قال وزير الدفاع في تايوان ويلينجتون كو، الاثنين، إن بلاده "لا تسعى إلى حرب مع الصين"، وإن سياستها تتمثل في "بناء قدرة ردع دفاعية متعددة المستويات" لجعل من الصعب الاستيلاء على الجزيرة.
وأضاف أن الصين "تثير المشكلات"، ووصفها بأنها "مصدر للتوتر عبر مضيق تايوان"، مضيفاً: "لم نسع قط إلى الحرب. نحن واضحون للغاية في أن استراتيجيتنا بالكامل هي العمليات الدفاعية".
وعندما سأله الصحافيون في البرلمان عن المدة التي تستطيع تايوان الصمود فيها، بدون دعم الولايات المتحدة، حال وقوع هجوم صيني، قال وزير الدفاع التايواني إن "هذه ليست النقطة الأساسية في استراتيجيتنا".
وأضاف: "ليست مسألة المدة التي نستطيع أن نستمر فيها. إن استراتيجيتنا، وفرضيتنا، هي حرب غير متكافئة، ولذا نسعى إلى بناء قوتنا متعددة المستويات للردع (...) من أجل إضعاف قدرة الصين على الغزو".
وتابع: "الهدف الكامل من الغموض الاستراتيجي الأميركي هو تعقيد خطط الصين لأي غزو لتايوان. لن يتمكنوا أبدا من استبعاد إمكانية التدخل العسكري الأميركي".
وتتعرض تايوان، التي تعتبرها الصين جزءاً من أراضيها، لحملة ضغوط عسكرية وسياسية متصاعدة من بكين لقبول السيادة عليها، وهو ما ترفضه الحكومة في تايبيه.
"حرب غير متكافئة"
وفي إطار الإصلاحات العسكرية الجارية، تروج تايوان لفكرة "الحرب غير المتكافئة"، لجعل قواتها، التي هي أصغر بكثير من قوات الصين، أكثر قدرة على الحركة وجعل الهجوم عليها أصعب، على سبيل المثال باستخدام الصواريخ المثبتة على عربات والطائرات المسيرة.
وكان الرئيس التايواني لاي تشينج تي، قال الأحد، إن الصين تعتبر ضم تايوان والقضاء عليها "قضية قومية كبيرة"، فيما حض الطلاب في الأكاديمية العسكرية الرئيسية على ضرورة عدم الاستسلام للروح الانهزامية المتمثلة في أن "المعركة الأولى هي المعركة الأخيرة" وهي النظرية القائلة إن تايوان "قد تنهار بمجرد أن تتعرض لهجوم من الصين".
ويرى لاي أن شعب تايوان وحده هو الذي يستطيع تقرير مستقبله، إذ عرض مراراً إجراء محادثات مع بكين، لكن مساعيه قوبلت بالرفض.
بدورها، تصف الصين الرئيس التايواني بأنه "انفصالي خطير" يخاطر باندلاع صراع من خلال الضغط من أجل استقلال تايوان رسمياً.
وكانت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، أفادت بأن الرئيس الصيني شي جين بينج، أبلغ رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، في أبريل 2023، بأن "واشنطن تحاول استفزاز بكين من أجل دفعها لمهاجمة تايوان".
وقال مصدر للصحيفة البريطانية، إن الزعيم الصيني حذّر مسؤوليه بشأن ذلك، مضيفاً أن الولايات المتحدة كانت "تحاول خداع الصين لحملها على غزو تايوان، لكنه لن يبتلع الطعم".
وتعطي هذه التصريحات المسرّبة، فكرة على تصور شي بشأن تايوان، وهي القضية الأكثر تعقيداً في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين.ويشير بعض الأكاديميين الصينيين والضباط العسكريين المتقاعدين، إلى أن واشنطن تحاول استفزاز بكين من خلال تزويد تايوان بالأسلحة والدفع بإجراءات أخرى لجذب الصين إلى مواجهة عسكرية مفتوحة.