2019، عندما حقق بوريس جونسون فوزاً ساحقاً للمحافظين، مدفوعاً بجاذبيته ووعده "بإنجاز خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي" بعد قرار البلاد مغادرة الاتحاد الأوروبي في استفتاء عام 2016.
ما هي القضايا الرئيسية للناخبين؟
تعد حالة الاقتصاد البريطاني القضية الأهم بالنسبة لمعظم الناخبين اليوم، وفقاً لاستطلاعات الرأي، في أعقاب أزمة تكلفة المعيشة والتضخم القياسي– الذي وصل إلى ذروته عند 11.1% في عام 2022.
كما تعد الخدمة الصحية الوطنية، وهي نظام الرعاية الصحية الممول من الدولة، والذي يوفر رعاية مجانية في جميع أنحاء البلاد، أولوية قصوى أخرى بالنسبة للناخبين، وفقاً للاستطلاعات.
ولفتت "نيويورك تايمز" إلى أن عقداً من التقشف المالي الذي بدأ في عهد رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بعد الأزمة المالية العالمية عام 2009، جعل الخدمات العامة في بريطانيا تعاني من نقص شديد في التمويل، وتواجه نقصاً مزمناً في عدد الموظفين.
وتأتي الهجرة في المرتبة الثالثة في قوائم الناخبين للقضايا الرئيسية، على الرغم من أن أهميتها تختلف بشكل صارخ وفقاً لتفضيلات الحزب.
وقال 20% فقط من ناخبي حزب العمال إن هذا كان أحد اهتماماتهم الوطنية الأكثر إلحاحاً، مقارنة بـ 65% من المحافظين في استطلاع حديث أجرته مؤسسة YouGov.
ماذا تقول الاستطلاعات؟
حافظ حزب العمال على تقدم بأرقام مزدوجة في استطلاعات الرأي لأكثر من 18 شهراً، وخلال هذه الفترة عانى المحافظون من سلسلة من الخسائر المؤلمة في الانتخابات البرلمانية الخاصة وانتخابات رؤساء البلديات والمجالس المحلية.
وتحوي بريطانيا على 7 أحزاب بارزة منها "العمال"، و"المحافظين"، و"الأحرار الديمقراطيين"، و"الخضر"، والحزب الوطني الأسكتلندي، والويلزي".
ورغم أن استطلاعات الرأي تتقلص في كثير من الأحيان خلال الأسابيع الأخيرة من الحملة الانتخابية، يعتقد المحللون أن المحافظين سيتعين عليهم تحقيق شيء أقرب إلى المعجزة للفوز بالأغلبية، وفق "الجارديان".
وأصبح الحزب الوطني الاسكتلندي الحزب الأكثر شعبية في عام 2015، ما أدى إلى إزاحة حزب العمال في اسكتلندا. لكن فضيحة التمويل ورحيل نيكولا ستورجيون كوزيرة أولى أضعفت دعم الحزب خلال العام الماضي.
وتشير استطلاعات الرأي الآن إلى أن حزب العمال لديه فرصة لتحقيق تقدم كبير في اسكتلندا هذه المرة، الأمر الذي من شأنه أن يسهل طريق ستارمر ليصبح رئيساً للوزراء.
تصنيفات
