تعرض الائتلاف الحاكم في ألمانيا بزعامة المستشار أولاف شولتز، لهزيمة قاسية في الانتخابات الأوروبية، حيث جاءت الأحزاب الثلاثة في حكومته خلف المحافظين واليمين المتطرف، وفق ما أظهرت الاستطلاعات الأولية.
وحصل "الحزب الديمقراطي الاشتراكي" بزعامة شولتز على أسوأ نتيجة له في التاريخ بنسبة 14%، فيما حل حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف في المركز الثاني بعد حصوله على ما بين 16 و16.5%، فيما حصلت كتلة "الاتحاد المسيحي" التي تضم حزب "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" و"الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري" المحافظ، على 29.5%، وفقاً لاستطلاعين نشرتهما الشبكتين الوطنيتين "إيه آر دي" و"زد دي إف".
ولم يسجل "حزب الخضر"، شريك شولتز في الائتلاف الحكومي، سوى على 12 إلى 12.5%، بينما حصل "الحزب الديمقراطي الحر الليبرالي" على 5%.
وقال كيفن كوينرت، الأمين العام لـ"الحزب الديمقراطي الاشتراكي": "هذه نتيجة مريرة للغاية بالنسبة لنا"، مضيفاً أن حزبه "سيتعين عليه فحص الأخطاء التي حدثت خلال الحملة".
الضغوط تزداد على ائتلاف شولتز
وإذا تأكدت النتائج، فإنها ستزيد من الضغوط على ائتلاف شولتز، قبل أشهر من الانتخابات الإقليمية في العديد من ولايات شرق ألمانيا، حيث من المتوقع أن يتصدر حزب "البديل من أجل ألمانيا" الأصوات.
وقال الأمين العام لحزب "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" كارستن لينيمان، إن شولتز يجب أن يدعو إلى "تصويت على الثقة بعد النتيجة الكئيبة".
وأضاف لينيمان أنه يتعين على الائتلاف إما أن يغير مساره "أو يمهد الطريق لإجراء انتخابات جديدة".
وتتأرجح حكومة شولتز من أزمة إلى أخرى، منذ توليها السلطة في ديسمبر 2021. فبعد أشهر قليلة من تولي منصبه، كان عليه أن يتعامل مع الغزو الروسي لأوكرانيا، وأزمة الطاقة التي تلت ذلك، والتي دفعت ألمانيا إلى ركود اقتصادي.
ولا يزال استياء الناخبين مرتفعاً بشأن قوانين المناخ وخفض الإنفاق، في حين تشكل الجريمة والهجرة مخاوف متزايدة لدى الجمهور.
وتعرض "حزب الخضر" على وجه الخصوص لضربة قوية، بسبب خطط تحويل ألمانيا إلى مصادر الطاقة المتجددة، التي تتطلب نفقات باهظة في الاستثمارات.
مكاسب "البديل من أجل ألمانيا"
ولا يزال الرأي العام منقسماً حول طريقة تعامل ائتلاف شولتز مع الحرب الأوكرانية، حيث يؤيد البعض بقوة قراره تقديم الأسلحة لكييف، بينما يخشى آخرون أن يجر هذا الدعم ألمانيا إلى الحرب.
وتمثل نتيجة حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف (16%)، مكسباً مقارنة مع نتائجه في عام 2019، عندما حصل على 11%، وجاءت على الرغم من أن الحزب اضطر إلى منع مرشحه الرئيسي ماكسيميليان كراه من الحملات الانتخابية لأنه يخضع للتحقيق بسبب صلاته المشبوهة بروسيا والصين.
كما أدت التعليقات التي أدلى بها كراه، والتي قلل فيها من جرائم الشرطة السرية لألمانيا النازية "جستابو"، إلى إبعاد حزب "البديل من أجل ألمانيا" من المجموعة اليمينية المتطرفة داخل البرلمان الأوروبي.