صعدت إدارة الرئيس جو بايدن، من جهودها للضغط على حركة "حماس"، لدفعها إلى قبول مقترح وقف إطلاق النار الإسرائيلي، حسبما ذكرت شبكة CNN الأميركية، فيما نفت قطر تلقيها أي رد من الحركة على المقترح، بعد تقارير عن رفض "حماس" له. وبينما قالت الحركة إنها "لا تزال تدرس المقترح"، أشار مصدر مصري مسؤول، إلى أن القاهرة تتوقع رد الحركة خلال أيام.
وذكر المتحدث باسم الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، في بيان، أنه "لم يرد إلى الوسطاء حتى الآن، أي رد من حماس على المقترح الأخير لوقف إطلاق النار"، كما أن الحركة أفادت بأنها "ما زالت تدرس المقترح".
وأشار الأنصاري، إلى أن جهود وساطة الدوحة المشتركة مع مصر والولايات المتحدة "مُستمرة"، داعياً إلى عدم الالتفات إلى "التقارير الإعلامية غير الدقيقة، واعتماد المصادر الرسمية الموثوقة في ظل حساسية وضع المفاوضات حالياً".
شبكة CNN الأميركية، قالت، الخميس، إن المسؤولين الأميركيين، دعوا الحركة علناً إلى قبول مقترحات وقف النار السابقة، بينما كانت إسرائيل و"حماس" تنخرطان في المفاوضات التي استمرت على مدى الشهور الماضية، لكن لم تكن هناك أي حملات ضغط شاملة تتضمن توجيه مطالب محددة من دول بعينها كجزء من حملة إدارة بايدن.
وذكرت الشبكة أن منسق مجلس الأمن القومي الأميركي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بريت ماكجورك، سافر إلى مصر هذا الأسبوع، كما توجه مدير وكالة الاستخبارات المركزية CIA، وليام بيرنز، إلى قطر على أمل إضفاء المزيد من الزخم على المفاوضات، لكن المسؤولين الأميركيين التزموا الصمت إلى حد كبير بشأن هذه الرحلات حتى الآن، مشيرين إلى حساسية العمل الدبلوماسي الجاري.
وقال مسؤول أميركي لـCNN: "لقد كانت عطلة نهاية أسبوع مزدحمة للغاية بعد خطاب الرئيس، حيث كان الجميع يتحدثون عبر الهواتف، ويتواصلون مع الأطراف الإقليمية، ويضغطون عليهم لإقناع حماس بقبول الصفقة".
وقالت الشبكة إن المسؤولين الأميركيين "لعبوا كل الأوراق التي يمكنهم لعبها، وهناك إقرار داخلي بأنه لا توجد خطة بديلة، أو طريقة لمعرفة ما سيحدث إذا ما عادت حماس برد يرفض المقترح، وهي حقيقة تضيف إلى ثقل اللحظة الحالية".
وذكرت CNN أن المسؤولين الأميركيين "لديهم فكرة جيدة عن كيفية ممارسة الضغوط التي تأتي بنتائج على قادة حماس الذين يعملون خارج أرض المعركة (قطاع غزة)، ولكن التحدي الرئيسي هو إقناع يحيى السنوار، قائد حماس في غزة، بقبول الصفقة".
وأجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، عشرات المكالمات مع لاعبين رئيسيين في المنطقة، خلال الأسبوع الماضي، كما انخرط مسؤولون كبار بالخارجية الأميركية في تلك الجهود، بحسب الشبكة.
"إشارات إيجابية"
وشهدت المحادثات التي يشارك فيها وسطاء قطريون ومصريون وأميركيون لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حماس" في غزة، "إشارات إيجابية"، على الرغم من رفض الحركة للورقة التي قدمتها إسرائيل، قائلةً إنها "تختلف جوهرياً" عن المقترحات التي أعلنها بايدن.
وقال مسؤول رفيع المستوى لقناة "القاهرة" الإخبارية، إن مصر "تلقت إشارات إيجابية من (حماس) تشير إلى تطلعها لوقف إطلاق النار"، موضحاً أن الحركة "ستقدم ردها بشأن مقترح الهدنة خلال الأيام المقبلة".
وأضاف المسؤول أن قيادات حركة حماس "تدرس بجدية وإيجابية مقترح الهدنة"، لافتاً إلى أنه تم توجيه "دعوة مصرية لقيادات (حماس) لزيارة القاهرة، ومناقشة كافة التفصيلات المتعلقة بالأوضاع الحالية".
وبدأت جولة جديدة من المحادثات، الأربعاء الماضي، عندما التقى مدير وكالة الاستخبارات المركزية، وليام بيرنز، بمسؤولين كبار من قطر ومصر في الدوحة لمناقشة الاقتراح الذي أيده بايدن علناً، كما وصف الخطة المكونة من 3 مراحل بأنها مبادرة إسرائيلية، وتتضمن وقفاً دائماً للأعمال القتالية وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع.
لكن إسرائيل ترفض وقف القتال خلال المحادثات، كما شنت هجوماً جديداً على وسط غزة.
محادثات مستمرة
ولا تزال المحادثات الهادفة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حماس" مستمرة، لكن "لم تظهر أي إشارات على إحراز تقدم كبير"، بحسب ما ذكره مصدرين أمنيين مصريين لوكالة "رويترز".
وأضاف المصدران، أن "المحادثات في قطر تستهدف التوصل إلى صيغة مقبولة من جانب (حماس) فيما يتعلق بضمانات بأن يفضي الاتفاق إلى وقف كامل للأعمال القتالية في غزة، وانسحاب إسرائيل من القطاع".
وأشار المصدران، إلى أن "حماس أعربت عن تخوفها من بعض بنود الاقتراح، خاصة في إطار المرحلة الثانية".
وأوضحا أن "الوسطاء القطريين والمصريين أجروا مقابلات منفصلة مع مسؤولين من (حماس) ومسؤولين أميركيين في الدوحة، وأنه لا توجد مؤشرات على قُرب التوصل إلى اتفاق".
وقال القيادي في "حماس" سامي أبو زهري: "رحبنا بما ورد على لسان بايدن بخصوص وقف العدوان والانسحاب الإسرائيلي، إلا أن الورقة التي يعتمد عليها المشروع الأميركي، وهي الورقة الإسرائيلية، ليس فيها أي إشارة إلى وقف العدوان والانسحاب".
وأضاف أبو زهري لـ"رويترز"، أن "المقترح الإسرائيلي يتحدث عن مفاوضات مفتوحة دون سقف وعن مرحلة يستعيد فيها الاحتلال أسراه، ثم يستمر في الحرب"، وأردف: "لقد أخبرنا الوسطاء أن هذه الورقة غير مقبولة".
وذكر أبو زهري، أن "حماس" ملتزمة بمقترحها الذي قدمته في الخامس من مايو الماضي، والقائم على وقف القتال، والانسحاب الإسرائيلي من القطاع، واتفاق تبادل المحتجزين بالسجناء الفلسطينيين، ورفع الحصار عن غزة.
وتأتي هذه التصريحات بعد ساعات من رفض "حماس" في مذكرة حصلت "الشرق" على نسخة منها، الورقة التي قدمتها إسرائيل بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، بعد أن تبين لها أنها "تختلف جوهرياً عن المقترحات التي أعلنها بايدن".
وقالت الحركة، إن "مضمون الورقة الإسرائيلية تبين أنها ورقة لا تضع الأسس الصحيحة للاتفاق المطلوب، فهي لا تضمن الوقف الدائم لإطلاق النار، بل الوقف المؤقت".
وأضافت: "عندما أطلعنا الوسطاء على مضمون الورقة التي تحدث عنها الرئيس بايدن، والتي قال إنها الورقة الإسرائيلية تبين خلوها من الأسس الإيجابية التي وردت في تصريحات بايدن، وأن هناك فرقاً بين ما في الورقة وبين ما صرح به بايدن الأمر الذي تسبب في كثير من الارتباك والجدل فهل ما تحدث عنه بايدن هو تفسيراته الشخصية للورقة أم هي اتفاقات شفوية مع جهات إسرائيلية أم غير ذلك".