الوسطاء يضغطون للقبول بمقترح بايدن بشأن غزة.. ومصر تتلقى "إشارات إيجابية"

time reading iconدقائق القراءة - 8
جنود إسرائيليون يقومون بتنظيف فوهة مدفع دبابة بالقرب من الحدود بين إسرائيل وغزة. 5 يونيو 2024 - REUTERS
جنود إسرائيليون يقومون بتنظيف فوهة مدفع دبابة بالقرب من الحدود بين إسرائيل وغزة. 5 يونيو 2024 - REUTERS
دبي -الشرق

شهدت المحادثات التي يشارك فيها وسطاء قطريون ومصريون وأميركيون لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس" في قطاع غزة، "إشارات إيجابية" رغم رفض الحركة للورقة التي قدمتها إسرائيل قائلةً إنها "تختلف جوهرياً" عن المقترحات التي أعلنها الرئيس الأميركي جو بايدن، الجمعة الماضي.

وقال مسؤول رفيع المستوى لقناة "القاهرة" الإخبارية، إن مصر "تلقت إشارات إيجابية من (حماس) تشير إلى تطلعها لوقف إطلاق النار"، موضحاً أن الحركة "ستقدم ردها بشأن مقترح الهدنة خلال الأيام المقبلة".

وأضاف المسؤول أن قيادات حركة حماس "تدرس بجدية وإيجابية مقترح الهدنة"، لافتاً إلى أنه تم توجيه "دعوة مصرية لقيادات (حماس) لزيارة القاهرة، ومناقشة كافة التفصيلات المتعلقة بالأوضاع الحالية".

وبدأت جولة جديدة من المحادثات، الأربعاء، عندما التقى مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية CIA وليام بيرنز بمسؤولين كبار من قطر ومصر في الدوحة لمناقشة الاقتراح الذي أيده بايدن علناً، كما وصف الخطة المكونة من 3 مراحل بأنها مبادرة إسرائيلية، وتتضمن وقفاً دائماً للأعمال القتالية وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع.

لكن إسرائيل ترفض وقف القتال خلال المحادثات، كما شنت هجوماً جديداً على وسط غزة، بحسب وكالة "رويترز".

ضغوط أميركية

بدورها، أفادت شبكة CNN الأميركية بأن إدارة بايدن قامت خلال الأسبوع الماضي بدفع حلفائها في الشرق الأوسط لتوجيه تهديدات محددة لـ"حماس"، كجزء من الحملة "المُلِحة" لدفع الحركة نحو قبول مقترح وقف النار وإطلاق سراح المحتجزين الأخير، والذي قد يؤدي لوقف القتال في قطاع غزة.

وقالت الشبكة، الخميس، إن المسؤولين الأميركيين دعوا الحركة علناً إلى قبول مقترحات وقف النار السابقة، بينما كانت إسرائيل و"حماس" تنخرطان في المفاوضات التي استمرت على مدى الشهور الماضية، لكن لم تكن هناك أي حملات ضغط شاملة تتضمن توجيه مطالب محددة من دول بعينها كجزء من حملة إدارة بايدن.

وذكرت الشبكة أن منسق مجلس الأمن القومي الأميركي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بريت ماكجورك، سافر إلى مصر هذا الأسبوع، كما توجه مدير وكالة الاستخبارات المركزية CIA، وليام بيرنز، إلى قطر على أمل إضفاء المزيد من الزخم على المفاوضات، لكن المسؤولين الأميركيين التزموا الصمت إلى حد كبير بشأن هذه الرحلات حتى الآن، مشيرين إلى حساسية العمل الدبلوماسي الجاري.

وقال مسؤول أميركي لـCNN: "لقد كانت عطلة نهاية أسبوع مزدحمة للغاية بعد خطاب الرئيس، حيث كان الجميع يتحدثون عبر الهواتف، ويتواصلون مع الأطراف الإقليمية، ويضغطون عليهم لإقناع حماس بقبول الصفقة".

فجوات "لا تزال كبيرة"

ورأت الشبكة أن الرد الأولي من "حماس"، والذي جاء الأربعاء الماضي، على المقترح الإسرائيلي الأخير، يشير إلى أن الفجوات بين الطرفين لا تزال كبيرة، ولكن CNN نقلت عن مسؤول أميركي قوله إن إدارة بايدن لا تزال تعتقد أن هناك فرصة لإبرام الصفقة.

وأشار المصدر إلى أن المسؤولين الأميركيين يحثون قطر ومصر وتركيا على زيادة الضغط على "حماس" باستخدام عدة وسائل، إذ طلبوا من عدة دول التهديد بتجميد الحسابات المصرفية لأعضاء الحركة وتضييق الخناق على قدرتهم على السفر بحرية في المنطقة، وفقاً لما نقلته CNN عن مسؤولين أميركيين.

وأضاف أحد هؤلاء المسؤولين أن الولايات المتحدة حثت قطر على "التهديد بطرد أعضاء الحركة من أراضيها في حال لم تقبل الصفقة"، مشيراً إلى أنه بعد أشهر من إخبار هؤلاء الأعضاء بأنهم قد يخاطرون بالتعرض للطرد من الدوحة، فإن الأخيرة وجهت لهم هذا التهديد الآن بالفعل. 

ولا تزال المحادثات الهادفة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حماس" مستمرة، لكن "لم تظهر أي إشارات على إحراز تقدم كبير"، بحسب ما ذكره مصدرين أمنيين مصريين لوكالة "رويترز".

وأضاف المصدران أن "المحادثات في قطر تستهدف التوصل إلى صيغة مقبولة من جانب (حماس) فيما يتعلق بضمانات بأن يفضي الاتفاق إلى وقف كامل للأعمال القتالية في غزة، وانسحاب إسرائيل من القطاع".

وأشار المصدران إلى أن "(حماس) أعربت عن تخوفها من بعض بنود الاقتراح، خاصة في إطار المرحلة الثانية".

وأوضحا أن "الوسطاء القطريين والمصريين أجروا مقابلات منفصلة مع مسؤولين من (حماس) ومسؤولين أميركيين في الدوحة، وأنه لا توجد مؤشرات على قُرب التوصل إلى اتفاق".

"مفاوضات مفتوحة دون سقف"

وقال القيادي في حركة "حماس" سامي أبو زهري: "رحبنا بما ورد على لسان بايدن بخصوص وقف العدوان والانسحاب الإسرائيلي، إلا أن الورقة التي يعتمد عليها المشروع الأميركي، وهي الورقة الإسرائيلية، ليس فيها أي إشارة إلى وقف العدوان والانسحاب".

وأضاف أبو زهري لـ"رويترز" أن "المقترح الإسرائيلي يتحدث عن مفاوضات مفتوحة دون سقف، وعن مرحلة يستعيد فيها الاحتلال أسراه، ثم يستمر في الحرب"، وأردف: "لقد أخبرنا الوسطاء أن هذه الورقة غير مقبولة".

وذكر أبو زهري، أن "حماس" ملتزمة بمقترحها الذي قدمته في الخامس من مايو الماضي، والقائم على وقف القتال، والانسحاب الإسرائيلي من القطاع، واتفاق تبادل المحتجزين بالسجناء الفلسطينيين، ورفع الحصار عن غزة.

وتأتي هذه التصريحات بعد ساعات من رفض "حماس" في مذكرة حصلت "الشرق" على نسخة منها، الورقة التي قدمتها إسرائيل بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، بعد أن تبين لها أنها تختلف جوهرياً عن المقترحات التي أعلنها بايدن.

وقالت الحركة إن "مضمون الورقة الإسرائيلية تبين أنها ورقة لا تضع الأسس الصحيحة للاتفاق المطلوب، فهي لا تضمن الوقف الدائم لإطلاق النار، بل الوقف المؤقت".

وأضافت: "عندما أطلعنا الوسطاء على مضمون الورقة التي تحدث عنها الرئيس بايدن، والتي قال إنها الورقة الإسرائيلية تبين خلوها من الأسس الإيجابية التي وردت في تصريحات بايدن، وأن هناك فرقاً بين ما في الورقة وبين ما صرح به بايدن الأمر الذي تسبب في كثير من الارتباك والجدل فهل ما تحدث عنه بايدن هو تفسيراته الشخصية للورقة أم هي اتفاقات شفوية مع جهات إسرائيلية أم غير ذلك".

وفي سياق متصل، دعا بيان مشترك صادر عن الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وألمانيا، وعدة دول أخرى "حماس"، إلى قبول المقترح الذي أعلنه بايدن لوقف دائم لإطلاق النار في القطاع الفلسطيني.

ووفقاً للبيت الأبيض، شارك في البيان زعماء كل من الأرجنتين والنمسا والبرازيل وبلغاريا وكولومبيا والدنمرك وفرنسا وبولندا والبرتغال ورومانيا وصربيا وإسبانيا وتايلاند.

وجاء في البيان: "في هذه اللحظة الحاسمة، ندعو قادة إسرائيل وكذلك (حماس) إلى تقديم أي تنازلات نهائية ضرورية لإتمام هذا الاتفاق".

تصنيفات

قصص قد تهمك