لم يستبعد البيت الأبيض تخفيفاً رئاسياً محتملاً لحكم قضائي ضد نجل الرئيس الأميركي، هانتر بايدن، بعد إدانته في جميع التهم الثلاث في محاكمته الفيدرالية المتعلقة بحيازة سلاح بشكل غير قانوني.
وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، الأربعاء: "كما نعلم جميعاً، لم يتم تحديد موعد الحكم بعد"، مضيفة أن الرئيس جو بايدن "كان واضحاً جداً وبالتأكيد كان حاسماً بشأن العفو المحتمل، ولكن بشأن تخفيف العقوبة ليس لدي أي شيء إضافي في هذا الصدد".
واستبعد الرئيس جو بايدن، العفو عن نجله، لكن التخفيف يمكن أن يقلل من أي عقوبة يواجهها هانتر مع السماح بإدانته، إذ من المرجح أن يكون الحكم عليه بعد حوالي 120 يوماً من إدانته، أي في أكتوبر تقريباً.
ولم تنتهِ المشكلات القانونية التي يواجهها هانتر بايدن، بعد إدانته بثلاث تهم جنائية تتعلق بالأسلحة النارية في محاكمة سلطت الضوء على ماضيه المرتبط بالمخدرات. إذ يواجه نجل الرئيس الحكم، ومحاكمة جنائية أخرى بتهم ضريبية في خضم حملة إعادة انتخاب والده.
وأدان المحلفون هانتر بايدن، الثلاثاء الماضي، بعد ثلاث ساعات فقط من المداولات على مدى يومين في المحكمة الفيدرالية في ويلمنجتون بولاية ديلاوير. وتنبني القضية على سلاح اشتراه هانتر بايدن في عام 2018 بينما كان، كما يقول المدعون إنه كان يعاني من إدمان الكوكايين.
تفاصيل الإدانة والأحكام المتوقعة
أدين هانتر بايدن بالكذب في نموذج شراء سلاح إلزامي بقوله إنه لم يكن يستخدم المخدرات بشكل غير قانوني أو مدمناً عليها، وحيازة السلاح بشكل غير قانوني لمدة 11 يوماً.
وتصل عقوبة التهم الثلاث إلى 25 عاماً في السجن. ولكن ما إذا كان نجل الرئيس سيقضي أي وقت خلف القضبان بالفعل، فسوف يكون متروكاً لقاضية المحكمة الجزئية الأميركية ماري إلين نوريكا. ولم تحدد القاضية، التي رشحها الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترمب، موعداً للنطق بالحكم على الفور.
وفي النظام الفيدرالي، لا يحصل مرتكبو الجرائم لأول مرة على أي عقوبة قريبة من الحد الأقصى. ومن المتوقع أن توصي إرشادات الحكم الفيدرالية، التي يستخدمها القضاة لتقرير العقوبات في حق المتهمين، بعقوبة أخف بكثير، لكن القضاة غير ملزمين بالمبادئ التوجيهية، لذلك قد تقرر القاضية عدم إرساله إلى السجن على الإطلاق. وتشمل الخيارات الأخرى المراقبة أو الحبس المنزلي، حسبما تشير وكالة "أسوشيتد برس".
وفي محاولتهم لإقناع القاضية بعدم وضعه في السجن، من المرجح أن يجادل محامو الدفاع بأنه على عكس العديد من قضايا حيازة الأسلحة النارية بطريقة غير القانونية، لم يتم استخدام مسدس هانتر بايدن في أي جريمة. كما أن هانتر بايدن لم يطلق النار مطلقاً، خلال الفترة التي كان السلاح بحوزته والتي بلغت 11 يوماً، قبل أن يتم إلقائه في سلة المهملات.
ومن المرجح أيضاً أن يؤكد الدفاع أن هانتر بايدن، قد غير حياته منذ ذلك الحين. إذ قال إنه كان منقطعاً عن تعاطي المخدرات منذ عام 2019. كما لم تكن هناك أي انتهاكات لشروط إطلاق سراحه، بما في ذلك أنه يواصل الامتناع عن استهلاك المخدرات والكحول ويشارك في برنامج للتعافي.
دوافع الاستئناف على الحكم
وقال محامي الدفاع آبي لويل في بيان مكتوب، الثلاثاء، حسبما نقلت "أسوشيتد برس"، إنهم "سيواصلون متابعة جميع التحديات القانونية المتاحة بقوة". ومن غير الواضح على أي أساس سيستأنف هانتر بايدن الحكم.
ومن بين أمور أخرى، طعن محامو هانتر بايدن في دستورية قانون الأسلحة في قلب القضية في أعقاب قرار تاريخي للمحكمة العليا، قلب قوانين الأسلحة النارية في جميع أنحاء البلاد.
كما زعم محامو هانتر بايدن أن نجل الرئيس حوكم لأغراض سياسية. واعتبر لوييل أن المدعين العامين استسلموا للضغوط السياسية بعد الانتقادات التي واجهتها اتفاقية الإقرار بالذنب، وكانت محط سخرية من قبل الجمهوريين، بمن فيهم ترمب الذي وصفها بأنها "صفقة عزيزة".
بموجب هذه الصفقة التي تم التوصل إليها العام الماضي، كان هانتر بايدن سيقر بالذنب في جرائم ضريبية جنحية ويتجنب الملاحقة القضائية في قضية الأسلحة إذا ابتعد عن المتاعب. وكان المدعون العامون يخططون للتوصية بسنتين من المراقبة. لكن الصفقة انهارت بعد أن أثار القاضي مخاوف بشأنها.
مشكلات قانونية أخرى
ومن المقرر أن تبدأ محاكمة هانتر بايدن بتهم ضريبية في كاليفورنيا في الخامس من سبتمبر المقبل. وكان من المقرر في البداية أن يحاكم في تلك القضية في وقت لاحق من الشهر الجاري، لكن القاضي وافق مؤخراً على طلب الدفاع بالتأجيل.
وفي "قضية كاليفورنيا"، يواجه هانتر بايدن تهماً بتسع جرائم جنائية وجنح ضريبية، تتعلق بما يقول المدعون الفيدراليون، إنه مخطط امتد لأربع سنوات للتهرب من دفع 1.4 مليون دولار كان مديناً بها لمصلحة الضرائب.
ويتهم المدعون، نجل الرئيس الأميركي، باستخدام الأموال بدلاً من ذلك، لتمويل أسلوب حياة باهظ الثمن، والذي شمل، باعترافه، المخدرات والكحول. وقد سدد بايدن الابن منذ ذلك الحين، الضرائب المتأخرة.
وقال محامي هانتر بايدن، في جلسة استماع حديثة، إنه كان يعمل على تحضير خبراء للإدلاء بشهادتهم في القضية البارزة في لوس أنجلوس. وقال المدعون إنهم يخططون لاستدعاء ما يقرب من 30 شاهداً.
وأشار الجمهوريون أيضاً إلى أنهم سيواصلون ملاحقة هانتر بايدن بعد توقف تحقيقهم في عزل الرئيس.
في الأسبوع الماضي، أصدر الجمهوريون في مجلس النواب إحالات جنائية ضد هانتر بايدن وشقيق الرئيس، جيمس، متهمين إياهما بالإدلاء بتصريحات كاذبة للكونجرس كجزء من تحقيق المساءلة الذي أجراه الحزب الجمهوري لمدة عام. ولم يُتهم الرئيس بأي مخالفات من قبل المدعين الذين يحققون مع ابنه.
وقال محامي هانتر بايدن في بيان، الأسبوع الماضي، إن الإحالات "ليست أكثر من محاولة يائسة من قبل الجمهوريين لتشويه شهادة هانتر حتى يتمكنوا من تشتيت الانتباه عن تحقيق المساءلة الفاشل" والتدخل في محاكمته الجنائية.
احتمالات العفو الرئاسي
الرئيس بايدن، قال، الثلاثاء الماضي، إنه سيقبل الحكم و"سيستمر في احترام العملية القضائية بينما يفكر هانتر في الاستئناف"، مشدداً، خلال مقابلات صحافية، على أنه "لن يعفو عن ابنه".
ويتناقض رد الرئيس على الحكم بشكل صارخ مع ترمب، الذي انتقد نظام العدالة ووصفه بأنه "مزور" بعد إدانته بـ 34 تهمة جنائية في نيويورك، إذ أدين المرشح الرئاسي الجمهوري المحتمل بمخطط للتأثير بشكل غير قانوني على انتخابات عام 2016 من خلال "شراء صمت" ممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانييلز.
ونفى ترامب ارتكاب أي مخالفات ووصف نفسه بأنه ضحية لنظام عدالة يعمل بدوافع سياسية على حرمانه من فترة ولاية أخرى.
وأثناء وجوده في البيت الأبيض، استخدم ترمب سلطته في العفو لصالح مجموعة واسعة من الحلفاء والمؤيدين الجمهوريين في الكونجرس المدانين بجرائم.
وشمل المستفيدون أربعة شركاء أدينوا في تحقيق المستشار الخاص روبرت مولر في التدخل الروسي في الانتخابات، لكنهم استبعدوا بشكل ملحوظ اثنين آخرين، مساعد الحملة السابق ريك جيتس والمحامي الشخصي السابق مايكل كوهين، الذين تعاونوا مع المدعين العامين كجزء من هذا التحقيق.
وفي بيان صدر الثلاثاء الماضي، وصفت حملة ترمب الانتخابية، إدانة هانتر بايدن، بأنه "ليس أكثر من مجرد تشتيت للانتباه عن الجرائم الحقيقية لعائلة بايدن الإجرامية".
ولطالما دفع ترمب وحلفاؤه بادعاءات تتعلق بأن جو بايدن، أثناء عمله كنائب للرئيس في إدارة باراك أوباما، عمل على تعزيز المصالح التجارية لأفراد عائلته.