دبي-الشرق
شهد الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي، الاثنين، مشادات كلامية بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي رفض اتهامات بعرقة المفاوضات مع حركة "حماس" بشأن الحرب في غزة، وزعيم المعارضة يائير لبيد، الذي وصف الأول بأنه "رئيس وزراء غير شرعي".
وأطلق نتنياهو من على منصة الكنيست "نبرة تحدي"، من خلال تعهده بمواصلة الحرب على قطاع غزة، رغم تصاعد الإدانات الدولية ضد إسرائيل، كما رفض الاتهامات الموجهة لحكومته بأنها "لا تتفاوض بحسن نية من أجل إطلاق سراح المحتجزين في القطاع"، بحسب ما أوردت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
واعتبر نتنياهو أمام الكنيست، الضربة التي استهدفت مخيماً للنازحين في مدينة رفح في قطاع غزة، أنها "حادث مأساوي"، مضيفاً: "إننا نحقق في القضية، وسنتوصل إلى نتائج"، ولكنه أكد أنه مُصرّ على مواصلة الهجوم على رفح، رغم التحذيرات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم.
وتعرّض مخيم للنازحين في رفح لقصف إسرائيلي، الأحد، وهو ما أثار إدانة دولية، ووصفت واشنطن صوره بـ"المدمرة"، حيث ظهرت بيوت الصفيح متفحمة، والخيام محترقة، والدمار وآثار الدماء الناتجة عن الغارة في كل مكان.
وقتلت هذه الغارة 45 شخصاً، منهم 23 من النساء والأطفال وكبار السن، فيما أصيب 249 آخرون بجروح.
واعتبر نتنياهو، أن "أولئك الذين يقولون إنهم غير مستعدين للوقوف في وجه الضغوط يرفعون راية الهزيمة التي لن أرفعها، وسأواصل القتال حتى يتم رفع علم النصر".
وأضاف نتنياهو: "لا أنوي إنهاء الحرب قبل تحقيق كل هدف"، ومضى يقول: "إذا استسلمنا، ستعود المذبحة" في إشارة إلى هجوم 7 أكتوبر الماضي.
"رئيس وزراء غير شرعي"
وفي سؤال لنتنياهو، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد: "لماذا ما زلت رئيساً للوزراء؟، ولماذا لا تصعد إلى المنصة، وتطلب الاعتذار من شعب إسرائيل، وتذهب إلى البيت؟".
وأضاف لبيد: "1500 إسرائيلي لقوا حتفهم، لا يمكنك البقاء رئيساً للوزراء، كما أن عدد المختطفين انخفض هذا الأسبوع من 133 إلى 125 شخصاً".
ووصف لبيد نتنياهو برئيس الوزراء "غير الشرعي"، مشيراً إلى أن "شمال إسرائيل مهجور وممزق ومدمر". واعتبر أن الحكومة تخسر فرصة تسوية الوضع في غزة.
عرقلة المفاوضات
وعن الاتهامات الموجهة له في سعيه لإحباط فرص التوصل إلى اتفاق مع "حماس"، قال نتنياهو: "أنا أرفض تماماً فكرة عدم إعطاء فريق التفاوض التفويض الذي طلبه"، لافتاً إلى أنه "وافق على طلبات توسيع التفويض 5 مرات منذ أواخر ديسمبر الماضي".
وأضاف: "لقد وافقت على جميع الاقتراحات، وتجاوبت مع كل طلب.. التسريبات الكاذبة المتكررة بشأن أننا نقف عائقاً أمام التوصل إلى اتفاق هي أكاذيب لا تؤذي عائلات فقط، بل تضر بالمحادثات".
وأشار إلى أنه "بدلاً من الضغط على (زعيم حماس في غزة يحيى) السنوار، يتم الضغط على الحكومة الإسرائيلية".
ويأتي الجدل داخل إسرائيل بشأن مفاوضات الأسرى والمحتجزين، فيما تشارك قطر ومصر والولايات المتحدة في جهود وساطة للتوصل إلى هدنة في الحرب المتواصلة منذ أكثر من 7 أشهر، تشمل الإفراج عن المحتجزين في قطاع غزة وعن معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
لكن المفاوضات متعثّرة منذ بدأت العملية البرية الإسرائيلية في رفح في وقت سابق من هذا الشهر.
وأعرب مسؤول ملف الأسرى في الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق الاثنين، عن إحباطه بشأن فرص التوصل إلى اتفاق في المفاوضات الرامية إلى إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في غزة، وذلك مع وجود حكومة نتنياهو في السلطة.
وأبلغ نيتسان ألون، مسؤولي الاتصال بأسر الجنود المحتجزين في قطاع غزة، بأنه يشعر بالإحباط من الوضع الراهن، وإنه يعتقد أنه "في ظل وجود حكومة بنيامين نتنياهو، لن يتم التوصل لاتفاق"، وفق ما نقلت صحيفة "هآرتس" عن تقرير بثته "القناة 12" الإسرائيلية.
ونقلت القناة عن ألون قوله في اجتماعات خاصة: "نحن يائسون.. مع وجود حكومة بهذه التشكيلة الوزارية، لن يكون هناك اتفاق".
تصنيفات
