يُجري حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف، بزعامة مارين لوبان، مع ابنة شقيقتها النائبة اليمينية ماريون ماريشال في فرنسا، مناقشات بشأن إمكانية توحيد القوى، لمواجهة الرئيس إيمانويل ماكرون في الانتخابات التشريعية المبكرة، وذلك بعد تلقي الأخير ضربة قاسية في انتخابات البرلمان الأوروبي، بينما يتصدر حزب لوبان نوايا التصويت، وفق استطلاعين نُشرا، الاثنين.
ووفقاً لما أوردته "بلومبرغ"، فإن توحيد حركتيهما، اللتين عارضتا بعضهما البعض في الانتخابات الأوروبية، من شأنه أن يعيد إحياء العلاقات السياسية، بعد عامين من إدارة ماريشال ظهرها لخالتها.
وقالت لوبان في مقابلة على قناة TF1، الاثنين، إنها "مستعدة لبناء ائتلاف يمكن أن يمتد ليشمل الجمهوريين المحافظين للوصول إلى السلطة في البرلمان الفرنسي"، مضيفة أن "رئيس التجمع الوطني جوردان بارديلا هو اختيار الحزب، ليصبح رئيساً للوزراء".
بدوره، قال بارديلا، بعد محادثات بين الطرفين: "خلال الحملة الانتخابية، أبدت ماريون ماريشال موقفاً بناءً. أردت أن أتحدث معها حول إمكانية بناء ائتلاف أوسع، اتحاد وطني كما أسميه، للتغلب على ماكرون".
واستبعد بارديلا القيام بحملة انتخابية مع إريك زمور، المنافس الأكثر تشدداً والمحلل التلفزيوني السابق، الذي تعاون مع ماريشال في الفترة التي سبقت الانتخابات الرئاسية الأخيرة في عام 2022.
من جانبها، أوضحت ماريشال، بعد الاجتماع، إنها ستناقش مع زمور مسألة شروط التعاون التي وضعها التجمع الوطني، قائلة: "لدي خيار يجب أن أتخذه بشأن إدراج أفكاري في التجمع الوطني أو القيام بذلك بمفردي. أريد أن أجد طريقة للجمع والعودة إلى جوردان بارديلا ومارين لوبان".
ووجه حزب "التجمع الوطني" ضربة قاسية لماكرون في انتخابات البرلمان الأوروبي، الأحد، بعدما نال 31.4% من الأصوات، مقابل أقل من 15% لحزبه، وإلى جانب نسبة الـ 5.5% التي حصل عليها حزب ماريشال، فإن ذلك يرفع نسبة اليمين المتطرف إلى حوالي 37%.
ورد ماكرون على الهزيمة، بحل الجمعية الوطنية (البرلمان)، والإعلان عن إجراء اقتراع تشريعي في 30 يونيو الجاري، مع إجراء جولة ثانية في 7 يوليو المقبل، قائلاً إنه "استمع لمخاوف الناس وكان واثقاً من أن الشعب الفرنسي سيتخذ القرار الأكثر عدلاً بنفسه وللأجيال القادمة".
اليمين المتطرف يتصدر نوايا التصويت
ويتصدّر حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف، نوايا التصويت في الانتخابات التشريعية المبكرة مع نيله نسبة تتراوح بين 33 و34%، بزيادة قدرها 15 نقطة عن نتائجه قبل عامين، وفق استطلاعين، نُشرا، الاثنين.
وفي دراسة لمعهد "آريس إنتراكتيف-تولونا"، أجريت غداة إعلان حل الجمعية الوطنية، الأحد الماضي، تتصدّر الجبهة الوطنية نوايا التصويت مع 34%، يليها اليسار مجتمعاً في المرتبة الثانية مع 22% من نوايا التصويت (حصد 25.7% في انتخابات 2022)، بينما يحل معسكر ماكرون ثالثاً مع 19% (مقابل 25.8%)، فيما جاء حزب "الجمهوريون" اليميني رابعاً مع 9% (مقابل 11.3%).
ووفق معهد الاستطلاع، سيحصد التجمّع الوطني غالبية نسبية ما بين 235 و265 مقعداً، مقابل 89 حالياً في الجمعية الوطنية (البرلمان).
وسيقتصر عدد مقاعد المعسكر الرئاسي على ما بين 125 و155 نائباً (مقابل 249 حالياً)، أما تحالف اليسار "نوبيس" فسيحصل على ما بين 115 و145 مقعداً (مقابل 153 حالياً) و"الجمهوريون" 40 إلى 55 مقعداً (مقابل 74 حالياً).
وفي دراسة أخرى أجراها معهد "أوبينيون واي"، فقد تصدّرت "الجبهة الوطنية" (حزب ماري لوبان)، نوايا التصويت بنسبة 33%، يليها "نوبيس" 23%، ومن ثم المعسكر الرئاسي 18%.
وأعرب 61 % من المستطلَعين عن تأييدهم، قرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حل الجمعية الوطنية، والدعوة لانتخابات مبكرة، فيما أعرب 38% عن معارضتهم الخطوة الرئاسية.
وفاز التجمع الوطني في الانتخابات الأوروبية في فرنسا، حاصداً 31.36 % من الأصوات، ومتقدماً بفارق كبير على المعسكر الرئاسي الذي أيده 14.6 % من الناخبين.
يشار إلى أن استطلاع معهد "آريس إنتراكتيف-تولونا" أُجري عبر الإنترنت بين 9 و10 من الشهر الجاري، وشمل عيّنة من 2744 شخصاً يبلغون 18 عاماً وما فوق، بينهم 2340 مسجلين في قوائم الناخبين، وبهامش خطأ يرواح بين 1 و2.3 نقطة.
أما استطلاع "أوبينيون واي"، فأجري في 10 يونيو، وشمل عيّنة من 1153 شخصاً يبلغون 18 عاماً وما فوق، بينهم 1095 مدرجين في قوائم الناخبين، وبهامش خطأ يراوح بين 1.4 و3.1 نقطة.